الثورة بمفهومها الحكري والتغييري هي رغبة في التخلص من قيود وضعها أشخاص تناسوا للحظات إنسانيتهم واستمروا في لف الحبل حول الموت حول عنق الوطن ، الثورة هي التغيير والإرتقاء والمساواة والعدل والحرية وبالتأكيد هذه مفاهيم لا يستطيع من تربى في بيئة الفساد والقهر والظلم أن يستوعبها بل وحتى أن يترجمها لمنهج إصلاحي ليبق في مكانه على قمة الهرم السلطوي ،انشغلت في الفترة الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي بمشاهدة فيلم "المندس" هذا الوثائقي الذي نقل تجربة حية لما كان يحدث حينها في مصر ، مصر التي كانت حينها تحب الثورة وأكثر ما أثّر فيّ لقطة صورها الناشط السياسي مهند بطل الفيلم وجامع مادته حين كان يقوم بتصوير الداخلية حتى استطاع أن يلتقط لهم بأجوبة وشجاعة كاد أن يدفع حياته ثمنا لها عدد من التجاوزات وبمجرد أن عاد مرة أخرى إلى صفوف المتظاهرين حتى بدأ ينادي أنه قام بتصويرهم وأنه سينشر هذا ليعلم الناس بحقيقة ما رأه حينها بدأ بعض الذين حوله بضربه وأخذ الكاميرا منه ، بدأ في التفكير أليس هؤلاء يقفون معنا وفي صفنا ويهتفون ضدهم؟ هل هم معنا أم علينا ؟ واسئلة كثيرة لم يستوعبها حينها والتي كانت سببا في بداية البحث عن إيجابات ومنطلقا لتسجيله لكل هذه اللقطات لتخرج لنا في هذا الوثائقي الرائع. من ظن يوما أن قوى الثورة المقابلة أو المضادة ستهدأ أو ستتغير في نمطية الإستجابة لتقف مع مطالب الشعب وتستجيب ببراءة لم توجد إلا في الثوار لهتافات الشباب المطالبة بوطن جديد، بمجرد ان شاهدت هذا الفيديو حتى كتبت على صفحتي الخاصة في الفيس بوك "هذا الفيلم هو جلد للذات لنتعلم وليعرف هؤلاء القوم" يبجب أن نتعلم لأن إيقاظ شعب مسألة تحتاج إلى مجهود كبير جدا وإقتناص اللحظات الثورية لا تحتاج إلى عقول سطحية أو مركبة بتركيبة معينة بل تحتاج إلى قلب لا يعرف سوى الحب وعقل ما ورائي لا تعرف السذاجة إليه سبيلا لأنك أن كنت ساذجا فلن تبقى ثائرا لأنك حتما ستموت وينتهي أمرك بيد من خرجت يوما لتجعله حرا.