اشتهر معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يعقد في بداية كل عام بظواهر غريبة تحدث كل عام من منصرين ودور الكتب المسيحية تتمثل في بيع كتب أنيقة بأسعار زهيدة لا تذكر ، وبانتشار عمليات تنصير عير انشطة مختلفة سواء عبر توزيع الكتب أو نشر شبان وفتيات لتنصير الشبان والفتيات المسلمات في أروقة المعرض عبر مناقشات معدة بدقة واستدراج للشباب المسلم مستغلين جهلهم بدينهم ، إلا أن شبان مسلمين وحركات اسلامية كانت تتصدي لهم بطرق مختلفة وتوزع بدورها منشورات اسلامية مفيدة للنشئ والشباب . ولكن الجديد في معرض هذا العام الذي انتهي هذا الاسبوع هو شراسة عمليات التنصير بين المسلمين داخل المعرض ، حيث استغل المنصرون غياب العديد من الشباب الاسلامي أو تغييبهم وراء المعتقلات أو استشهادهم وغياب دور نشر إسلامية عديدة ، واستغلوا حالة العداء ضد الاسلاميين وشيطنتهم للانطلاق نحو تنصير الشباب المسلم الضائع في ظل حالة الفوضي التي تشهدها مصر عقب انقلاب 3 يوليه 2013 وانتشار البطالة . وبجانب كتب التنصير العديدة التي أنتشرت في دور العرض المسيحية وجري النداء عليها للبيع بأسعار زهيدة للغاية أشبه ببيعها بالمجان ، انتشرت الكتب التي تهاجم الاخوان المسلمين والتيار الاسلامي عموما ، وكذا كتب التنصير وكتب للفلول تهاجم ثورة 25 يناير ، وكتب تمدح في قائد الانقلاب منها كتاب عن السيسى اسمه (قصة رجل أنقذ مصر) ، واشتكي كثير من الشباب من أن التنصير فى معرض الكتاب كان يتم امام اعين الامن دون أن يجرؤ أحد علي التدخل وإلا أتهم بالتطرف واعتقل . وكانت أبرز مظاهر التنصير المعتادة قيام دار نشر "الكتاب المقدس" بتوزع الإنجيل مجاناً لجميع الزائرين ، وتوزيع دعاية لكتاب الانجيل تقول : "من أكثر الكتب قراءة في العالم .. هل قرأته ؟ .. إنه الانجيل الاصلي .. الكتاب الذي غير حياة الكثيرين عبر العصور والاجيال " ، وقيام فتيات - علي درجة من الجمال لجذب الشباب - بتوزيع هدايا ودعاية لكتب تبشيرية أمام المكتبات المسيحية وفي صالات العرض ، وبيع كتب بأسعار بخسة للغاية داخل صالات العرض المسيحية التي زادت هذا العام ، وإجراء مناقشات مع مسلمين ومسلمات ضعاف الايمان لتشكيكهم في دينهم . أيضا جري توزيع ما سمي (هدية) علي زوار المعرض وفي ميدان الاسعاف بوسط القاهرة عبر معرض وهمي في الشارع وهي عبارة عن كتاب كبير ذي طباعة فاخرة يعتليه عنوان "الإنجيل العهد الجديد"- الترجمة العربية المبسطة من اللغة الأصلية- المركز العالمى لترجمة الكتاب المقدس) ، فضلا عن توزيع "الكتيب الصغير" الذى تم وضعه بين ثنايا نسخة الانجيل للكاتب، وبه تحت عنوان (ما الذى يجب أن تؤمن به) : "آمن وصدق أن المسيح عمل ما يقوله عنه الكتاب المقدس إنه حقا المخلص المولود من العذراء القديسة مريم ... إلى آخره، من محتوى الكتاب الذى يتم توزيعه من داخل المعرض على المسلمين الذين يتم طلب منهم الدخول لأخذ فكرة عنه . ولعل قيام "شادية صابر حسين" القيادية بحركة "نريد السيسي رئيسا لمصر" بالتصريح : "أنا أكره الإسلام، وسأخرج من الدين الإسلامي، وأدخل الدين المسيحي ، رغم أنها ترتدي النقاب ، أبرز دليل علي نشاط عمليات التنصير هذه . وكذا تأكيد القس سامح موريس بكنيسة قصر الدوبارة بالقاهرة في فيديو مسجل أنه : "تم تنصير أكتر من نصف مليون مصري خلال 9 شهور من عام 2013 على الفيسبوك فقط " هو من مؤشرات هذا النصير الواضحة . لا يعرفون معني لا الله إلا الله ؟! وقد روي شاب يقوم بتوزيع كتيب صغير بعنوان (رسالة الاسلام) مجانا علي زوار المعرض قصته مع دور التوزيع المسيحية التي قال أنها جلس يراقب زوارها ليرصد هذه الظاهرة ، كيف يجري اصطياد الشباب والشابات غير المدركين لتعاليم دينهم والذين لا يعرفون حتي معني عبارة (لا الله إلا الله) !؟. وقال الشاب الذي يتصدي لعمليات التنصير أنه سأل طلب من شاب مسلم أن يعاونه في توزيع مطوية رسالة الاسلام علي زوار المعرض لأنها توضح لهم ببساطة معاني الاسلام مثل معني لا الله إلا الله ، فرض الشباب معتبرين أن هذه معاني يعرفها كل مسلم ، فتحداهم الشاب المسلم وذهب بهم الي عدد من الشباب زوار المعرض ليسألهم ليؤكد لهم صدق حدسه فسأله: "ما معني لا الله إلا الله" ، فرد عليه أغلبهم بإجابات تنم عن الجهل وقال لهم أحد الشباب ردا علي السؤال : "ما أقدرش افديك في الموضوع ده ؟" . وعندما سالوا شاب أخر ، قال لهم بعد تفكير : لا إله إلا الله ، يعني لا إله إلا الله ، يعني مفيش ربنا غير ربنا " ! وكشف هذا الشاب عن أن الكتب التي توزع في دور النشر المسيحية ليقراها المسلمون بالمجان أو بأرسعار زهيدة تغريهم بشراءها مع هدايا بجانبها مثل أقلام وغيرها ، بها معلومات تخالف ما يعتقده المسيحيون أنفسهم ، وخاض تجربة أخري بدخول إحدي دور التوزيع المسيحية ليجلب كتب بها هذه المعاني . وأكد أن هؤلاء المنصرون وكتبهم تروج بين المسلمين من أجل التنصير أو تشويش عقيدتهم ، بدليل أنهم يقولون في كتب التراث المسيحي أن المسيح عليه السلام مولود من الله سبحانه وتعالي (تعالي عما يشركون) ، بينما في الكتب المباعة أو التي يجري توزيعها يقولون إن بنوة المسيح لله مجازية !. مهرجان تنصيري ويعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب مهرجان تنصيري حيث يتم فيه توزيع أكثر من خمسة ملايين كتاب مسيحي على المسلمين وكذلك تبادل أرقام الهواتف والإيميلات بين المنصرين والشباب المسلم وينشط فيه أكثر من 100 دار عرض مسيحية تستخدم الإغراء المادي للتعارف على شباب المسلمين ويتم متابعتهم والتواصل معهم بعد المعرض في الكنائس ولهذا يعد معرض الكتاب موسم البذار لأكثر من 50 بالمائة من النشاط التنصيري طول العام كما يقول مناهضون للتنصير في مصر . استراتيجية جديدة ل "التنصير" وفي أعقاب الدور الكبير الذي قامت به الكنيسة لحشد المسيحيين لاسقاط الرئيس محمد مرسي والضغط علي لجنة وضع الدستور لإلغاء مواد الهوية الاسلامية والنص علي مكاسب للكنيسة في صورة قانون لبناء الكنائس وغيرها ، ترددت معلومات صحفية – نقلا عن مصادر كنسية مطلعة - أن الكنيسة الأرثوذكسية اعتمدت استراتيجية جديدة ل "التنصير" تختلف عن الأساليب التقليدية المتبعة . وقالت المصادر لجريدة "المصريون"، إن الكنيسة اعتمدت لأول مرة التنصير العلني عقب إعداد نسخة جديدة من "الإنجيل" العهد الجديد فاخرة بلغة مبسطة ورسومات توضيحية، عبر مجموعة مختارة من الشباب والفتيات الذي تم تدريبهم على الردود على كل الشبهات المسيحية الخاصة ب "اللاهوت"، وغيرها من الأسئلة الحائرة التي تطعن في صلب العقيدة الإسلامية وتشكك في صحتها كمرحلة أولى، قبل الدعوة ل "التنصير". وأرجعت المصادر خطة اعتماد التنصير العلني التي قررتها الكنيسة مؤخرًا إلى سهولة تنفيذها خصوصًا في قرى الوجه البحري كمرحلة أولى بتوزيع الإنجيل كهدية فاخرة لقراءته. وكشفت عن احتواء "الكتيب" الإنجيل عن قائمة بأشهر المواقع التنصيرية وأرقام هواتف للتواصل والرد علي الأسئلة ، مؤكدة أن الحملة لن تستهدف المنازل ولكنها سوف تتجه إلى الأماكن العامة فقط خلال تلك المرحلة. وأوضحت أن الحملة ستعتمد على دعم مشاركات الأقباط والمسلمين خلال أنشطة شبابية تنظمها الكنيسة خلال الفترة المقبلة. ورفعت الكنيسة سقف مطالبها بعد مشاركتها في الحشد لإسقاط مرسي عقب الانقلاب العسكري ، وطالبت بإلغاء المادة 219 التي تفسر نص الشريعة الاسلامية في دستور الانقلاب بما جعل المحكمة الدستورية تفسر هذا النص لا الازهر . وأكد المستشار أمير رمزي، رئيس محكمة الجنايات وأحد اعضاء اللجنة القانونية بالكنيسة، أن الكنيسة اعترضت علي المادة الأولى من الإعلان الدستوري الذي صدر عقب الانقلاب والتي تنص على أن (جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة، والإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية، التي تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة، المصدر الرئيس للتشريع " . مكافحة التنصير وبرغم غياب التيار الاسلامي بقوة عن معرض الكتاب هذا العام ، فقد لوحظ قيام فتيات منتقبات رغم هذا بتوزيع مطبوعات علي رواد المعرض خصوصا عقب كل صلاة في مسجد معرض الكتاب تتحدث عن سيرة السيد المسيح كما وردت في القرآن، وبسؤالهم عن هذه المطبوعات افادوا بانها لمناهضة التنصير الذي يتم داخل المعرض من قبل بعض المكتبات ودور النشر القبطية . كما وقفت سيدات في أروقة المعرض تحملن مطبوعات تحمل شعار "بصمة دعوية" أو "أبصمة الحق" التي تنتشر بشكل كبير على صفحات ال"فيسبوك"، يوزعنها محاربة لما وصفوه ب"تنصير مصر ونشر المذهب الشيعي"، متمثلاً في جناح "الكتاب المقدس" الذي يبيع كتب مسيحية لكتاب مسيحيين، وبعض الكتب التي تتحدث عن فكرة "التّشيُع". ونفى اصحاب المطبوعات صلتهم باي تيار سياسي لافتين الى انهم مجموعة من الشباب الغيورين على دينهم ارادوا محاربة التنصير فأنشئوا حركة اسلامية دعوية تحت شعار (بصمة دعوية) ولها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرت الفتيات علي صفحتهن علي فيس بوك بعنوان (بصمة دعوية) تفاصيل عن التصدي للتنصير داخل المعرض حيث قلن : "وزعنا كتب ومطويات وحاورنا مسيحيين وقساوسة يعني زي كل يوم تقريبا وعملنا استفتاء عن مريم عليها السلام بين الإسلام والمسيحية ". وقلن في بوست أخر :" أخت دخلت للمكتبات التنصيرية ووزعت عليهم مطويات إسلامية وكان فيه منهم اللى تقبل وأخد وفيه اللى ما أخدش (الجرأة في الحق مطلوبة ) وأختين راحوا مكتبة شيعية واتناقشوا مع البائع ودكتور متواجد فيها في كتاب (وهم الإلحاد) اللى كتبه (أحمد الحسن) أحد كبار الشيعة " بحسب قولهن . ومع أنهن اشتكين "الناحية الأمنية" ، إلا أنهن أكدن توزيع مطويات اسلامية وعدد كبير جداً من الكتب منها : كتاب "المجهول في حياة البتول" وكتاب "من كتب التوراة" ، وكتيبات "عقيدة أهل السنة والجماعة" للعلَّامة محمد بن صالح العثيمين . وسبق أن أكد الدكتور زغلول النجار في حوار سابق ل "المجتمع" أن التنصير في مصر "يتم عبر قساوسة مشهورين وفي منازل ومنتجعات سياحية وشركات " ، وقال : "أن ما يجري ليس تنصيرا وإنما عمليات اختطاف واحتجاز للشباب وتسفيرهم لقبرص ومنها لأمريكا واستراليا وغيرها " . وقال المحامي نبيه الوحش أنه قدم بلاغات وحافظة مستندات للنائب العام السابق عن التنصير وحفظت القضية "في الثلاجة" بعد التحقيق فيها وعدم تحويلها للقضاء لتهدئة الأجواء !.