أعظم جريمة نستدرج لها الان هي التخوين والانشغال بأنفسنا عن عدونا أو لما كان حكم المحكمة الدولية برفض دعوى محاكمة السيسي كان علينا ان ندرك أن المحكمة الدولية تخضع لقرار الاممالمتحدة. فنتسارع في اللوم والتثريب وإلقاء التهم والطعن في النوايا والتخوين فقائلٌ يقول لقد تعلقت قلوب الاخوان بالغرب وكأنك يا مسكين شققت عن صدورهم واخر يقول لقد ضيعنا التحالف بتباطئه وكأن التحالف معه عصا موسى لو ضرب البحر لانفلق طودين او أثنى عشرا عيناً لا يا سادة استقيموا يرحمكم الله ... ليس هكذا يكون النقد فبين نقد الذات وجلد الذات بون شاسع فعلى رسلِكم ،إنه التمحيص و تفريغ الأجواء والتهيئة والتعبئة لأمر جلل يمهد الله له تمهيدا وهوا التمكين في الأرض، ولقد علمتني مرارة التعلق بأحد غير الله و المحن أن أكثر الناس حديثا يلهبك بحماسته قبل اللقاء دافعاً لك الأمل للمواجهة والتحدي ، لكن هو هو ذاته أخيب القوم وألوذهم بالقهقرى وقت حلول النزال لذا فسلوا الله الثبات وتعلموا من التاريخ. فلقد كان في قصة طالوت درسا عظيما ولكنكم قوم تستعجلون وما علينا الان سوى مراجعة أنفسنا ، وعلى الجانب الاخر أكبر الفصائل لابد أن يتنحى جانبا عن التخوين ويحتضن حماسة الثوار والشباب ويتفهم طبيعتهم ويتقارب قليلا مع أبناء قضيته ممن خالفوه الرأي فلا يشن حربا إلكترونية لمرد كونه قادر على البلاغة في الكتابة ولا يشن حملة غوغائيه ننشغل بها جميعا عن صميم قضيتنا . ونهيم في البحث وراء كم التحذيرات المخيف من شخوص و قناة لم يثبت لنا ما يدلل على التحذير ولقد مضى زمن السير عمياناً وليكن لنا من الماضي عبرة . فهلا أيقنتم بالدليل او صمتم عليه وليكن لكل حدث حديث . تكلمت بما يجيش في صدري ولكنة القليل وما أراه حولي ولكنني الفقير وإننا على موعد مع النصر وربي على ذلك بصير فكلما تجمعت الأحزاب وانقطعت الأسباب فابتسم وثق في موعود الله تعالى وتذكرقوله : " حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين " صدق الله العظيم