في تكرار لمشهد حريق الشورى بكافة تفاصيله، اشتعلت النيران مساء أمس في مبنى المسرح القومي بمنطقة العتبة بوسط القاهرة والتهمت النيران القاعة الرئيسية بالكامل، وتكرر الارتباك الواضح في تعامل رجال الإطفاء والدفاع المدني مع الأمر. فقبيل دقائق من انطلاق مدفع الإفطار مساء أمس فوجئ العاملون بالمسرح باندلاع النيران في القاعة الرئيسية فقاموا بإبلاغ أجهزة المطافي والدفاع المدني التي حضرت بعد مرور 45 دقيقة كاملة رغم وجود مركز مطافي العتبة بجوار المسرح تمامًا "المسافة بينهما لا تتحاوز 200 متر"!!! الحريق بعد أن اتى على على القاعة الرئيسية للمسرح تمامًا امتد ليطال أجزاء من مخازن الديكور الخاصة به، ولم تتمكن قوات المطافي من السيطرة على الحريق إلا بعد مرور ساعتين على اشتعاله. وأكدت مصادر بالدفاع المدني أن عددًا من رجال الإطفاء قد أُصيبوا بإصابات طفيفة نتيجة سقوط بعض أجزاء السقف للقاعة الرئيسية عليهم ونتيجة تنشق الغازات المنبعثة من الحريق؛ حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى الحسين الجامعي، ولم يتم تأكيد أو نفي وقوع أي إصابات بين عمال المسرح الذين كانوا يوجدون داخله أثناء اندلاع الحريق. وكالعادة، جاءت الكهرباء لتكون المتهم الرئيسي في الحادث، حيث ادعت مصادر أمنية أن سبب الحريق هو ماس كهربائي، بينما اتهمت مصادر من وزارة الثقافة بعض المواطنين الذين اتخذوا سطح المسرح كمكان للسكن واستخدموا مواد قابلة للاشتعال. وقال مصدر أمني أن انفجار أجهزة التكييف الخاصة بالمسرح أدى الى حدوث إنهيار فى جزء من ديكورات وواجهات المسرح المطلة على ميدان العتبة . وأوضح المصدر أن النيران إمتدت بفعل الرياح إلى لوحتين إعلانيتين فى الدورين السادس والسابع فى العقار المواجه للمسرح وتم إطفاؤهما فى الحال قبل أن تمتد النيران إلى شقق العقار ، كما امتدت النيران الى بعض المخلفات الموجودة أعلى سطح أحد العقارات الكائنة فى شارع عبدالعزيز وتم ايضا اطفائها فى الحال. وقد قامت قوات الشرطة والمدعمة بالمئات من جنود الأمن المركزي بحصار موقع الحريق وإغلاق جراج العتبة وكوبري الأزهر؛ وذلك من أجل منع المصورين من تصوير الحريق من فوق الكوبري أو الجراج كما منعت الشرطة الصحفيين والمصورين من تغطية الحريق. أما عند باب المسرح الرئيسي فقد احتشد العشرات من الفنانين والصحفيين والإعلاميين الذين حاولوا الدخول إلى المسرح إما للاطمئنان عليه أو لتغطية الحريق إلا أن الأجهزة الأمنية منعتهم من الدخول ونشبت بعض المناوشات بين الفنانين والصحفيين من جهة وأفراد الشرطة من جهةٍ أخرى.