أبدى الرئيس السورى، بشار الأسد الأحد (28-3)، استعداده في أي وقت لزيارة مصر، لكنه اشترط قبل تحقيق ذلك بأن يريد المصريون هذه الزيارة. وقال الرئيس السوري، وفق ما أوردته صحيفة "اليوم السابع"، "أنا على استعداد لزيارة مصر متى أراد المصريون ذلك".
وردًا على سؤال حول إمكانية لقائه بالرئيس مبارك، قال الأسد فى تصريحات قبل دخوله الجلسة المغلقة خلال فعاليات اليوم الثانى للقمة العربية فى مدينة سرت الليبية، "سنلتقى بكل المسئولين العرب بدون استثناء وعلى كل المستويات".
وفي غضون ذلك، ذكرت تقارير صحفية أن الأسد يعتزم زيارة مصر خلال الأيام أو الساعات القليلة القادمة، وذلك للاطمئنان على صحة نظيره المصري حسني مبارك بعد عودته، السبت، من ألمانيا بعد إجراء جراحة ناجحة لاستئصال الحوصلة المرارية.
وتوقعت التقارير أن تكون الزيارة المرتقبة وهي الأولى للأسد بعد أكثر من أربع سنوات، في أعقاب انتهاء أعمال القمة العربية الثانية والعشرين والتي تختتم، اليوم، في مدينة سرت الليبية.
خلافات زائلة ومن ناحية اخرى، وصف وزير الخارجية السوري، وليد المعلم لقاءه بنظيره المصري أحمد أبو الغيط على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بأنه كان وديًا ولم يكن مجرد لقاء بروتوكولي.
ونفى وجود أزمة في العلاقات المصرية - السورية، موضحًا أن الخلافات في طريقها إلى الانتهاء والزوال. وقال إن العلاقات الاقتصادية "تشهد حوارًا وتطورًا جادًا حاليًا منذ زيارة وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد إلى دمشق أخيرًا"، واصفًا هذه الزيارة بأنها كانت مثمرة، منوهًا بأن العلاقات الثقافية كذلك بين الشعبين الشقيقين "جيدة للغاية".
وجاءت تصريحات المعلم، بعد أيام قليلة من كشف مصادر مصرية وصفت بالمسؤولة، النقاب عن أن غالبية الخلافات في العلاقات المصرية السورية تم تجاوزها، بعد نجاح زيارة وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد إلى سوريا، نهاية الأسبوع الماضي، حيث اتفق خلالها مع المسئولين السوريين على بدء صفحة جديدة في علاقات البلدين.
واشارت المصادر إلى أن القيادة السورية رحبت بالدعوة التي نقلها رشيد، والذي يعتبر أرفع مسئول مصري يزور دمشق، منذ توتر العلاقات بين البلدين منذ أربعة أعوام.
ومعاودته، افضل طريقة لتجاوز الخلافات بين البلدين، دون التزام لأي طرف بالاعتذار للطرف الآخر، عن ظروف توتر وتأزم العلاقات في الفترات الماضية.
العلاقات السورية الأمريكية وقلل وزير الخارجية السوري من أهمية التطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات السورية – الأمريكية، وأبرزها قرار واشنطن إعادة سفيرها إلى دمشق بعد أربع سنوات من استدعائه، إثر اتهامات أمريكية لسوريا بالتورط باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وقال في تصريح صحفى "إن العلاقات لم تصل بعد إلى المأمول منها"، مقللاً في الوقت ذاته من أهمية الرهان على التوتر الذي أصاب العلاقات بين واشنطن وتل أبيب مؤخرًا على خلفية استمرار الكيان الصهيونى في بناء المستوطنات، مرجعًا ذلك إلى طبيعة العلاقات بين الحليفين.
ووصف المعلم علاقات دمشقبواشنطن بأنها لا تزال تراوح مكانها، وقال "علاقاتنا مع الإدارة الأمريكية لم تصل بعد إلى ما نطمح إليه، وربما يعود السبب في ذلك إلى طبيعة الموقف من عملية السلام، والتعنت الصهيوني المُصّر على عدم الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومتطلبات السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط".
وكان العام الماضي قد شهد تطورًا في العلاقات السورية الأمريكية منذ تسلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهامه في البيت الأبيض، إذ قام عدد من الوفود من مجلسي الكونجرس والنواب بزيارة دمشق، إضافة إلى مسئولين من وزارة الخارجية الأمريكية، فيما زار نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد واشنطن مطلع أكتوبر الماضي، حيث تم خلال تلك الزيارات تبادل وجهات النظر حول عدد من الملفات الإقليمية.
رهان خاسر إلى ذلك، رفض وزير الخارجية السوري الرهان على الخلاف الذي نشب مؤخرًا بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيونى بسبب تحدي الأخيرة لجهود السلام والمضي قدمًا في بناء المستوطنات.
وقال "لا أعتقد أن هناك أي مؤشرات على أن (إسرائيل) مقبلة على الدخول في عملية سلام مع أحد من العرب، وسلوكها الاستيطاني وعدوانها المستمر على الحقوق الفلسطينية خير دليل على ذلك، كما أنه لا يمكن التعويل على اختلاف وجهتي النظر الأمريكية و(الإسرائيلية) في الموقف من الاستيطان، ذلك أن ما يربط الطرفين أكبر بكثير من هذا الخلاف العابر، وهو خلاف لم يجد له ترجمانا على الأرض".