أشاد الدكتور صلاح محمد محمود رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بتقدم القدماء المصريين فى علوم الفلك ..مؤكدا استفادتهم الكاملة بظواهره فى حياتهم العامة وأنهم كانوا يعرفون خصائص شروق الشمس وغروبها ومواقيتها ومواقعها وطول السنة الشمسية . وقال د. محمود لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "إن تعامد أشعة الشمس على تمثال رمسيس الثانى فى معبد أبى سمبل مرتين فى العام تستند إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما فى يوم الحادى والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم الى ناحية الشمال حيث تصل فى شروقها الى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و 27 دقيقة شمال الشرق فى حوالى يوم 22 يونيو . وأضاف د.محمود أن الشمس تعود مرة أخرى لتشرق من نقطة الشرق تماما بنفس معدل تحركها تجاه الشمال لتصل الى نقطة الشرق تماما حول يوم 21 سبتمبر ثم تتغير نقطة شروق الشمس بمعدل ربع درجة تقريبا ناحية الجنوب لتصبح على بعد 23 درجة و 27 دقيقة جنوب الشرق يوم 22 ديسمبر من كل عام ثم تعود بنفس المعدل لتصل الى نقطة الشرق تماما حول يوم 21 مارس". وأشار إلى أن قدماء المصريين استنادا إلى هذا اكتشفوا أن الشمس تمر على كل نقطة فى أثناء شروقها وغروبها مرتين فى كل عام، وان المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تماما . وذكر أن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى مرتين فى العام يومى الثانى والعشرين من شهر أكتوبر والثانى والعشرين من شهر فبراير جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة فى مساؤر شروق الشمس تبعد عن نقطتى مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و 22 فبراير من كل عام ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار التى تدخل منها الشمس على وجه رمسيس الثانى من ناحية الشرق من فتحة ضيقة . وأشار إلى أنهم جعلوا هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس فى يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها فى اليوم التالي تنحرف انحرافا صغيرا قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة فى اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال .