للعام الثالث على التوالي، أعلن الاتحاد الإسلامي في فيينا، والذي يضم حوالي 20 رابطة جمعية وهيئة إسلامية، عن تنظيم حملته الثالثة للتعريف بأهم الأهداف والمبادئ السامية المستمدة من تعاليم العقيدة الإسلامية والسنّة النبوية ومكارم الأخلاق التي أرسى دعائمها النبي الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم". وتنطلق حملة التوعية بالإسلام، وهي الأولى من نوعها في أوروبا، اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل في 5 مدن نمساوية رئيسية هي: العاصمة فيينا، ومدينة سانت بولتن عاصمة مقاطعة النمسا السفلى، ومدينة جراتس عاصمة مقاطعة شتايرمارك، ومدينة سالزبورج عاصمة مقاطعة سالزبورج، ومدينة لينز عاصمة مقاطعة النمسا العليا، وبهذه المناسبة عقد الدكتور محمد ترهان رئيس الإتحاد الإسلامي مؤتمراً صحفياً شرح فيه أهداف الحملة الإعلامية التي تبلغ تكاليفها حوالي 100 ألف يورو، تم الحصول عليها من تبرعات المسلمين خلال شهر رمضان. وأوضح الدكتور ترهان أن "الاتحاد الإسلامي ينظم حملة التوعية الثالثة لهذا العام، والتي تستهدف التعريف بالمبادئ النبيلة والأهداف السامية ومكارم الأخلاق التي دعا إليها النبي الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم"، مع التركيز على اختيار مجموعة من أقواله الشريفة التي تحضّ على التعايش الحضاري والثقافي والعرقي والديني المتنوّع بين مختلف البشر، ومناشدة جميع شرائح المجتمعات إلى العمل على توطيد روح التالف والانسجام والمحبة وتدعيم جسور التلاقي والتعاون". وأكد: "وكذلك ستركز الحملة الإعلامية على تعريف المواطنين النمساويين بعدد من القيّم الإسلامية الداعية إلى الدفء الاجتماعي وخدمة الصالح العام، بالإضافة إلى شرح أهم القواعد والمبادئ والأهداف الإنسانية السامية للرسالة المحمدية التي تقوم على أساس الدعوة إلى مكارم الأخلاق، وذلك عملاً بالحديث النبوي الشريف: «إنما بُعثت لأًتمّم مكارم الأخلاق»". كما أوضح الدكتور محمد ترهان أن "الإسلام أولى الآداب والقيّم والأخلاق، أهمية بالغة، وخصها بمكانة عالية، حتى جعلها عمود أساس الدين وقوام التدين الإسلامي، بل جعلها من أبرز مظاهر الخير والمحبة والفضل"، وهنا استشهد بالحديث النبوي الشريف: "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحسنكم أخلاقاً". هذا وتشمل أنشطة حملة التوعية الإسلامية والتعريف بتعاليم العقيدة الإسلامية وأقوال النبي الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم"، على 163 لوحة تلفزيونية متحركة، بالإضافة إلى 105 لوحات مضيئة إليكترونياً خلال الليل، حيث تم توزيعها في العديد من الأماكن والساحات العامة والشوارع وعند مفترق الطرق الرئيسية ومحطات الترامواي والقطارات السريعة، في العاصمة فيينا، وفي كل من مدن سانت بولتن، وجراتز وسالزبورج ولينز. وستحمل تلك اللوحات سلسلة نماذج مختارة من أقوال النبي الكريم، مترجمة إلى اللغة الألمانية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر: "خيركم خيركم لأهله"، و "خير الناس أنفعهم للناس"، و "ليس منا من بات شبعاناً وجاره جائع". وأكد محمد ترهان أن "الهدف الأساسي للحملة الإسلامية هو التعريف بالأهداف والمبادئ السامية للدين الإسلامي، ونفي ضمني لمجموعة من المزاعم والشبهات والافتراءات التي تثار بين الحين والآخر ضد الإسلام والمسلمين في بعض الدول الأوروبية". وجدير بالذكر أن الاتحاد الإسلامي في فيينا هو أحد أبرز مؤسسات المسلمين في النمسا وأعرقها، وهو يقدم خدمات ثقافية واجتماعية عدة، ويعمل على تشجيع اندماج المسلمين والمسلمات في المجتمع النمساوي ومشاركتهم الإيجابية في شتى المجالات مع ضرورة الاحتفاظ بأساسيات تعاليم عقيدتهم الإسلامية وخصائصه الثقافية المميّزة.