فضَّت قواتُ الأمن المصرية مسيرةً احتجاجيةً من أمام مبنى أخبار اليوم، وشنَّت حملات اعتقالات ضد المتظاهرين طالت اثنين على الأقل حتى الآن. وكان عشرات المتظاهرين قد تظاهروا أمام نقابة المحامين ظهر اليوم وردَّدوا هتافاتٍ تندِّد بالنظام الحاكم والواقع السياسي، مثل: مصر هترجع ميه ميه.. مش هنسيبها للحرامية، مصر هتفضل غالية لجل ندافع، أمانينا معركة واحدة وطريق واحد، أول مطلب للأحرار.. لا لزيادة الأسعار، تاني مطلب جاي من الحارة.. عاوزين حل للبطالة, ثالث مطلب مصرِّين.. الإفراج للمعتقلين، بلا أحزاب بلا تعبير.. إحنا بناكل لحم حمير، يا ابن الريس يا جمال.. مش لاقين أكل العيال، عاوزينها ثورة شعبية.. ضد مبارك والحرامية، مش هنسكت مش هنخاف.. مش لاقين العيش الحاف. كما شنَّ المتظاهرون هجومًا حادًّا على سياسات الحكومة وطريقة إدارتها للبلاد، وردَّدوا هتافات ساخنة؛ منها: رفع الأسعار... باطل، قانون الإرهاب ... باطل، حبيب العادلي... باطل، يا رحمن يا رحمن.. يا مزلزل عرش السلطان، افهم دورك في الوردية... مجهودك رايح للحرامية، يا أحرار يا أحرار.. مصر مداسها للسمسار، الإضراب مشروع مشروع.. ضد الفقر وضد الجوع، صدَّر غازنا لإسرائيل.. وإحنا بناكل لحم حمير، أحمد عز بياكل الوزّ.. وإحنا مش لاقين الرزّ، الله الله شدي حيلك يا محلة.. مدد مدد شدي حيلك يا بلد. مرحلة جديدة وأكَّد عبد الحليم قنديل المتحدِّث باسم حركة (كفاية) أن مصر أمام مرحلة جديدة سيترتب عليها مستقبلها، مشيرًا إلى أن الإضراب نجح نجاحًا لا بد أن يجلس الجميع ليتدارسه وينظر في نتائجه ومعطياته. وأشار إلى أن وزارة الداخلية كان لها دور مشكور في نجاح الإضراب وخروج الناس إلى التظاهر، مشيرًا إلى أن القاهرة بدت خاليةً كأنها رجعت إلى قاهرة الثلاثينيات، وقال: إن جامعة القاهرة كانت نسبة 80% من طلابها غير موجودة، كما وصلت نسبة الغياب في المدارس إلى 90%، وبدا مجمَّع التحرير خاليًا من الموظفين، مشدِّدًا على أن مصر أمام لحظة فارقة من أساليب المقاومة المدنية في مصر، وأنه يرى ما حدث بروفة للعصيان المدني. وكان المشاركون في المسيرة قد حاولوا الانضمام إلى اعتصام المحامين، ولكن فِرَق الكاراتيه وقوات الأمن المركزي حالت دون ذلك!!. وشهدت القاهرة حملات اختطاف أمنية واسعة منذ الصباح الباكر طالت العديد من الناشطين والرموز السياسية والاحتجاجية في مصر؛ منهم: مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل، د. مجدي قرقر الأمين المساعد، محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين. ويقول نشطون في الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وحزب العمل وحزب الكرامة العربية تحت التأسيس إن الإضراب يهدف لأن يكون بداية حملة عصيان مدني هدفها حمل الحكومة على تغيير سياساتها. وأيدت جماعة الإخوان حق الإضراب لكنها لم تشارك فيه. وبحلول صباح اليوم الأحد بلغ عدد من أيدوا الإضراب على الموقع الاجتماعي فيس بوك على الانترنت أكثر من 60 ألف شخص. وقالت مصادر أمنية ولجنة من القانونيين الذين يراقبون الإضراب إن الشرطة ألقت القبض أمس السبت واليوم الاحد على 28 في القاهرةوالاسكندرية والمنصورة بتهمة توزيع منشورات تدعو إلى الإضراب. وقال المحامي جمال عيد وهو نشط في مجال حقوق الإنسان من بينهم المدون المعارض مالك مصطفى وأعداد من أعضاء حزب العمل. وقال شاهد في مدينة الاسكندرية الساحلية إن الوجود الأمني كثيف في مختلف الميادين بالمدينة وفي عدد من الشوارع التي توجد بها مكاتب حكومية مهمة أو قنصليات أو مراكز ثقافية لدول أجنبية. وأضاف أن أسر تلاميذ عدد كبير من المدارس منعوا أبناءهم من الانتظام في اليوم الدراسي . ويحتج النشطون على غلاء الأسعار وضعف أجور العاملين في الحكومة وشركات القطاع العام وما يقولون انها انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال شاهد في مدينة المحلة الكبرى إن المدينة بدت خالية إلا من قوات الأمن التي تنتشر في الميادين والشوارع على نحو يبدو غير مسبوق. واستجابت الحكومة لبعض مطالب العمال بالمدينة في وقت سابق تحت ضغط اعتصامات تسببت في توقف العمل. وقال شاهد في وسط القاهرة إن الوجود الأمني كثيف جدا. وأضاف أن قوات أمن كبيرة العدد انتشرت في الأماكن التي اعتاد المعارضون تنظيم احتجاجات فيها وهي ميدان التحرير وميدان طلعت حرب وخارج نقابتي المحامين والصحفيين. وقال عبد الوهاب المسيري المنسق العام لحركة كفاية حاولنا أن نتظاهر في ميدان التحرير لكنهم تعقبونا وألقوا القبض على البعض منا. وأضاف لذلك قررنا إلغاء المظاهرة لاننا لا نريد ضحايا. وألغى منظمون إضرابين ومظاهرتي احتجاج في مدينتي كفر الدوار وشبين الكوم شمالي القاهرة. وطلبت بعض المدارس الخاصة في القاهرة من التلاميذ عدم الحضور خوفا من حدوث اضطرابات في الشوارع.