أكد الناطق باسم حركة حماس في قطاع غزة، سامي أبو زهري، إن "المرحلة المقبلة ستشهد جهوداً مكثفة بالشراكة مع كل القوى الفلسطينية لإنهاء الانقسام"، مشيراً في كلمة له ألقاها على هامش حضوره حفل أقامته الكتلة الإسلامية (الذراع الطلابية لحركة حماس) لتوزيع مذكرات تعليمية على طلبة مدارس قطاع غزة، في مقر الكتلة (غربي غزة)، اليوم الاثنين، أضاف أبو زهري، أن "حماس ستسعى لتحقيق أكبر مساحة للتعايش بين أبناء المجتمع الفلسطيني". وبدأ الانقسام الفلسطيني بين حركتي "حماس" و"فتح" بسيطرة الأولى على قطاع غزة منتصف يونيو 2007، والذي أدى فيما بعد إلى تشكيل حكومتين فلسطينيتين، واحدة تشرف عليها حماس في قطاع غزة، والثانية تتولاها السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية، وعلى الرغم من وجود حكومتين في هذين الشطرين من فلسطين إلا أن الحكومتين حافظتا على درجة من التنسيق في مجالات "التعليم والصحة". ومنذ بدء الانقسام، عقدت الكثير من اللقاءات بين الحركتين، في عدد من الدول بينها مصر (الراعي الرئيس لملف المصالحة)، غير أن تلك اللقاءات لم تسفر حتى اللحظة عن تنفيذ "الصيغ التوافقية" التي تم التوصل إليها بين الحركتين، وخاصة ما اتفق عليه في مايو 2011 بالقاهرة، وفي فبراير 2012 بالعاصمة القطرية الدوحة بشأن تشكيل حكومة موحدة مستقلة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية. وأشار المتحدث باسم حماس في كلمته إلى أن "الحركة تجاوزت اختبار القوة، ولا يمكن اختبار قوتها عبر احتفالات ومهرجانات" وذلك في إشارة إلى (إلغاء حماس مؤخراً مهرجان الاحتفال بذكرى انطلاقتها ال26، لتوفير نفقاته لمشاريع خدماتية في قطاع غزة)، لافتاً إلى أن "عروض كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) الأخيرة كانت رسالة لكل من يراهن على محاولة إضعاف حماس عبر الحصار المشدد". من جانبه، أعلن رئيس الكتلة الإسلامية، هاني مقبل، أنه سيتم توزيع مذكرات تعليمية على 55 ألف طالب في مدارس قطاع غزة، مبينًا أن "الفئة المستهدفة هم الطلاب من الصف السابع حتى الصف الحادي عشر". وقال: "حرصنا على أن تكون المذكرات التعليمية منقَّحة وفيها شرح شامل لجميع المواد الدراسية، بالإضافة إلى احتوائها على نماذج امتحانات نهائية للعام الدراسي". وأوضح أن تكلفة طباعة المذكرات التعليمية صرفت من الأموال التي كانت مخصصة للاحتفال بذكرى انطلاقة حماس ال (26). وقررت حماس، أواخر الشهر الماضي، إلغاء إقامة مهرجان للاحتفال بذكرى انطلاقتها السادسة والعشرين، نظراً لظروف الحصار المشدد على قطاع غزة. وقال مسؤول جهاز العمل الجماهيري في الحركة، أشرف أبو زايد في تصريح للأناضول، آنذاك، "نظراً لظروف الحصار المطبق على قطاع غزة، قررت الحركة إلغاء مهرجان الانطلاقة ال26، وتحويل الأموال التي كان من المقرر إنفاقها على المهرجان لمشاريع خدماتية، لتخفيف معاناة الفلسطينيين". وتحتفل حركة "حماس" في 14 ديسمبر من كل عام بذكرى انطلاقتها بإقامة مهرجان كبير في مدينة غزة يشارك فيه قيادة وعناصر ومؤيدي الحركة في قطاع غزة، وحضر المهرجان العام الماضي رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وعدد من أعضاء المكتب السياسي للحركة في الخارج.