اتَّهمت المحاكم الإسلامية في الصومال أثيوبيا بالتورُّط في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرَّض لها الرئيس الانتقالي للصومالي عبد الله يوسف، والتي وقعت أمس في مدينة بيداوا وراح فيها 11 قتيلاً، وقال رئيس المحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد: إن أثيوبيا تواصل مساعيها لإداخل قواتها إلى الصومال، داعيًا إلى ضرورة "وحدة البيت الصومالي والتوجُّه نحو السلام والبناء"، لكنَّه أشار إلى أن الحكومة الانتقالية "لها توجُّهاتٌ لا تفيد الصومال كثيرًا". وبعد ما أدان محاولة الاغتيال الفاشلة انتقد شيخ شريف في تصريحات لإخبارية (الجزيرة) الفضائية تسرُّع وزير الخارجية عبد الله شيخ إسماعيل في توجيه الاتهامات لتنظيم القاعدة، كذلك انتقد استمرار أعمال البرلمان بعد وقوع الهجوم، وقال "إن هذا يدل على عدم المسئولية". من جانبه أكد الرئيس الانتقالي للصومال عبد الله يوسف أن سيارتَه تعرَّضت لاصطدام من جانب إحدى السيارات المفخَّخة التي كان يقودها أحد الأشخاص، وصفَه الرئيس ب"الانتحاري"، وقال يوسف في تصريحات ل"بي بي سي" إن شقيقَه عبد السلام يوسف و3 من أفراد حرَسِه الخاصّ قد قُتلوا خلال محاولةِ الاغتيال الفاشلة، والتي أشار إلى أنها تمَّت بعد خروجه من البرلمان إثْر إلقائه كلمةً في جلسته التي كان قد عقدَها من أجل منْحِ الثقة في الحكومة المؤقتة الجديدة.
وكان الرئيس الصومالي قد تعرَّض لمحاولة اغتيال فاشلة بعد خروجه من مقرِّ البرلمان في مدينة بيداوا؛ حيث كان البرلمان مجتمعًا لمنح الثقة في الحكومة الجديدة، وقد أدت المحاولة- التي تمَّت عن طريق تفجير سيارتَين مفخَّخَتَيْن وإطلاق نار- إلى مقتل 11 شخصًا من بينهم 6 من منفِّذي المحاولة، والذين لم تُعرف الجهة التي ينتمون إليها.
وأعلن وزير الداخلية الصومالي حسين عيديد أن قوات الأمن ألقت القبضَ على 2 من المسلَّحين، وأشار إلى أن توجيه الاتهام إلى تنظيم القاعدة هو "أمرٌ سابقٌ لأوانه"، وقد استكمل البرلمانُ جلستَه رغم العملية، مانحًا الحكومةَ ثقتَه.
وفي هذا السياق يُشار إلى أن أحد أمراء الحرب الناشطين في بيداوا وهو محمد إبراهيم هبسادة قد هدَّد في وقت سابق بأن رجالَ الميليشيات سيَطردون أعضاءَ الحكومة بالقوة إذا لم ينسحبوا من بيداوا سلميًّا؛ ما يدعم الشكوك حول تورُّط أثيوبيا في العملية؛ حيث إن الأثيوبيِّين من كبار الداعمين لأمراء الحرب مع الأمريكيين الذين يقدمون الدعم لأمراء الحرب سرًّا.
ويتلخَّص الوضع في الصومال حاليًا في سيطرة المحاكم الإسلامية على العاصمة مقديشو وعدد من المناطق المحيطة بها، فيما تسيطر الحكومة المؤقَّتة على مدينة بيداوا، ووقَّع الجانبان اتفاقًا لتوحيد السلطة في البلاد وإنشاء قوات أمن ودفاع مشتركة، إلا أن الأثيوبيِّين يعملون على التدخل في شئون الصومال، في محاولةٍ للاستيلاء على مناطق صومالية تصل بها إلى البحر الأحمر، وفي هذه المساعي أرسلت أثيوبيا بعض القوات لدعم الحكومة الانتقالية، الأمر الذي كان محطَّ انتقادٍ من المحاكم.