الشرعية هى : " إضفاء الصفة القانونية على شيء ما" وتضفي الشرعية طابعاً ملزماً على أي أمر أو توجيه و من ثم تحول القوة إلى سلطة، ويلزم بالضرورة تمتع الحكومة بالاحترام واعتراف المواطنين بواجب الطاعة. فهى الأصل الذى يجب أن يستند إليه القانون . وتستمد السلطة وجودها من رضاء المحكومين كما يرى ذلك الفقيه الفرنسى * أندريه أوريو * والباحث العراقى * إسماعيل مرزه * ,, وفي لسان العرب لأبن منظور (الجزء 8 ص 175 ورد ان الشرعية لغة تعني السنة والشريعة، والشرعة ماسن الله من الدين، والشرعي هو ما يطابق الشرع). أما اصطلاحا فتعني خضوع التصرف كان خاصا أو عاما لقاعدة القانون، أو هو بالاحرى الخضوع للقانون. أرأيتم فيما سبق من تعريفات للشرعية ,, الشرعية المسلحة ؟؟!! أو شرعية الأمر الواقع ؟؟!! نعم تلك المصطلحات الأخيرة سمعناها من بعض القيادات العسكرية ومن بعض المنظرين لهم . وهى مصطلحات تعنى بالقطع شرعية الغاب والقوة ,, حيث يحق لقيادات العسكر ( حسب هواهم) مراقبة أداء الرئيس والحكومة فإن طابق ذلك هواهم ولم يصطدم مع مصالحهم الشخصية ومصالح خدمهم وقرنائهم في الشرطة و القضاء والإعلام ومنظومة الفساد المتلاحمة والمتداخلة بقوة معهم ,, تركوه حاكما ( صوريا وطرطورا) ,,, وإلا انقلبوا عليه وعزلوه وخطفوه ولفقوا له التهم وشوهوه . بل وانطلقوا مسرعين تحمل قلوبهم غلا وحقدا دفينا ,, تخرج عيونها شررا حارقا ,, تحمل رؤسهم فكرا مشوها ,, تطلق أيديهم رصاص الغدر ولهب الإنتقام . إلى مؤيدى الشرعية والسيد الرئيس لإبادتهم . ورغم ما يصنعون من جرائم ,, نتج عنها 6800 شهيد '' 15000 معتقل ,, 29000 جريح ومصاب . إلا أن جحافل المتظاهرين ممن يحملون أرواحهم فوق أكفهم يقدمونها رخيصة من أجل دينهم وأرضهم وحريتهم ,, يخرجون كل يوم ليلا ونهارا ,, لا يبالون برصاصهم ولا قنابلهم ولا إعتقالهم . فطلبة الجامعات وتلامذة المدارس يخرجون صباحا ,, ونساءنا يخرجون عصرا ,, ورجالنا يخرجون ليلا ,, والجميع يلتقون في مشهد اسطورى جمالى يحمل كل معانى التحدى والثبات يوم الجمعة . ولقد وصل الإجرام مداه بإعتقال وضرب وسحل فتياتنا الحرائر ,, فكم من حروب قامت من أجل النساء وكرامتهن التى تنطلق من كرامة الأمة وتعبر عنها ,, وليست غزوة بنى قينقاع عنا ببعيد . كل تلك الجرائم وحكومة الإنقلاب باقية ,, لم تستقل ,, والرئيس الإنتقالى (الطرطور) لم يحرك ساكنا ,, والنخبة الفاسدة سدنة الظالم وفرقته الموسيقية ,, لم تتكلم إلا زورا ,, والحاكم الفعلى (السيسى والمجلس العسكرى) لم يزدد إلا فجرا وغلا ,, فأى شرعية تحملكم أيها السراق ,, وأى احترام لكم أيها النهاب القتلة . لقد ذهبت شرعيتكم (المسروقة) مع دخان قنابلكم ,, واحترقت مع أجساد الأطهار والمساجد التى أحرقتموها , واختفت في سراديب الظلم والقهر التى بها سجنتم أخيار شعبنا وأحراره . وزورت مع أحكام قضائكم الملاكى المزورة . أى شرعية تلك التى تسمح لكم بالخيانة والغدر والقتل والحرق والإعتقال ؟ حتى جعلتم من بلدنا أضحوكة العالم ومحل سخريته . خربتم الديار,, وقطعتم الشعب أطيافا وأمما ,, وكممتم الأفواه ,, وعطلتم المساجد ,, تنكركم أشجار أرضنا وأحجارها ,, وتلعنكم لباسكم وبيوتكم ودوابكم ,, أيها الغادرون القتلة اللصوص .. مصير كبار مجرميكم حبال الشنق ,, ورصاص القصاص ,, وخدمكم السجون ,, وجميعكم مزبلة التاريخ ,, وشواهد الغدر والبطش . أيها الثوار الأحرار .. النصر أصبح فوق رؤسكم ,, أقرب مما تظنون ,, ناداه ثباتكم ,, ومهدت دمائكم طريقه ,, ينتظر أمر الله وقدره . ليأتى السيد الرئيس ,, رمز الشرعية ,, فيحققها ,, مؤسسا لدولة ديموقراطية مدنية دستورية حديثة . دولة الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ,, وطن حر مستقل لا يتبع أحدا ولا يأتمر بأمره ,, وطن زارع صانع ناهض منتج لا يتسول . فإلى هذا الوطن ..... نمضى جميعا .