قديما قال الحكماء من تنازل عن حلم أصبح لا يستحقه ، هل نحن بالفعل تنازلنا عن الحرية لهذا عدنا لا نستحقه؟ هل أصبح المواطن المصري لا يحلم سوى بالأمن والخبز فقط وأن يجد ما يحتمي به في هذه الدنيا القاسية؟ ما أقبح الحياة مساومات في كل شيء، تذكرت حينما أراد ياسر عرفات أن يعود لفلسطين بعد رحلة شتات بين بلاد الله كيف أنه عاد تحت مسمى "الأرض مقابل السلام" وصدام حسين أيضا لم يستطيع أن يطعم شعبه في الحصار الذي فرض عليه وعلى العراق إلا تحت مسمى "النفط مقابل الغذاء" وها نحن نقوم بذات الشيء "الأمن مقابل الحرية" هل تريد أن تعيش آمنا في سربك وعندك قوت يومك لا بد لك ان تتنازل عن حلم الديمقراطية وحلم الحرية وإلا فسوف تعيش بين الذئاب التي لا ترحم ولا تعرف لغتك الرحيمة وسوف تجد سيارتك التي اشتريتها بشق الأنفس مسروقة وبنتك وعرضك يتحرش به صباح مساء، وبضاعتك منهوبة من كلاب الشوارع. الأمن وعودته مشروطه بقبولك لهذا الشرط الجوهري، عليك أن تنسى شيء يسمى ديمقراطية وأن تستلم لحكم الفرد الذي سيعيد بمفرده عجلة الإنتاج! وأن تقبل بنفس راضية هذا الشرط، دعك من كل هذا يا رجل أليس الأمن جميلا يا ايها المواطن المطحون ؟ ديمقراطية إيه يا رجل خلي الواحد يأكل عيش ، هذا ما قاله لي مواطن مصري ... يا خسارة أنطلت الحيلة عليكم وصدقتكم أن الأمن أهم من الحرية ،وأنه بالخبز وحده يحيا الإنسان ولو فكرتم في الأمر جيدا لوجدتم أن الأمن لن يأتي إلا بالعدل والحرية ومفاهيم الديمقراطية التي تضمن أن يعيش الشعب سعيدا وأن يستعيد كل شيء ضاع منه، لا نعرف ما هو القادم في مسلسل التنازلات بعد التنازل عن الحرية مقابل الأمن ، التنازلات لا تنتهي ولن تنتهي في موسم الأوكازيون الرائع الذي لا يستفيد من عروضه كل حر ، أهل الحرية صحيح مساكين.