هذه مصر فى زمن الانقلاب نفاجأ جميعا بها فلا نكاد نعرفها أو نتعرف عليها الشكل هو الشكل والأرض هى الأرض ولكن الحوادث تتغير تباعا أسرع وأغرب مما يتصوره البعض فالشعب المصرى الذى حصد ترتيبا متقدما فى البؤس وأكثر من نصفه تحت خط الفقر بل إننا سمعنا منذ فترة قليلة عن صدمة موت فنان سودانى من الجوع والبرد وعلى صعيد آخر تم ولأول مرة إلغاء المسابقة العالمية لتكريم حفظة القرآن الكريم ثم إن أغلب طعامنا نستورده بديون فاقت مصادر دخل الجميع أى أننا نعيش كوارث اقتصادية واجتماعية خلفتها كوارث أكبر من النوع السياسى ومع كل هذا يجد الانقلابيون فى مصر الرفاهية والبجاحة والاستهتار وعدم الشعور بالآخر أو المرحلة فى إقامة مسابقة للكلاب يختار فيها المتشاركون أجمل كلب أو كلبة ليتوج بالألقاب ويحصد الجوائز ولا عزاء لذوى الضمائر ففى السبت الأول من مارس الماضى أقامت مصر أول مسابقة ملكات جمال الكلاب على أسس ومعايير دولية بنادى جولف سيتى الساعة 10 صباحا بالعبور، بالتعاون بين كل من المنظمة البلغارية "iku"، والتى تهتم بتسجيل وتوثيق الكلاب، والمحافظة على السلالات، وبين الجمعية العربية لمربى الكلاب، وذلك بما يتماشى مع القوانين واللوائح الدولية، والمتعارف عليها والأعراف المصرية وانضمت مصر بالفعل إلى الجمعية العربية لمربى الكلاب وذلك لتسجيل سلالات الكلاب والمحافظة عليها ورعاية صحتها لحظة بلحظة . وكل هذا ننضم له ونؤيده بل ونشد على يد من يقوم به فالحيوان كائن حى يحتاج للرعاية والعناية والاهتمام ولكن الأمر الغريب أن مصر هى من تفعل هذا مصر التى قتلت وتقتل الناس فى الشوارع كل يوم مصر المتخمة بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التى لامثيل لها مصر التى تحتل مركز الصدارة فى ترتيب الشعوب البائسة مصر التى قتلت وتقتل الأطفال فى السجون والمعتقلات مصر التى يموت البعض فيها من الجوع والبرد مصر التى ضاعت فيها الحقوق والحريات مصر التى لا تعترف سوى بمنطق القوة مصر التى هجرت أبناءها لتسول العمل فى الخارج مصر التى يعامل سكانها كالعبيد مصر التى ........ والأمثلة أكثر من أن تضرب أو يضمها مقال وحين أشير إلى مصر فإنى أقصد هؤلاء الذين تربعوا على ثروات مصر وخيراتها وساموا البلاد البطش والقهر والاسفاف هؤلاء الذين صنعوا لأنفسهم عالما آخر ومصر آخرى غير تلك التى نعرفها وتعودنا عليها فانقسمنا إلى شعبين شعب يقيم مسابقة جمال للكلاب وشعب لا يجد أكل هؤلاء الكلاب ولا يجد رفاهية شرب التفكير فى ذلك . وأخيرا أستشهد بما قال الشاعر : الرفق بالحيوان أضحى واجبا .... أفلا ننال الرفق بالانسان