بدأت اليوم الثلاثاء بالعاصمة الإيرانيةطهران أعمال الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية دول عدم الانحياز، وسط تخفيض القاهرة لتمثيلها بسبب توتر بعلاقات البلدين على خلفية إنتاج فيلم عن اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات. ويبحث الاجتماع الإعداد لقمة دول عدم الانحياز المقرر عقدها في شرم الشيخ المصرية في يوليو/ تموز 2009. ولدى افتتاحه الاجتماع، اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل بأنها قامت بممارسة "المجازر والتهجير" مستفيدة من الدعم السياسي والعسكري للقوى الكبرى. وحول الملف النووي، أكد أحمدي نجاد أن بلاده عضو رسمي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقعت على معاهدة الحد من الانتشار النووي "إلا أن القوى المتسلطة استخدمت كل قدرتها لتحرم إيران من حقوقها". واعتبر رئيس الجمهورية الإسلامية أن هذه القوى "لم توفر جهدا في استخدام التهديدات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية بل ضحت بسمعة مجلس الأمن من أجل مآربها اللا مشروعة". ومن أبرز القضايا المتوقع مناقشتها بالاجتماع مذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو ضد الرئيس السوداني عمر البشير، وتطورات النووي الإيراني، فضلا عن قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. وسبقت تصريحات أحمدي نجاد إعلان وزير الخارجية منوشهر متكي الخميس عن ترشيح بلاده لنيل العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن للفترة 2009-2010، داعيا حركة عدم الانحياز لدعم هذا الترشيح. ويعقد هذا الاجتماع التحضيري وسط غياب مصري على مستوى عال والاكتفاء بتمثيل منخفض المستوى، في مؤشر إضافي على توتر العلاقات بين القاهرةوطهران على خلفية إنتاج فيلم وثائقي إيراني عن اغتيال السادات.
ويشارك مساعد وزير الخارجية لشؤون الهيئات والمنظمات الدولية نائلة جبر في الاجتماع ممثلة عن بلادها للإعداد لقمة عدم الانحياز المقرر عقدها بمنتجع شرم الشيخ في يوليو/ تموز 2009. وكانت العلاقات المصرية الإيرانية وصلت ذروة تدهورها مؤخرا إثر إدانة القاهرة إنتاج فيلم "إعدام فرعون" الذي يصف السادات "بالخائن" وقاتله خالد الإسلامبولي الذي اغتاله في أكتوبر/ تشرين الأول 1981 "بالشهيد". ورغم تبرير طهران بأن الفيلم لم تنتجه مؤسسات حكومية ولا يمثل موقفا رسميا، كرر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رفضه لإنتاج الفيلم مثار الجدل معتبرا أنه كان على إيران أن تطلب من صناع الفيلم عدم الإساءة للشقيقة مصر.