قرر الرئيس مبارك عدم المشاركة في القمة العربية المقبلة التي تعقد بالعاصمة السورية دمشق السبت المقبل وفقاً لما أعلنته مصادر مطلعة. وذكرت المصادر أن الرئيس مبارك رفض الأسبوع الماضي جميع الرسائل السورية التي وجهت إليه لحضور القمة بسبب ما أسماه الدور المعرقل لسوريا في لبنان. ولم يحدد مبارك حتى الآن من يمثله في القمة، وتتراوح الاختيارات بين الدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة أو تخفيض مستوى التمثيل ليترأس الوفد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط. وأضافت المصادر أن الرئيس سيتخذ قراره خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة ، وأن ذلك سيعتمد على نتيجة الاتصالات التي تجرى حاليا بين أكثر من عاصمة عربية للتنسيق بشأن التوصيات المنتظر صدورها في المؤتمر ، ومن بينها المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة، إلا أن المصادر أكدت أن هذه الاتصالات لن تغير في قرار الرئيس مبارك شيئا بشأن عدم مشاركته شخصيا ، وأن المفاضلة حاليا تدور بين تكليف أحمد نظيف أو أحمد أبو الغيط ، وكذلك حول طريقة الإعلان عن غياب مبارك والأسباب التي سيتم الاستناد إليها ، إذ ترى القاهرة ضرورة عدم إحراج دمشق بإعلان استيائها صراحة من الدور السوري في لبنان وعدم تعاونها في اختيار رئيس للبنان حتى الآن. هذا وستتخذ المملكة العربية السعودية قراراها خلال الساعات القليلة القادمة بشأن من يمثل الملك عبد الله في القمة العربية ، خاصة أن هناك اتفاقا مشتركا بين القاهرة والرياض في الملف اللبناني . وتوقعت المصادر أن يكون عدد التمثيل الدبلوماسي في القمة القادمة منخفضاً جدا ، وأن تقوم بعض الدول باختيار وزراء خارجيتها ليمثلها في المؤتمر ، مشيرة إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر وسوريا طيبة وأن هناك تعاونا اقتصاديا وصناعيا بين البلدين ، إلا أن الموقف المصري من القمة العربية يعد رسالة واضحة للرئيس السوري بشار الأسد برفض القاهرة لما وصفوه بلدور السلبي لسوريا في اختيار رئيس للبنان، بزعم أن هذا الموقف يعطي ذريعة قوية لإيران للعب دور أكبر في المنطقة العربية.