القانون هو نصوص الرحمة التي تحمي الضعيف من غلواء القوي، نصوص تمتص الحقد الطبقي وتحقق السلام المجتمعي وتقضي على لغة القوة في المجتمعات. نصوص تنهي الخصومات وتجعلني أجلس في بيتي مطمئنا أنه لن يستطيع أحد أن يسطو عليّ أو يأخذ حقي دون وجه حق ، أنا أعلم أنها بديهيات ولكن كما يقول الصحفي أحمد بهاء الدين "أن الكثير من البديهيات تحتاج إلى شرح" . ما الذي يحدث في بلدنا مصر بالله عليكم ؟ ألم نتعلم منكم أن الأحكام هي عنوان الحقيقة فما بالي أرى الحقيقة غائبة وتائهة في دورب اللا ثقة ، ما بالي أرى النفوس قلقه ومتمزقة. عاد الواحد منّا يخشى حقيقتا الوقوف أمام منصتكم العالية حتى لا يذهب إلى غياهب الظلام وستائر النسيان، ما الذي جرى ؟ أجد لصوصا يرتعون في الخارج وينعمون بنسائم الحرية وشرفاء آخرين يذهبون إلى حيث من سرق ومن قتل ومن روّع الأبرياء، لا اعلم هل أندم على أنني فضلت يوما كلية الحقوق لأدرس فيها ؟ هذه الكلية التي درست فيها معاني العدل والحق وعرفت معنى أن يشعر المجتمع بالعدل، مجتمعا خاليا من الظلم ولكني للأسف حين خرجت من بين أسوار الجامعة وجدت عكس ذلك نهائيا في مجتمعنا الذي بات ينضح بالمظلومين والمقهورين والذي أختل ميزانه بشكل مخيف وبات فيه الشريف حيرانا ويسبح عكس التيار في كل الأماكن. عذرا سيدي القاضي ، ارجوكم لا تفقدوا الناس معايير الحق في بلدنا ودعوكم من السياسة وشرورها فما دخلت في شيء حتى أفسدته نحوها جانبا وأنظروا إلى عيون هؤلاء الشباب الذين يقفون أمامكم، انظروا إليهم جيدا لتعلموا الحقيقة الغائبة في القضية، لا تجعلوهم مجرمين يلعنون تراب مصر ولا تعاقبوهم على حب عذري لا يعاقب عليه قوانين البلاد المتوحشة في عصور ما قبل التاريخ.