قراصنة عرب وفلسطنيون يعزمون قطع الانترنت عن الكيان الصهيونى.. مؤكدين دخلنا على الشركات التى توزعه لهم

في إطار حملات استنزاف العدو يسابق "فريق قراصنة غزة" الزمن من أجل تحقيق حلمهم بعزل الكيان الإسرائيلي عن الشبكة العنكبوتية، بعد محاولة أولى خاضوها كادت أن تنجح، على الرغم من ضعف خدمة الانترنت والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في قطاع غزة.
القراصنة درسوا الفكرة جيدًا مع بعض المجموعات العربية والدولية، لكنهم بانتظار لحظة الحسم لقطع الانترنت عن الكيان الإسرائيلي سيما وأنه يعتمد عليه بدرجة كبيرة.
ويقول (ع - أ) أحد أعضاء الفريق: "دخلنا على سيرفرات الشركات التي تعمل على توزيع الانترنت للمشتركين الإسرائيليين ولكن عندما بدأنا بإيقاف السيرفرات علموا بذلك وغيروا جميع كلمات المرور الخاصة بالشركات، وبذلك نكون قد ضيعنا فرصة كبيرة، ولكننا لن نستسلم وبإذن الله سننجح".
ويضيف لوكالة "صفا" "بعقولنا الالكترونية وتفكيرنا المتواصل وقلوبنا المتعلقة بحب الوطن، أصبحنا فريقًا مقاومًا لمواجهة كافة مواقع الاحتلال الاسرائيلي والجيش والبنوك وشركات الطيران والبطاقات الشخصية والأجهزة الشخصية للآلاف من الإسرائيليين".
ويؤكد أنهم ومجموعات "الأنونيموس" يستطيعون زعزعة قدرات الاحتلال الإلكترونية متى يشاؤون.
و"الأنونيموس" مجموعة تعمل في مجال النضال عبر الاختراق البرمجي، وتُعتبر بشكل عام مصطلح مُبطن لأعضاء من جماعات اجتماعية منعزلة في الإنترنت، قاموا باختراق العديد من المواقع الحكومية وأهم شركات الحماية، ويُمكن تمييز أعضائهم في المجتمع عن طريق ارتدائهم لنمط معين من الأقنعة يسمى (جاي فوكس).
صعوبات الفريق
وقال الهكر الغزي: "تمكنا من اختراق بعض المواقع الإسرائيلية بعد طلب المساعدة من الفرق العربية، وبالفعل بدأنا معهم الحرب الإلكترونية وساعدناهم بكل قوة وكانت صفحتنا على الفيسبوك بمثابة تجمع للهكرز العربي".
ويؤكد أن الفريق يعمل مع بعضه البعض بنظام، ولا يتدخل أحد بالمهام الموكلة لغيره، مشيراً إلى مواجهته صعوبات في عمله كضعف خدمات الانترنت والانقطاع المتواصل في التيار الكهرباء بأوقات كثيرة، مبيناً أن المواقع الاسرائيلية لديها ارتفاع ملحوظ في الحماية من الاختراق، "ولكن بفضل الله وعونه نستطيع تخطي هذه الصعوبات".
ويشدد على أن الفريق لا يتبع لأي تنظيم عسكري في قطاع غزة ولا خارجه، بل يعمل بشكل مستقل لدحر الاحتلال وإزالته كليًا من الشبكة العنكبوتية.
وكشف ل"صفا" عن وجود فرق خاصة محترفة في اختراق الأجهزة تتكون من أربعة أشخاص، إضافة إلى عشرة توكل إليهم مهمة اختراق السيرفرات والمواقع، مشيرًا إلى أن أعداد الفرق في تزايد مستمر.
وعن عدد المواقع التي اخترقها فريق قراصنة غزة، أوضح أن عددها وصل إلى نحو 1968 موقعًا إلكترونيًا، بحسب إحصائيات المواقع العالمية المهتمة بتسجيل تلك الحالات.
واستطاع الفريق اختراق موقع الكنسيت الإسرائيلي وحزب كاديما وصحيفة "جي أس أس نيوز" وموقع "قو كاديما"، وموقع صحيفة هآرتس اليومية، إضافة إلى موقع الوزير يولي ادلشتاين، وموقع ميخائيل ايتان، وموقع اعتاد سب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ولفت إلى أن الفريق يعمل جاهدًا على كشف بيانات شخصية للمستوطنين، ونشرها عن طريق موقع الفريق وصفحات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن تلك العمليات ليست سهلة كما يظن البعض.
وبيّن أن بعض الإسرائيليين ينفذون "هجمات مرتدة" عند عملية الاختراق، وغالبًا ما تكون على سيرفر الموقع الخاص بالفريق في محاولة لاختراقه وحجب الخدمة عن الجمهور.
أجهزة حديثة
من جانبه، قال الأكاديمي المتخصص في أمن المعلومات في الجامعة الاسلامية بغزة حسن قنوع لوكالة "صفا": "إن شركات تقديم الانترنت في الكيان الإسرائيلي تعمل بطريقة دومينو، بحيث إذا اختُرق أحد المستخدمين تدخل الشبكة في حالة من عدم الاستقرار ما يؤدي إلى توقف خدمة الانترنت لفترة بسيطة ثم تعود للعمل من جديد".
ولفت قنوع إلى تكرار هجمات القراصنة على المواقع الإلكترونية للاحتلال الإسرائيلي لتحقيق حلمهم بقطع الانترنت عن الكيان وإزالته من الشبكة العنكبوتية، مؤكدًا ضرورة استخدامهم أجهزة حديثة مختصة في الهجمات، حتى تؤثر بشكل كبير فعليًا ونفسيًا.
وأشار المختص إلى أهمية استخدام "الهندسة الاجتماعية" عند اختراق الأجهزة لضمان إحداث ضرر كبير كونها الأكثر جدوى، حيث يتم تخمين أسماء الأشخاص واستهدافهم برسائل ضارة للدخول إلى أجهزتهم.
والهندسة الاجتماعية هي القدرة على الحصول على معلومات حساسة وسرية عن طريق التلاعب بعقول الأشخاص بأساليب انتحال الشخصية أو الحصول على ثقة الضحية بشكل تدريجي، بمعنى أنها تساعد على اختراق الأنظمة من خلال التلاعب بالبشر وليس من خلال التلاعب بالآلات.
وبين ل"صفا" أن تأثير هجمات الهكرز النفسي على الإسرائيليين أكبر منه على الاقتصاد الاسرائيلي؛ وذلك لخوفهم على أسرارهم الشخصية الموجودة على أجهزتهم.
بدوره، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة أن الهجمات الالكترونية على الاحتلال الإسرائيلي تعد نجاحًا كبيرًا يؤثر نفسيًا وبشكل كبير على الإسرائيليين سيما وأنه يعتبر نفسه عنواناً للتكنولوجيا بالشرق الأوسط.
وأكد البطة لوكالة "صفا" أن الاختراقات ستؤثر أيضًا على الاقتصاد الإسرائيلي وستكبده خسائر فادحة إذا ما استمرت في اختراق المواقع الاقتصادية والبنوك والبورصة والمطارات وغيرها.
وحدة الشاباك "رام "
وطالب الباحث بأن يكون الهكرز الفلسطيني والعربي مُطلع بشكل كبير على المعلومات الاسرائيلية الحقيقة حتى لا يقع في فخ التزوير والمعلومات الوهمية التي ينشرها الاحتلال الاسرائيلي على أنها معلومات أساسية وأكيدة.
واستبعد البطة أن يضع الاحتلال معلومات أمنية من شأنها أن تأثر عليه في ظل عالم الفيروسات وكثرة الهجمات العربية عليه.
وقال: "الاحتلال يضع معلوماته الأمنية والخطيرة في مناطق آمنة جدًا بشكل لا يستطيع حتى البريطانيون الوصول إليها والاقتراب منها"، مؤكدًا أنه لا يضع المعلومات الحساسة في مناطق يمكن أن يصل إليها القراصنة.
وأشار إلى أن جهاز الشاباك الإسرائيلي أقام وحدة خاصة باسم "رام" لمكافحة ما أسماه "الإرهاب" في الإنترنت وللمحافظة على مستخدمي الحاسوب الإسرائيليين.
وأوضح البطة أن المهام الموكلة للوحدة تشمل مراقبة المواقع التي تصفها ب "الجهادية" في العالم، وتضع نصب عينيها مواجهة الهجمات الإلكترونية التي ينفذها الهكرز والرد عليها.