تتبارى هذه الأيام أقلام مسمومة تحاول أن تقدم خدماتها للسيد الجديد بمنتهى العبودية والذّل، ومن الشخصيات التي يحاول البعض إغتيالها بمنتهى الحمق والحقد والكراهية السوداء متناسيتا ما قدمته للوطن وللشعب ،هي شخصية فوق العادة ، هو ساحر المستطيل الأخضر ، هو أمير القلوب ، معشوق الكرة المصرية ، صانع الألعاب الأول في الوطن العربي ، صاحب السعادة والبهجة، الهدّاف الغازي لكل الحراس ،صائد البطولات ،الزعيم المايستروا، إنه اللاعب الخلوق المتدين الذي كان خير مثال وقدوة ليقتدي به شبابنا هو الأسطورة الكروية المصرية محمد أبو تريكة ، هذا اللاعب الذي حين كنت ترى الجماهير تخرج في الشوارع لتحتفل من السعادة والفخر فإعلم أن من أخرجها من بيوتها هو ابو تريكة ، حين كنت ترى الأعلام معلقة على شرفات المنازل ترفرف بشارة النصر قبل المباريات فإعلم أن من كان وراء هذا العرس الكروي هو أبو تريكة ، أبو تريكة الذي نادت عليه الجمّاهير في ماتش إعتزاله أن يبقى في الملعب ليسعدها أكثر وأكثر لأنه كان في يوم السبب الوحيد لإدخال الفرح في بيوتنا ، ابو تريكة الذي حين تذهب لقريته "نهيا" تعرف حجم هذا الإنسان جيدا ، هذا الشاب الذي كان يعمل مع والده وأخوته ليستطيع أن ينفق على دراسته هذا الإنسان الذي إستطاع أن يخرج من بين هؤلاء المتعبين بصعوبة ليصنع لهم السعادة بعد ذلك، ابو تريكة "حبيب والديه" كما كان يقول المعلق الذي يهدده هذه الأيام بتدمير مستقبله وأيضا لم يكن حبيب والديه فقط ولكنه أيضا حبيب الشعب وحبيب الكل ، اللاعب الذي لم ينسى فلسطين وسط أجواء النصر ولا قضايانا المؤلمة ،شكرا لك من محب لا تعرفه كان لا يهتم بالكرة ولا يتابعها حتى وكنت اكتفي بأن أرى عائلتي وأهلي وجيراني وهم ينامون سعداء بعد أهدافك ، أبوتريكة أشكرك لأنك كنت تدخل السعادة إلى قلب أبي وأرى إبتسامته حين كنت تلعب بالكرة، أبي الذي كان يصفق لك بكل وطنية وحب ، أبو تريكة كنت أسمع جدي وهو يدعو لك أن يوفقك لتفرح الناس، أبو تريكة شكرا على كل ما قدمته لنا على المستوى الكروي وعلى المستوى الإنساني ، وعلى تبنيك لعدد من المشاريع الخيرية ، أبو تريكة أتمنى لك مستقبل أفضل ولا أقول لك سوى أمضي لأنك دائما ما تذكرنا أن هنالك في هذا الوطن أشخاص محترمون يستحقون التقدير وهم دوما مبعث الفخر أمام العالم كله.