عرقلت بعض الدول الغربية إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يستند إلى اقتراحٍ عربيٍّ يدعو إلى إدانة البرنامج النووي الصهيوني؛ باعتباره يُشكِّل تهديدًا ولا بدَّ من إزالته، وكانت كندا هي الدولة الرئيسة التي عرقلت صدور ذلك القرار عندما تبنَّت قرارًا معارضًا، وهو القرار الذي تمَّت الموافقةُ عليه بأغلبية 45 صوتًا مقابل 29، وقد لاقت كندا في ذلك دعمًا من الأوروبيين والولاياتالمتحدة، بينما دعَّمت فنزويلا وكوبا وبعض الدول النامية مثل جنوب أفريقيا تلك المحاولة العربية الإسلامية، وامتنعت 19 دولةً من بينها الهند وروسيا عن التصويت. وقد حال القرار الذي دعمته كندا دون صدور مشروع القرار العربي الذي كان يطالب الكيان الصهيوني بعدم استخدام الطاقة الذرية إلا في أغراضٍ سلميةٍ والمساعدة في جعل الشرق الأوسط منطقةً خاليةً من الأسلحة النووية.
إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبنَّت بأغلبية 89 صوتًا مقابل صوتين قرارًا طرحَتْه بعض الدول العربية أيضًا بشأن الكيان الصهيوني، وإن كان ذلك القرار أقلَّ ضغطًا على الكيان الصهيوني، ويؤكد مشروع القرار العربي الذي تمَّ تمريره على "الحاجة الماسة" لأن تقبل كل الدول بالشرق الأوسط ب"إجراءات وقائية على نطاقٍ كاملٍ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على كل أنشطتها النووية"، وقد امتنعت 3 دولٍ عن التصويت على ذلك الاقتراح، بينما كان كلٌّ من الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني هما الوحيدين اللذين عارَضَا الاقتراح.
وبصفةٍ عامةٍ لم يؤكد الكيان الصهيوني أو ينفِ امتلاكَه أسلحةً ذريةً، ولكن معظم الخبراء يعتقدون أن بحوزرة الصهاينة نحو 200 رأس نووي حربي، وقد فشلت المساعي الدبلوماسية الغربية التي تمَّ بذلُها هذا العام هذا العام في إثناء الممثلين العرب عن تقديم الاقتراحين، وهو ما أرجعه المراقبون إلى تزايد الاستياء من العدوان الصهيوني على لبنان وبطء التحرك الغربي لوقفه.
ونقلت وكالة (رويترز) عن المندوب السوري لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إبراهيم عثمان قوله إن مناورة العرقلة الغربية "أمرٌ يبعث على الدهشة" لمجئيها "في الوقت الذي لم تجِفَّ فيه بعدُ دماءُ الأبرياء في لبنان"، في إشارةٍ إلى أن عرقلة الغرب لصدور المقترحَين في الوكالة الدولية وبطء التحرك الغربي لوقف العدوان الصهيوني على لبنان يأتيان في إطار الدعم الغربي للكيان الصهيوني.
وعلَّق الصهاينة على المقترحَين العربيَّين بالقول بأنَّ إنشاء منطقة إقليمية خالية من الأسلحة النووية "فكرةٌ نبيلةٌ من حيث المبدأ" زاعمين أنها خطيرةٌ بالنسبة لهم، وذلك "ما دامت بعض الدول المجاورة تُواصل عدم الاعتراف بها مع دعوة إيران صراحةً إلى تدميرها"؛ وذلك وفق تصريحات المندوب الصهيوني لدى المنظمة الدولية إسرائيل ميخائيلي.