هدد محتجون معارضون لرئيسة الوزراء التايلندية ينغلاك شيناوات بمهاجمة ما يعرف ب"مقر الأزمة" التابع لها عقب تدخل الشرطة أمس لفض اعتصامهم بالقوة، وقد توجّه المحتجون إلى ضاحية شمال العاصمة بانكوك لتنفيذ تهديدهم، فيما أُلغيت جميع الاجتماعات الوزارية المقررة بالمقر الحكومي المذكور. وحاصر المتظاهرون المناهضون للحكومة المقر المؤقت لرئيسة الوزراء بعدما قاد زعيم المعارضة سوتيب توجسوبان قافلة تضم مائتي شاحنة صغيرة إلى هناك. وتوعد سوتيب بتصعيد حملته لإرغام رئيسة الوزراء على الاستقالة في أعقاب الحملة التي مارستها حكومتها على مواقع الاحتجاج التابعة له. ولم تكن ينغلاك وأعضاء حكومتها في المقر حينها، وجرى تشديد الحراسة على المبنى من جانب جنود خلف أسلاك شائكة. وألغيت جميع الاجتماعات الوزارية المقررة في المقر اليوم الأربعاء، بحسب ما أفادت به مساعدة المتحدث باسم الحكومة. وقال رئيس مجلس الأمن القومي إنه من غير المقرر أن تقوم قوات الأمن بأي تدخل جديد اليوم، مؤكدا أن عملية الثلاثاء لم تكن "فاشلة" في نظر السلطات. مواجهات دامية واندلعت صدامات عنيفة أمس الثلاثاء خلال عملية لشرطة مكافحة الشغب من أجل استعادة السيطرة على بعض المواقع التي احتلها المتظاهرون، وعمت الفوضى بعد انفجارات وإطلاق نار في أحد الأحياء وسط بانكوك. وقتل خمسة أشخاص بينهم شرطي وأصيب أكثر من ستين آخرين بجروح، بحسب آخر حصيلة لمركز الإغاثة "إيراوان". وأمام وصول المظاهرات الاحتجاجية لمحيط مقر الحكومة، اقترح زعماء حركة "القمصان الحمر" اليوم إقامة عاصمة بديلة لحكومة رئيسة الوزراء في مسقط رأسها. وقال أحد زعماء الحركة المؤيدة للحكومة، والتي لديها مجموعة ضخمة من الأنصار بالمنطقة الشمالية، "إذا لم تتمكن الحكومة من ممارسة عملها في بانكوك فإن مدينة شيانج ماي مستعدة لتكون المقر الرئيسي الجديد لها"، وتابع "يمكننا نشر ما يتراوح بين خمسة وستة آلاف حارس لتوفير الأمن لأعضاء الحكومة". وتشهد تايلند منذ نحو أربعة أشهر مظاهرات، تخللتها أعمال عنف، للمطالبة بالإطاحة بحكومة رئيسة الوزراء ينغلاك شيناوات التي يتهمها مناهضوها بأنها ليست إلا أداة تنفذ أوامر شقيقها رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناوات الذي أطيح به في انقلاب عام 2006