فجرت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة مفاجأة جديدة تؤكد الإهمال واللامسئولية في القطاع الصحي في مصر وكأننا في مستشفيات قطاع غزة المحاصر، عندما كشفت في عددها الصادر اليوم الأربعاء، وقائع وتفاصيل وفاة 4 أطفال حديثي الولادة، وتعرض أطفال آخرين للخطر في مستشفي المطرية التعليمي فجر يوم الخميس الماضي، إثر تعرض المستشفي وأقسام العناية المركزة والحضانات لانقطاع التيار الكهربائي، ، وطالبت النائب العام بفتح تحقيق في ملابسات الحادث وإظهار الحقيقة كاملة. وحصلت الصحيفة علي مشاهد مصورة بكاميرا محمول، تؤكد وفاة الأطفال أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وتظهر محاولات الأطباء والممرضين لإنقاذ الأطفال داخل الحضانات وسط الظلام التام. وكان 4 أطفال قد توفوا من جراء انقطاع الكهرباء فجر الخميس قبل الماضي عن المستشفي، استمر قرابة الساعتين، بدءاً من الساعة الثالثة والنصف فجرا. وأصدر الدكتور مرتجي نجم، أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، بياناً قال فيه: "إن حالة انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفي، استمرت قرابة الساعتين، ولكن العنايات المركزة والحضانات، استمر العمل بها بشكل طبيعي عن طريق المولدات الاحتياطية بالمستشفي، إضافة إلي أن مواصفات جميع أجهزة التنفس الصناعي المستخدمة حالياً مجهزة ببطاريات ذاتية التشغيل، وتعمل بكفاءة عالية لمدة ساعتين". وأشار إلي أن حالتي الوفاة بين الأطفال - حسب تقرير الوفيات الصادر من وحدة المبتسرين بالمستشفي للمريض رقم 7741 - والذي دخل المستشفي مصاباً بتشوهات وعيوب خلقية بالقلب، مع زرقة وعدم اكتمال الرئتين ووزنه كيلو و600 جرام، يوم 22 مايو 2008، وتوفي في اليوم نفسه، نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية في حوالي الساعة الثانية صباحاً، أي قبل انقطاع التيار، والطفل الثاني رقم 5942 مبتسر، ويعاني من عدم اكتمال الرئتين ووزنه كيلو و300 جرام، والذي دخل المستشفي يوم 16 مايو 2008، وتوفي الساعة الثانية ونصف صباحاً. وأضاف البيان الرسمي: هذا وقد ثبت من التقارير الرسمية وجود 15 طفلاً بالعناية المركزية بالمستشفي أثناء الواقعة، منهم 5 أطفال علي أجهزة التنفس الصناعي، ولم يتأثر أي منهم بالواقعة". غير أن "المصري اليوم" أثبتت عدم صحة بيان الهيئة، وأكدت بالأدلة أن وفاة الأطفال، وتعرض الأطفال الآخرين للخطر، تم أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وليس قبله، كما تؤكد هذه المشاهد أن مشكلة كبيرة واجهت فريق الأطباء بعد انقطاع الكهرباء. مشاهد مروعة الساعة كانت تشير إلي الثالثة والنصف فجراً، التيار الكهربائي ينقطع فجأة عن المستشفي بالكامل، لكن المأساة أن التيار ظل مقطوعاً لمدة ساعتين كاملتين تقريباً، ليغطي ظلام دامس المستشفي الكبير بالكامل في جميع الأدوار والغرف وغرف العمليات والعناية المركزة وغيرها. غير أن المشهد الذي كان الأكثر قسوة وإيلاماً، في وحدة الأطفال المبتسرين، والتي كان يرقد فيها أطفال رضع داخل حضاناتهم.. بعضهم كانوا بحضانات متصلة بأجهزة التنفس الصناعي. الوحدة أو الغرفة يلفها ظلام وسكون بسبب الظلام الحالك.. كما تبدو في الشريط.. كئيبة وموحشة، لا يقطع ظلامها الدامس، سوي ضوء خافت صادر من هاتف محمول وصوت أحد الأطباء وهو يحاول إنقاذ الأطفال، ويظهر في الخلفية صوت ممرضة، ثم يلحقهما طبيبان آخران، ويحاولون جميعاً إخراج الأطفال الرضع من حضاناتهم في محاولة لإنقاذهم يدويا من الموت بعد تعطل أجهزة التنفس الصناعي والرعاية، وفي الخلفية أصوات الأطفال الرضع وهم يبكون ويصرخون. الطبيب يسأل: أمبول الأدرينالين مع حد؟ ويكرر سؤاله.. ويطلب سرنجة.. ولا يجد إجابة، فالكل يحاول البحث في الظلام.. يتحرك ضوء الهاتف في كل الاتجاهات في محاولة لإضاءة بعض جوانب الغرفة للبحث عن الأمبول أو السرنجة.. وفي الخلفية أصوات الأطفال.. ثم يجدها أخيرا.. يحاول الطبيب حقن أحد الأطفال الرضع بأمبول الأدرينالين في صدره، لكن كان واضحا أن لون جلد الطفل قد تغير إلي اللون الأزرق، بعدها يحاول الطبيب إنعاش قلبه الصغير بالضرب علي صدره عدة مرات في محاولات يائسة، ثم يضع السماعة علي صدره الصغير قبل أن يقول "ده مات". ويقول طبيب لزميله: "خمسة في وقت واحد.. إحنا كبيرنا هنا واحد".. غالبًا كان يقصد عدد الأطفال المتوفين.. يرد زميله: "ده طبيعي يا دكتور دي ساعة ونصف". صوت طبيب آخر يقول: "مدير المستشفي أهم حاجة عنده في مروره الصبح إن الملايات في الاستقبال تكون نظيفة".. وتقول ممرضة: "مافيش حد بيوصله إن الكهرباء بتتقطع"، يرد الطبيب "قلنا له المرة اللي فاتت". وفي كل هذه المشاهد يسمع أصوات صراخ الأطفال وبكائهم المتواصل، وأصوات صافرات الأجهزة التي ينفد منها التيار الكهربائي ال(UBS) تدريجيا.