على الرغم من أن الكثيرين ينظرون إلى عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المستقيل والذي أعلن عزمه الترشح للرئاسة أمس "منقذ البلاد والعباد"، لكن في الوقت نفسه من الصعب التنبؤ باستقرار مصر وديمقراطيتها، على ما يرى راينر زوليش رئيس القسم العربي في الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله". وقال زوليش إن السيسي في طريقه إلى بلوغ أعلى منصب في الدولة، الأمر الذي يرى كثير من المصريين أنه "ليس مدعاة للقلق، وإنما على العكس استبشار بمستقبل أفضل. وسائل الإعلام تطلق على هذه الظاهرة مصطلح "سيسيمانيا" – وهو نوع من التقديس للذات الشخصية على طريقة تتراوح بين هوليود وكوريا الشمالية". لكن السؤال والكلام لزوليش يبقى قائمًا حول ما إذا كان بإمكان الجنرال أن يقود البلاد فعلاً إلى مستقبل أفضل. وأضاف: من يرفعه إلى درجة "منقذ البلاد والعباد من مشاكلهم" على غرار أنصاره، فإنه لا يدرك بأن السيسي في الوقت الراهن هو من يحرك الخيوط وراء الكواليس: الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي والإخماد الدموي للاحتجاجات وأحكام الإعدام الجماعية على أنصار للإخوان المسلمين، وكذلك الممارسات القمعية المتزايدة لنشطاء من الليبراليين واليساريين والعلمانيين، كل هذه الأمور تحمل توقيع عبدالفتاح السيسي. وتابع: هكذا من الطبيعي أن ترى الأقلية المسيحية والعديد من المسلمين المصريين في السيسي حصنًا منيعًا ضد التطرف الديني. كما أن سياسة القبضة الحديدية لم تتمخض حتى الآن عن تطور مستقر، وإنما زادت من حدة الانقسام الإيديولوجي في المجتمع وتتسبب في اندلاع موجات عنف جديدة متكررة، في وقت يزداد فيه الوضع الاقتصادي سوءا رغم المساعدات المالية المنتظرة من السعودية. ورأى أن "هذا لا يشكل خطرًا على مستقبل مصر لوحدها، وإنما أيضًا على المنطقة بأسرها، وإذا لم يفاجئنا السيسي بمقاربات سياسية جديدة، فمن شأن بقية الطريق أن تكون مرسومة منذ الآن: مصر ستعود بسرعة وبخطى ثابتة باتجاه الماضي. أما ثورة عام 2011 فلن يتم تفنيدها، وإنما إبطال مفعولها"، على حد قوله.