قال مقال بجريدة “الجارديان” البريطانية اليوم إن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية فشلت فشلاً ذريعاً، واستدل كاتب المقال على هذا الفشل بالتظاهرات التي لا تزال تلتهب في مصر ضد الانقلاب العسكري، وكذلك بالاضطرابات وعدم الاستقرار التي يشهدها الوضع في مصر. وقال الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست في مقال نشرته “الجارديان” إن القمع الذي قام به الانقلابيون في مصر ضد معارضيهم هو الأكبر في تاريخ مصر الحديث، الا أنه كلف السعودية والامارات الكثير بسبب دعمها له. وأضاف: “السعودية والامارات هما اللتان تنفقان على الدولة المشلولة في مصر”. وبحسب المقال فان “الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس وزراء الإمارات، فجر قنبلة حين قال إن الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلاً. ولعل هذا ما دفع البعض إلى وصف آخر دفعة مساعدات إماراتية قيمتها 3.9 مليار دولار بأنها أشبه ما تكون بعملية نقل دم إلى مريض لا يتوقف عن النزف”. ويقول المقال إن “مصر ليست الجبهة الوحيدة التي لم يوفق فيها الأمير بندر بن سلطان، فإذا كانت المملكة العربية السعودية بذلت جهداً قليلاً لإخفاء امتعاضها حينما اختار الرئيس أوباما ألا يقصف قوات بشار الأسد في سوريا بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية على إحدى الضواحي خارج دمشق، فإن التفاؤل الذي يحيط بمحادثات الدول الست مع إيران في جنيف يعتبر أسوأ بكثير بالنسبة للمملكة”. ويشير هيرست الى أن العلاقات أيضاً تاثرت بين السعودية وتركيا بسبب دعم أنقرة للانقلاب في مصر، ويتابع الكاتب: “كان من نتائج القرار السعودي مساندة الانقلاب في مصر دفع تركيا باتجاه إيران، الخصم اللدود للرياض. حتى أن الرئيس التركي عبد الله غول دعا نظيره الإيراني حسن روحاني للقيام بزيارة رسمية إلى تركيا”.