قتل 15 شخصا وجرح 114 آخرون عندما فجر انتحاري نفسه أول امس الخميس في حشد علي طريق موكب الرئيس الجزائري، في وسط باتنة شرق الجزائر، وفق حصيلة بثها التلفزيون الجزائري. وكان الانتحاري يحمل القنبلة وانضم الي تجمع كان ينتظر وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يختتم زيارة تفقدية الي هذه الولاية في الشرق الجزائري. ولم يكن الرئيس الجزائري قد وصل بعد الي مكان الانفجار لحظة وقوعه. وروي شهود عيان ان الجموع اكتشفت امر المهاجم فسارع الي تفجير عبوته قبل وصول رئيس الدولة الي المكان. وفور تبلغه النبأ، توجه الرئيس بوتفليقة الي مستشفي المدينة لتفقد الضحايا. وقالت مصادر الأمن أن منفذ التفجير كان موجودا ضمن حشد من المواطنين، وان المهاجم شاب يبدو في منتصف الثلاثينات، وان الهجوم وقع قبل عشرين دقيقة من مرور موكب الرئيس الجزائري. ويبدو ان المهاجم اضطر لتفجير نفسه بعد ان شعر المحيطون به انه يتصرف بطريقة مريبة. وظهر بوتفليقة في التلفزيون بعد وقت وجيز من الهجوم، والقي كلمة قصيرة دعا فيها الي المصالحة الوطنية باعتبارها الحل الافضل للجزائر والجزائريين. وأوضح الرئيس الجزائري أن نهج سياسة المصالحة في الجزائر هو استراتيجية صوت عليها الشعب الجزائري وأقولها صراحة، إنني لن أتراجع قيد أنملة عن مشروعي السياسي للمصالحة والأمن والأمان في البلاد . واصيبت مدينة باتنة بالصدمة اثر الاعتداء الذي اثار الذعر في صفوف السكان الذين كانوا تجمعوا لاستقبال الرئيس. وشددت السلطات في الايام الاخيرة من لهجتها ضد الاسلاميين المسلحين الذين يرفضون تسليم انفسهم في اطار سياسة المصالحة الوطنية التي يدعمها الرئيس بوتفليقة. واعلن وزير الداخلية يزيد زرهوني اخيرا عليهم اما الاستسلام او الموت . وتاتي هذه العملية بعد خمسة اشهر تقريبا من هجوم انتحاري دام استهدف في الحادي عشر من نيسان (ابريل) القصر الحكومي في العاصمة الجزائرية ومفوضية للشرطة في الضاحية الشرقية ما اوقع 30 قتيلا علي الاقل واكثر من 200 جريح. وفي تموز (يوليو)، قتل عشرة عسكريين وجرح 35 اخرون في عملية انتحارية بشاحنة مفخخة استهدفت ثكنة للجيش في منطقة الاخضرية (100 كلم شرق العاصمة). وقد تبني هذه العمليات الانتحارية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ، وهو الفرع المغربي لتنظيم القاعدة في شمال افريقيا، الذي حل محل التنظيم الجزائري الذي كان يطلق علي نفسه تسمية الجماعة السلفية للدعوة والقتال . وتاتي هذه العملية الجديدة قبل اسبوع من بدء شهر رمضان. واندلع الصراع في الجزائر عام 1992 بعدما الغت السلطات التي يساندها الجيش انتخابات برلمانية كان حزب اسلامي علي وشك الفوز بها. وتفيد تقديرات ان ما يصل الي 200 الف شخص قتلوا في 15 عاما من العنف. وتراجع العنف السياسي في الاعوام القليلة الماضية لكن ما زال حوالي 500 من العناصر المسلحة يواصلون القتال وخاصة في منطقة القبائل شرقي الجزائر العاصمة بعدما تجمعوا فيما يسمي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.