حذَّر خبراء صهيونيون من كارثة إنسانية في قطاع غزة نتيجة لشح المياه واعتماد الفلسطينيين هناك على المياه الملوثة، معتبرين أن هذا الخطر لا يخص الغزاويين وحدهم إذ أنه من المتوقع تفشي الأمراض بين الأطفال وانتقالها لإسرائيل. وقال خبراء البيئة والمياه في المؤتمر الذي أقيم بمتحف ما يسمى أرض إسرائيل في تل أبيب: "إنه ودون تحرك عاجل يضمن تزويد الفلسطينيين بالمياه، فسوف يكون القطاع مكان لا يمكن تزويد سكانه بالحاجات الأساسية وبؤرة لانتشار الأمراض على خلفية نوعية المياه المتدهورة". المؤتمر الذي عقدته المنظمة البيئية "أصدقاء الكرة الأرضية - الشرق الأوسط" و"معهد دراسات الأمن القومي"، تناول مسألة دمج مجالات البيئة والمياه في المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وتحدث خلال المؤتمر- وفقًا لصحيفة "هآرتس" - البروفيسور "أوري شني" رئيس سلطة المياه السابق ومندوب الحكومة الإسرائيلية في المحادثات مع الفلسطينيين والأردنيين حول اتفاقات المياه، حيث أكد أن هناك ارتفاعًا متواصلاً في معدلات تفشي الأمراض بين أطفال القطاع بسبب تلوث المياه. البروفيسور الإسرائيلي حذَّر أيضًا من انتقال تلك الأمراض إلى إسرائيل، وتطرق للمبادرة الدولية لإنشاء محطة تحلية لتزويد القطاع بالمياه، معتبرًا أنه ليس هناك وقت لانتظار هذه المحطة التي يستغرق إنشاؤها سنوات. فيما أكد الدكتور محمد الحميدي، المدير السابق لوزارة شؤون البيئة الفلسطينية، أنه من الممكن الانتهاء من محطة التحلية خلال وقت قصير، إذا ما أبدت إسرائيل مرونة أكثر ولم تمتنع عن إعطاء الموافقات على إقامتها. من جهته صرح "جدعون برومبرج" المدير الإسرائيلي لمعهد "أصدقاء الكرة الأرضية- الشرق الأوسط" أن هناك مشكلات في إمداد غزة بالكهرباء وهو ما يجعل من إقامة محطة لتحلية المياه أو معالجة مياه المجاري. وأضاف بالقول: "نحن أمام كارثة، فخلال وقت قصير لن يكون هناك مياه في غزة، وليس هناك جدار بإمكانه إيقاف مليون ونصف شخص لم يجد حكم حماس حلولا لهم؛ فسيحاولون الوصول إلى إسرائيل للحصول على مياهٍ للشرب". يشار إلى أن سكان قطاع غزة يعتمدون بشكل شبه كامل على خزانات المياه الجوفية، بيد أن الطلب المتزايد على المياه قد قلص تلك الخزانات التي بدأت مياهها تتملح، وذلك على خلفية تسرب مياه البحر المتوسط والمياه المالحة عبر طبقات الأرض العميقة، وهي العملية التي تتزايد كلما تقلص منسوب المياه الصالحة للشرب. وتضرَّرت خزانات المياه الجوفية في غزة كذلك جراء التلوث الشديد الذي خلفه تسرُّب مياه الصرف الصحي للأعماق، على خلفية نقص الكهرباء وعدم تشغيل مضخات سحب تلك المياه، أو معالجتها. وتشير التقديرات إلى أن الطلب على المياه سوف يتزايد بنسبة 60% نهاية العقد الحالي، وطبقًا لمعطيات الأممالمتحدة فإن المياه الجوفية الصالحة للشرب في القطاع تتراوح فقط بين 5 إلى 10% بحسب المقاييس التي حددتها منظمة الصحة العالمية، التي ذهبت إلى أنه بحلول عام 2016 ستكون المياه في كافة الخزانات الجوفية في غزة غير صالحة للاستخدام الآدمي، ليجد الفلسطينيون أنفسهم بلا أي مصدر للمياه.