لا يكاد يصدق صاحب الهاشتاج اللأشهر في العالم ماذا حدث. قائد الانقلاب الذي انفصل عن الناس و عاش حياه الكهنوت مع عبدته والقي لخياله المجال لحكم مصر لم يفهم سيكولوجيه الشعب . . ولا حتي اصحاب الثوره انفسهم في ان تكون الرده قاسمه وموجهه بهذا التركيز. فقره وجهاله عقله و سطحيه تفكيره جعلت منه لا شيء في عيون المصريين .الشعب عاد ليلقنه درسا قاسيا و يضعه في ركنا ضيقا بعد ان سبه و عاث في عرضه وفكره يوم ان قال ان أمامنا خمسه وعشرين عاما لتطبيق ديمقراطيه كامله .كان الجواب عمليا ومباشرا بنتائج أزهلت قاده التحالف الوطني انفسهم ...ليسقط حاله الاجماع المزعومه و فقاعه الاعلام . كنا كثيرا ما نسمع انه ....شعب لا يستحق الحريه . شعب لا ينكر الدماء و يسلم عقله الي المفلسيين و فقراء الفكر والدجاليين في وسائل الاعلام .شعب هش لا يقوي علي مواجهه الاحداث ولا مقاومه التغيرات في المباديء و القيم . شعب أكلته أميته و استسلم الي الدكتاتور . شعب لا تكتمل ثوراته . شعب في مجمله لا يستحق أكثر من سطحيه قائد الانقلاب لتحكمه .. كلمات تترد كثيرا. ونسمعها دوما في كل مكان .دوما يوجهون اللوم الي الشعب ودوما ما يشيرون بالهجوم علي الشعب .لم يدرك الكثير ان هذا الشعب كان ضحيه المثقفيين و النخبه من ابناءه .ذكر السيد( لوبون جوستاف) في كتابه سيكولوجيه الجماهير .ان الجماهير تحترم القوه ولا تميل الي احترام الطيبه التي تعتبرها شكلا من اشكال الضعف وما كانت عواطفها متجهه ابدا نحو الزعماء الرحيميين و الطيبي القلب و المستبدين الذين سيطروا عليها بقوه و بأس وهي لا تقوم تلك النصب التذكاريه العاليه الا لهم و اذا كانت تدعس بأقدامها الدكتاتور المخلوع فذلك لانه فقد قوته ودخل في خانه الضعفاء المحتقرين . البطل العزيز علي قلوب الجماهير هو ذلك الذي يتخذ هيئه القيصر . كم من المرات تسمع هذه العبارات في اعلام قائد الانقلاب و علي ألسنه ساستهم و مشاهيرهم ضمن خطه السيطره علي العقول و تطويعها في اتجاه صالحهم .أحتقار عقول المصريين الدائم عبر تلك الكلمات وأماني الاستقرار التي يحلم بها الفقراء علي يد قائد الانقلاب تولد شعورا بالدونيه يكون معها الاستسلام والخضوع حتي تنتظر الجماهير عطايا الدكتاتور ومنحته اليهم بفسيح من الديمقراطيه والحريه و ليرسخ في ذاتهم اننا شعب لا يستحق الا ما يمنحه هو ..لكن علينا ان ندرك ايضا بما لا يدعنا ندفن روؤسنا في التراب ان الاغلبيه دائما غوغاء و دوما ما تنخدع خلف قوي الباطل المصطنعه و تؤيد الطغاه حتي ان منهم من يستعدون الخارج علي ابناء وطنهم لخلاف سياسي او منهجي .رأينا كيف فرح الكثير من العراقيين بدخول القوات الامريكيه الي بغداد واحتلالها مع ذريعه اسقاط صدام . ولا تنكر ان الذين رقصوا في ميادين رابعه والنهضه علي دماء الشهداء وان لم يكن له وزنا في المعادله السياسيه و ليسوا معبريين ابدا الا عن قطاع لا يستحق الاحترام هؤلاء ايضا يقبلون بذلك . "بادوليو" : قائد و سياسى أيطالى ، قتل من أهل ليبيا و الحبشة 600 ألف شخص و بعد انتهاء الحرب العالمية إصبح رئيس وزارء ايطاليا 1945 و لم يُحاكم، لُقب من شعبة بالمُفخم و بكى الملايين عند وفاتة ! ايضاً ستالين : صاحب مجزرة كاتين 1940 مات فيها 23 ألف بولاندى و قتل من الروس حوالى 11 ألف شخص لتنفيذ الشيوعية ، و غيرها من جرائم ... ، مات دون محاكمة ، يُلقبة الملايين بالمُعظم الذى أنقذ العالم من الخطر النازى ! وكذلك "ماريو رواتا" : قائد أيطالى بنى معسكرات القتل و الأبادة فى يوغوسلافيا قتل اكثر من 100ألف شخص و عذب الألاف خلال الغزو الايطالى الألمانى 1943 ، عاش رواتا و لم تتم محاكمتة ، نصب لة تمثال تذكارى تخليداً لة ! رمسيس الثاني فرعون موسى ( ونائبه هامان). انهزم رمسيس الثاني في معاركه مع الحيثيين الذين سيطروا على مدينة قادش ونجا فرعون من بين أيديهم بأعجوبة وفقدت مصر سلطتها على كل مدن فلسطين . هرب فرعون من مواجهة الحيثيين ووقع معهم معاهدة سلام 40 سنه وتفرغ لقمع المصريين وبناء المعابد لكتابه اساطير انتصاراته علي الحيثيين .صدق المصريون جدران المعابد و كذبوا أعينهم واعتقدوا انه الزعيم القائد المنتصر . منذ ذلك التاريخ لم تنجح ثوره شعبيه في مصر ولم تكتمل ثوره بنتائج حاسمه لصالح الثوار كلها بضع هبات او فورات قصيره ومتواضعه مقابل ايضا تحركات للعسكر والجنود كان الهدف منها تمكين أله الجيش من الحكم . نعم نادرا ما يثور المصريون علي اوضاعهم الصعبه ويؤثرون الاستقرار الذي يمنحهم فقط لقمه العيش و النوم الامن و لا يلتفتون لما حولهم في بلاد العالم كيف يحيون في ثروات وخيرات بلادهم . الشعب الذي يصبر كثيرا علي الفراعيين و يقاسي اليالي و يكابدها. تؤلمه حاجته دون ان يصرخ او يقاوم . هذا الشعب الذي انهزم ابنائه في 67 19و لازوا الي الصحراء لتحميهم ...عاد الرجال في 1973 ليحطموا اساطير الحروب و يستعيدوا نصرهم بعد ست سنوات . نحن لا نستطيع ان نصدر شخصيه الشعب المصري علي ما سبق و نعتبر ان شعبنا تنتهي احلامه لسد جوعته . أيضا هذا الشعب خرج مدافعا عن شرعيته و تعرض للقتل في احداث الحرس الجمهوري ورمسيسي ورابعه والنهضه . يخطيء من يظن ان البركان قد يهدأ لكنه ثائر ينتظر لحظه الانفجار . و علينا ان ندرك اننا لا نستطيع ان نطالب الشعب بالتضحيات (فكل خلق لما هو ميسر له) لكن متي وجد الرجال ما يدفعهم للحريه و الامل في مستقبل بلادم سوف يعبرون عن شخصيتهم كما رأينا في مقاطعه الانتخابات الهزليه ومسرحيه التعريض التي شهدها العالم و نفرها الاحرار و داس عليها الاطفال قبل الرجال لا يخدعنك صبر المصريين فالامه لم تمت و لن تموت باذن الله مهما تكالب عليها القتله والخونه وأصحاب المصالح من أبنائها فها نحن نري الاحرار في بلادنا يعبرون عن شموخ الشعب و يدركون ان الحريه لا تأتي باخراج الشعوب من المعادله واختزال عقول الرجال . يسطرون بدمائهم الزكيه ملاحم الثبات و تاريخ البطولات دفاعا عن أمتهم المجيده . الأمه لم تمت فالاسري في المعتقلات يتعالون بكل كبرياء علي الامهم وجراحهم ويرسمون بثباتهم طريق الحريه.أمام صمود الطلاب و الحرائر من أبناء الجيل حتي وان طال الطريق فمازال الاحرار في طريق تحرير بلادهم .. الثوره مستمره ...