بدأت فصول هذه "الملهاة"، يا سادتي، في مطلع عام 2011 حينما شرعت هيئة الطرق والكباري في عملية "إعادة تأهيل" المسافة المنيب والعياط، جنوبالجيزة، بطول 60 كم على طريق مصر- أسيوط الزراعي السريع. وعلى الرغم الاضطرابات التي أعقبت ثورة 25 يناير وما بعدها، استمرت الشركة المنفذة (المقاولون العرب) في أعمال الرصف بعرض 6 أمتار لكل حارة، وتوسعة الجزيرة الوسطى وتدعيم جانبي الطريق بتفان تُشكر عليه، حتى انتهت منه في مطلع العام الحالي، ما يعني أن كل 20 كم استغرقت سنة لتنفيذها، وهو معدل إنجاز لم يعد له وجود حتى في دولة "سورينام"! وما إن انتهت العملية، وأصبح الطريق سلسلة من المطبات الصناعية و"الطبيعية" لكنه أحسن من عدمه على كل حال، حتى حفرت "التليفونات" خنادق بعرض مترين وبطول 20 كم في احدي الحارتين لتركيب كابلات، وبعد التركيب اكتفت بردم الخنادق دون رصفها، ثم سرعان ما لاقت الحارة الثانية نفس المصير المزري، حيث بدأت "الكهرباء" الحفر فيها مؤخرا بطول 30 كم وبعرض 3 أمتار لتركيب كابلات أخرى، ليصبح وجه الطريق "شوارع" رغم أنه يخدم كل محافظات الصعيد من أسوان إلى الجيزة، وتتكدس عليه آلاف السيارات يوميا بعد أن انكمش عرض الحارة فيه إلى 3 أمتار فقط. هذا، أيها السادة، باختصار، هو "التخطيط" الذي يصدعوننا به ليل نهار، وهذا هو أداء الحكومات بعد نحو 3 سنوات من اندلاع ثورة 25 يناير، التي يبدو أنها لم تستطع تغيّر شيئا يذكر في هذا البلد "المظلوم أهله".