كشفت مسودة تقرير لصندوق النقد الدولي تم تسريبها أن الاقتصاد الأمريكي "لا يزال ضعيفًا جدًا ويوشك بالتأكيد على ركود محتمل". ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن مسودة تقرير "توقعات الاقتصاد العالمي" المقرر نشره خلال اجتماع للصندوق في 12 و13 أبريل المقبل أن الصندوق يعتبر الدولار "قويًا نسبيًا" رغم تراجعه في الآونة الأخيرة وأنه يتوقع لأسعار خام النفط أن تكون في حدود 95 دولارًا عامي 2008 و2009. وأفادت المسودة أنه منذ مطلع العام 2002 "هبط (الدولار) بنحو 25 في المائة بالأسعار الحقيقية في واحدة من أكثر حالات التراجع اطرادًا منذ (اتفاقية) بريتون وودز" وأنه "اقترب من الاستقرار على المدى المتوسط لكنه لا يزال قويًا نسبيًا". وقالت الوكالة: إن مسودة التقرير تتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 4.2 بالمائة في 2008 وذلك بزيادة طفيفة عن التقدير السابق للصندوق في يناير لنمو قدره 4.1 في المائة لكنه لا يزال أقل كثيرًا من معدل النمو 4.9 في المائة الذي تحقق في 2007. وأكّد الصندوق تقديراته لنمو الاقتصاد الأمريكي 1.5 بالمائة في 2008. من ناحية أخرى ارتفع الدولار مقابل الين الياباني والفرنك السويسري اليوم الجمعة لينهي الأسبوع على مستويات أعلى مما كان عليها في بدايته وذلك بعد هبوطه إلى مستويات قياسية في أعقاب انهيار بنك الاستثمار بير ستيرنز الذي أثار مخاوف من اتساع نطاق الأزمة الائتمانية. وتشبث الدولار بمكاسبه مع إقبال المستثمرين على بيع السلع الأولية مثل النفط والذهب وعودتهم لشراء العملة الأمريكية لعوامل منها جني أرباح المكاسب الكبيرة التي تكونت من ارتفاع الأسعار وذلك قبل عطلة أسبوعية طويلة واقتراب نهاية الربع الأول من العام. وقال متعاملون: إن من السابق لأوانه توقع انتعاش مستمر للدولار الذي انخفض إلى أدنى مستوى منذ 13 عامًا مقابل الين الياباني في بداية الأسبوع وسجل أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل العملة الأوروبية الموحدة والفرنك السويسري. لكن الثقة في الاستثمارات الأمريكية عادت بعض الشيء بفضل الخطوات الجريئة التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لتخفيف الأزمة الائتمانية. ومن هذه المبادرات قيام مجلس الاحتياطي بدفع بنك "جيه.بي. مورجان تشيس" للاستحواذ على منافسه بير ستيرنز والشروع في تقديم قروض مباشرة لشركات الأوراق المالية للمرة الأولى منذ الكساد العظيم وخفض أسعار الفائدة ثلاثة أرباع نقطة مئوية إلى 2.25 في المائة.