شهدت الجزائر هذا الأسبوع أحداثًا دامية ورهيبة خلفت أكثر من 70 قتيلا وعشرات الجرحى خلال ثلاثة أيام فقط، وذلك في هجمات متتالية استهدفت مقرات الشرطة والجيش الجزائري لم يعرف بدقة منفذيها حتى الآن!! فقد قتل أمس الأربعاء 11 شخصا وجرح 27 في هجومين شبه متزامنين في البويرة (على بعد نحو 120 كيلومترا شرقي العاصمة), الأول في الخامسة صباحا استعملت فيه سيارة مفخخة حاول سائقها اقتحام مقر قيادة للجيش, والثاني بقنبلة انفجرت قرب حافلة متوقفة عند فندق وسط المدينة. وتحدثت الإذاعة الجزائرية عن هجومين الأول على مقر عسكري والثاني على كنديين يعملون في مشروع ماء, لكنها لم تذكر إن كان هناك كنديون بين الضحايا. والبويرة امتداد لمنطقة القبائل، وهي ذات حركة نشطة كونها مدينة سياحية تفصل بين الوسط والشرق. الكلية العسكرية أما أول أمس، فقد لقي حوالي 43 شخصا وجرح 45 عندما حاول انتحاري أن يقتحم بسيارة مفخخة كلية عسكرية في يسر بولاية بومرداس (50 كيلومترا شرقي الجزائر), في هجوم أغلب ضحاياه جامعيون كانوا يتهيؤون لاختبار قبول. وكانت صحف جزائرية تحدثت عن كمين الأحد الماضي في سكيكدة شرقي الجزائر, أوقع 12 قتيلا بينهم 11 من قوات الأمن ومدني واحد. كما تحدثت جريدة الوطن عن هجوم بقنبلة استهدف قافلة تقل عمال بناء يابانيين قرب قسنطينة شرقي البلاد, جرح فيه شرطي واحد. وسيطرت الهجمات على اهتمام صحف جزائرية تساءلت إن كانت الدولة عاجزة عن مواجهة المسلحين, وشكك بعضها في سياسة المصالحة وقال إنها سمحت لهم باسترجاع قواهم وتحصيل دعم أكبر. وأثارت الهجمات قلقا دوليا بسبب ضلوع القاعدة وأهمية الجزائر كمصدر للغاز الطبيعي.