بدأت قوات الاحتلال الأمريكي والناتو والقوات الحكومية الأفغانية حملة شرسة وموسعة ضد المقاومة الأفغانية وحركة طالبان بهدف إعادة احتلال البلدات التي حررها مقاتلو الحركة منذ يومين وهي البلدات التابعة لمدينة قندهار الاستراتيجية ثاني أكبر المدن الأفغانية. وأفاد عدد من شهود العيان وقوع اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وتلك القوات المدججة باحدث الأسلحة وأعتاها في مديرية "أرغندب"، غير أن المقاومة الأفغانية تبدى إلى الآن صمودًا كبيرًا في الميدان، وهو الذي دفع المتحدث باسم حلف الناتو يقر بأن عملية "استعادة" القرى التي حررتها طالبان لن يكون بالأمر الهين. وبينما يزعم الاحتلال الأمريكي استشهاد العشرات من المجاهدين في الهجمات الأخيرة عليهم، اعترف قائد قوات الناتو في جنوبأفغانستان اللواء الكندي "مارك ليسارد" بأن تسلل مئات المقاتلين من طالبان هذا الأسبوع إلى منطقة قريبة من قندهار ثانية المدن الأفغانية الكبرى يعد نجاحًا تكتيكيًا لطالبان ونكسة للناتو. وأضاف ليسارد أنه إضافة إلى اقتحام السجن وعملية أرغنداب "ستكون هناك نكسات أخرى في المستقبل"، مؤكداً أن طالبان استطاعت بكل تأكيد ودون شك تحقيق بعض النجاح التكتيكي. وكانت طالبان نجحت قبل أربعة أيام في تفجير بوابة سجن قندهار، مما سمح بتحرير نحو ألف سجين بينهم أربعمائة من مجاهدي الحركة. وفي إطار متصل قال السفير الأميركي لدى أفغانستان وليم وود إنّ أرغنداب لن تعزيزات دانماركية من ناحية أخرى كشفت الحكومة الدانماركية عن وجهها الخبيث، معلنة وجود خطة إستراتيجية تستمر أربع سنوات ترمي إلى رفع عدد الجنود الدانماركيين في أفغانستان إلى 750 مقاتلاً، إلا أنها تحتاج لموافقة البرلمان عليها. وقالت الحكومة إنها سترسل 85 جندياً إضافياً إلى أفغانستان للانضمام إلى قواتها التي ينتشر القسم الأكبر منها في إقليم هلمند بجنوبأفغانستان حيث ستقوم كذلك بتدريب القوات الأفغانية. وعلى النقيض من ذلك أعلن مكتب المحاسبة الحكومية الأميركي أن على الكونغرس الأميركي ألا يوافق على أي تمويل للقوات الأفغانية إلى أن يضع البنتاغون ووزارة الخارجية خطة لتطوير هذه القوات. ويقول مكتب المحاسبة إن قوات الجيش الأفغاني وقوات الشرطة أبعد ما تكون عن الجاهزية لتولي عمليات أمنية دون مساعدة من القوات الأميركية وقوات الناتو، مضيفاً أن على أي استثمارات أميركية مستقبلية أن تكون مشروطة بخطة لتطوير القوات الأفغانية. وعلى الصعيد الميداني، أعلنت قوات الاحتلال في أفغانستان مقتل أربعة من الجنود البريطانيين في هجوم على دوريتهم بإقليم هلمند، كما أعلنت أن جنديين آخرين قتلا في ولاية باكتيكا.