كشف هيثم أبو خليل، الحقوقي ومدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، عن رسالة تلقاها وشهادة مؤلمة لأحد أولياء أمور الأطفال المعتقلين يحكى فيها عن المعاناة والتعذيب الذي يتعرض له ابنه في سجون الانقلاب. وكتب أبو خليل نص الرسالة التي تلقاها من والد أحد الأطفال المعتقلين عبر صفحته علي ال"فيس بوك". نص الخطاب: "رحلة ال18 ساعة لرؤية طفلي المعتقل.. خطوت بقلب الأب المسلم بأقدار الله فيه .. المفعم باللهفة والشوق لرؤية ابنه .. المحتجز بالمؤسسة العقابية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بمنطقة المرج بالقاهرة على خلفية المشاركة في تظاهرات منطقة سيدي بشر يوم الجمعة الموافق 4/11/2013.. هذه الرحلة التي استغرقت مني مايقرب من ثماني عشرة ساعة إذ لابد للزيارة من الوصول في الساعة السادسة صباحًا .. ويستدعي ذلك منك أن يتحرك من بيته في الساعة الثانية مساءً .. وتنتظر مايقرب من ثلاث ساعات .. ثم فترة الزيارة .. كما تستانف رحلة العودة أكثر من ست ساعات .. .. وحتى أضع أرضية للحوار مع من يقرأ رسالتي سأنطلق من أرضية أنه متهم من وجهة نظر القانون والنظام .. ولا داعي للخطاب العاطفي الذي يستجدي عطف الآخرين .. ربما يكون لهذا الحوار مكان آخر وشخوص آخرون .. ومواقف أخرى .. ومن هذا المنطلق الذي نوحد فيه معيار الحوار .. فإن المتهم بريء حتى تثبت إدانته .. والغالب في مثل حالة ابني هو الإفراج عنه بضمان محل إقامته .. لاسيما وأن السيد المحقق ينظر للموضوع بعين المستقبل .. والمأمول هو تبرئة هذا الشخص لاسيما وإن كانت سنه صغيرة .. - وفي المقابلة هالني مارأيت .. رأيت ابنًا مكسورًا حكى لي عما تم معه منذ قدومه لهذه المؤسسة .. حيث لايتم الفصل بين المتهمين في قضايا قتل وسرقة واغتصاب والمحبوسين احتياطيًا. والذي يتبين منه أن الهدف ليس التعامل معه كمتهم بريء حتى تثبت إدانته بل كسر ارادتهم وإذلالهم وهز بنيانهم النفسي .. وما يستتبعه ذلك من قلق وتوتر الأهالي وارهاقهم واستنزافهم ماليًا ونفسيًا.. حيث يتم ترحيل ذويهم إلى القاهرة مع وجود دار أحداث بمدينة الاسكندرية والعكس. ومن هذه المظاهر أيضًا: - من يدير العنبر ويشرف عليه ويقوم بتوقيع العقوبات هو أقدم السجناء الجنائيين وهو شخصية مريضة نفسيًا ويدعى ( أحمد شوقي).. والذي يقوم: - بتعرية الجسد عند الاستقبال والضرب في حاله الامتناع. - أمره بعدم غلق دورة المياه اثناء قضاء حاجته أو أثناء الاستحمام. - عدم الكلام لفترات طويلة.. وفي الوقت الذي يراه مسئول العنبر . - الأمر بغمض عينيه أثناء فترة النوم حتى وإن كان مستيقظًا وإلا تم توقيع العقوبات عليه . - النظر الى الطعام بزاوية 45 درجة أثناء الطعام وعدم الحديث. - أمره بالإبلاغ عن أى مخالفة أو شخص يرتكب أى مخالفة من المخالفات التي يراها. - العقاب الجماعي على أي مخالفة يرتكبها من حوله. - الجلوس في وضع القرفصاء دون كلام لأكثر من ثلاث ساعات . - تنظيف دورات المياه. - عدم المذاكرة بحجة أننا في حضانة. - الاستئذان عند تناول أى شيء. - جميع الجنائيين وأصحاب قضايا الراي ( المتهمون من وجهة النظر الأخرى ) في زنزانة واحدة. الأمر الذي يدعوني إلى تقديم هذا البلاغ للسيد النائب العام وكافة المؤسسات الحقوقية بمصر والعالم مطالبًا: 1. التحقيق فيما ذكرت . 2. توقيع الكشف النفسي على ابني . 3. التفضل بسرعة الإفراج عنه حرصًا على مستقبله الدراسي . 4. التفضل بالأمر بنقله من محبسه إلى مدينة الاسكندرية . خالص الشكر والتقدير".