كهنة الانقلاب وسدنة الحكام.. أصحاب الفتاوى «الدليفرى» أبواق كل عصر.. سياط كل ظالم ماضيهم ملىء بالفضائح.. وحاضرهم عامر بالمخازى والكوارث يلغون فى الدماء ويحضون على إزهاق الأرواح التى حرمها الله.. ويكفرون الضحايا المستضعفين ويرمونهم بالإرهاب احترام العلماء وتبجيلهم لا يمنع من التنبيه على خطئهم أو تحذير الناس من المنافقين الذين يمالئون السلاطين ويشايعون الحكام الفسدة، وقد نبه النبى -صلى الله عليه وسلم- أمته من كل عالم منافق، فأخرج الإمام أحمد -واللفظ له- والبزار، وابن بطة فى (الإبانة)، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أخوف ما أخاف على أمتى كل منافق عليم اللسان». ولفظه عند البزار (305): «حذرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل منافق عليم اللسان»، ولفظه عند ابن حبان: «أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان». ومن علماء الحديث من أوقفه على عمر بن الخطاب ولم يصله إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- ويصبح بذلك أثرا عن الفاروق رضى الله عنه. كما حذر النبى -صلى الله عليه وسلم- من التجرؤ على الافتاء بغير علم أو النفاق فى الفتيا، وثبت عن النبى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» رواه الدارمى. وقد سئل أحمد عن هذا الحديث: ما معناه؟ فقال: (يفتى بما لم يسمع)، وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أفتى بفتيا بغير تثبت فإنما إثمه على من أفتاه» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارمى والحاكم. كما روى الدارمى أيضا عن أبى موسى -رضى الله عنه- أنه قال فى خطبته: (من علم علما فليعلمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين). وقد استوعب علماء السلف هذا الأمر جيدا فكانوا يتدافعون الفتيا فيما بينهم تورعا وخشية أن يقول أحدهم بما لا يعلم، مع أنهم أعلم الناس بعد رسول الله بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. جسور جهنم وتعددت الآثار التى يتبين من خلالها تورع السلف الصالح عن الاستعجال فى الفتيا ومبلغ خوفهم من الله سبحانه وتعالى؛ فذكر العلامة المناوى أن ابن عمر كان إذا سئل قال: (اذهب إلى هذا الأمير الذى تولى أمر الناس فضعها فى عنقه. وقال: يريدون أن يجعلونا جسرا يمرون علينا إلى جهنم)، وروى الزهرى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع النبى -صلى الله عليه وسلم- قوما يتمارون فى القرآن قال: (إنما أهلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه بعضا، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم منه فكِلوه إلى عالمه)، وروى مالك بن مغول عن أبى حصين عن مجاهد عن عائشة: أنه لما نزل عذرها قبّل أبو بكر رأسها، قالت: فقلت؛ ألا عذرتنى عند النبى صلى الله عليه وسلم؟ قال: (أى سماء تظلنى وأى أرض تقلنى إذا قلت ما لا أعلم)، كما قال ابن مسعود: (من كان عنده علم فليقل به ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم فإن الله قال لنبيه: «قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ»)، وعن عبد الله بن مسعود وابن عباس: (من أفتى الناس فى كل ما يسألونه فهو مجنون). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله، كان مرتدا يستحق العقوبة فى الدنيا والآخرة، قال تعالى: « المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ»). لكن كهان الانقلاب وسدنة الحكام وأبواق كل عصر لا يستوعبون تلك المفاهيم، ولا يتوقفون عن لى أعناق الأدلة، والإفتاء حسبما يملَى عليهم -ويحولون الجانى إلى مظلوم، ويصورون القتيل مجرما- فى محاولة لخداع الناس وتضليل العوام،رغم ما تمتلئ به سيرة هؤلاء الكهان من الفضائح والكوارث والمخالفات الشرعية، وتغير المواقف والفتاوى تبعا للأهواء، ولم يتورعوا عن الولوغ فى دماء الضحايا وتشجيع السلطة الانقلابية على المزيد من القتل والحرق والتدمير وسفك الدماء وإزهاق الأرواح غافلين أو متناسين حديث النبى -صلى الله عليه وسلم- الذى رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين، عن ابن عمر رضى الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال المرء فى فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما »، ويتناسون حديث النبى -صلى الله عليه وسلم- الذى رواه الترمذى فى سننه عن أنس بن مالك أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الدال على الخير كفاعله»،كما يتناسون حديث النبى الذى يسوى فيه بين متمنى الخير وفاعله وكذلك متمنى الشر وفاعله والذى رواه الترمذى: «إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقى فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لى مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط فى ماله بغير علم لا يتقى فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لى مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء»، وتناسوا أو جهلو ما رواه الإمام أحمد وغيره أن رسول الله قال: «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله»، وتناسوا أو جهلوا مارواه عبد الله بن مسعود عن النبى أنه قال «من أعان ظالما سلطه الله عليه». وعلى مدار حلقات ننشر فضائح كهان الانقلاب ومخازيهم ليعلم الناس ماضيهم القذر وحاضرهم العفن، وهذه الفضائح معلومة لزملاء علماء السوء الذين كانوا شهود عيان على تلك الفضائح، وبإمكان من يشاء أن يرجع إليهم ويسألهم عن صحة هذه الوقائع. باب النجار مخلع «الحلقة الأولى» أستاذ الفقه عضو مجمع البحوث جعل فنانة عارية معلمة ومن أهل البيان عن الله لم ينكر على زوجته التبرج.. ولا العمل صحفية فى مطبوعات تعادى الإسلام ليل نهار.. ولم يتحفها بفتوى أو نصيحة واستنفد جهده فى إباحة القتل ووصف الشرفاء والمجاهدين بالخوارج لم يعترض يوما على فساد وعمالة مبارك.. ولم ينكر عليه كوارث ثلاثين عاما أستاذ دكتور فى الفقه الإسلامى وعضو مجمع البحوث الإسلامية اشتهر بفتاواه المائعة فى عصر مبارك وزوجته سوزان، لم يرتفع له صوت معارض أو يحمر وجهه غضبة لله لما فعله المخلوع فى الشعب المصرى، ولم يعترض على عمالته للصهاينة والأمريكيين.. وانضم الأستاذ بالأزهر إلى فريق علماء الانقلاب، وأكد، فى فتوى منسوبة إليه مؤخرا، أن شهداء رابعة والنهضة وكل معارضى الانقلاب من الخوارج الذين يجب قتلهم.. وكأنه أفقه من الإمام على بن أبى طالب فى التعامل مع الخوارج الحقيقيين. ونزع أستاذ الفقه عن الشرفاء لقب الشهادة وقال إنهم لا يستحقون هذا اللقب. تاريخ الكاهن والمذكور تاريخه حافل بالمخازى والفضائح؛ فقد تزوج فى صغره بفتاة شيوعية متبرجة تعمل صحفية بجريدة صفراء تصدرها دار تحرير تطبع مجلة أسبوعية بمسمى الصحيفة اليومية، وتوزيع المطبوعتين لا يتجاوز ألفى نسخة، ورغم ذلك ينفق عليها الملايين شهريا من أموال الشعب، ومشهور عن هذه الدار معاداة الإسلام والإساءة للشريعة والعلماء الصادقين، ولم يعترض أستاذ الفقه المقارن وعضو مجمع البحوث على كتابات أو مظهر زوجته، ولم يتحفها بإحدى فتاواه التى لا تتوقف عن تأييد الانقلاب والتحريض على الدماء، لكنه يضن بهذه الفتاوى والنصائح على أهل بيته وينطبق عليه المثل الشهير «باب النجار مخلع»، وترك لزوجته المجال للسير على منهج الجريدة التى تعمل بها فى مهاجمة كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، ومحاولة استدراج العلماء لإصدار فتاوى حسب الطلب، وتوثقت العلاقة الصحفية للزوجة بشيخ أزهر سابق، و«أقبلت» على رأس المؤسسة الأزهرية توسوس له بالفتاوى المعلبة والجاهزة «الدليفرى»، وتدفعه إلى سب وشتم العلماء الذين يخالفونه فى الرأى ويعترضون على فتاواه المضللة مثل تحريم الجهاد ضد الصهاينة، ونزع لقب الشهادة عن العمليات الاستشهادية فى فلسطينالمحتلة، وتجرأ على استحسان التطبيع مع الكبان الصهيونى. لبن السباع وفى عصر الدكتور «مرسى» شرب المذكور مع زوجته لبن «السباع» وتناول أقراص الشجاعة وأقبل على الإفتاء فى القضايا السياسية التى كان لا يقربها فى عهد المخلوع، وكانت أطرف فتاواه التى وصف فيها ممثلة (تتكشف وتتعرى فى معظم أفلامها) بأن هذا التعرى والتهتك بيان عن الله، ومن الذين قال اهلل فيهم «الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ»، وأكد أستاذ الفقه أن الممثلة العارية من أهل البيان عن الله، وأنها معلمة. وعندما واجهه أستاذ أزهرى وداعية شهير بأنها تتعرى فى أعمالها، أجاب المذكور بأنه لم يشاهد لها أى أعمال عارية ولا يدرى عن هذه الأعمال شيئا، مخالفا بذلك القاعدة المشهورة «الحكم على الشىء فرع عن تصوره»، فكيف يسمح لنفسه بالفتيا عن شىء يجهله ولم يشاهده، أو لعل ورع المذكور الشديد يحجب عنه المشاهد التى تخالف شرع الله، أو لعل عامة الناس هم الذين لا يحسنون المشاهدة، وعليهم اتباع طريقة فقيه الدماء فى المشاهدة لكى يروا العارية معلمة ومن أهل البيان عن الله، ويروا المجاهدين الشرفاء خوارج يجب قتلهم وحرق جثثهم كما أفتى الكهان.