أعلنت السلطات السودانية إحباط محاولة لإدخال «جهاز استخبارات إسرائيلي متطور» إلى البلاد بغرض التجسس على انتاج النفط، فيما نفت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» نيتها فتح مكتب لها في إسرائيل، معتبرة بياناً نُسب إلى أمانتها العامة في تل أبيب «مؤامرة مغرضة هدفها الإثارة والنيل من الحركة والجنوبيين». وقال مسؤول جمارك مطار الخرطوم العميد جمال الدين صالح في مؤتمر صحفي إن الجهاز الإسرائيلي «جرت محاولة إدخاله البلاد بطرق ملتوية عبر دولة صديقة في إحدى طائرات الشحن لزرعه في منظومة الانتاج لأحدى الدوائر المنتجة للنفط». ورجح أن تكون «هناك جهات تعمل على مد إسرائيل بمعلومات عن انتاج النفط في البلاد». وأوضح أن «إحدى المؤسسات العاملة في مجال النفط استوردت الجهاز»، لكنه لم يسمها. وأشار إلى أن «تحقيقات مكثفة ستُجرى في هذا الاتجاه»، معتبراً أن «الجهاز من أخطر الأجهزة الاستخباراتية ذات التصنيع الإسرائيلي المعقد، ويقدر سعره بنحو ستة آلاف دولار». وأبدى تخوفه من «اختراق دول اخرى للسودان بإدخالها مثل هذه المنتجات الاسرائيلية التي تؤثر على أمن البلاد وسلامتها واقتصادها». من جهة أخرى، نفى القيادي في «الحركة الشعبية» نائب رئيس البرلمان اتيم قرنق المعلومات التي تحدثت عن فتح مكتب للأمانة العامة للحركة في إسرائيل. واعتبر الأمر «مؤامرة مغرضة تستهدف الإثارة والنيل من الحركة والجنوبيين». وأكد أن «الحركة جزء من الحكومة، ولا يمكنها أن تفتح مكاتب في دولة لا نتمتع معها بعلاقات وصلات دولية وإقليمية. ولا يمكن أن نفتح مكتباً في دولة لن نتمكن من زيارتها». وكان بيان منسوب إلى «الأمانة العامة للحركة الشعبية لتحرير السودان في تل أبيب» أعلن افتتاح مكتب للحركة في الدولة العبرية، واعتبر الخطوة «حقاً مشروعاً بموجب اتفاق السلام الشامل». وقال إن «قرار إنشاء المكتب جاء بعد التشاور مع قيادات الحركة في جوبا (عاصمة إقليمالجنوب)، ومؤيديها في إسرائيل». واعتبر البيان أن «إنشاء مكتب للحركة في إسرائيل من شأنه أن يعزز سياسات ورؤية الحركة في المنطقة»، مشيراً إلى أن «هناك نحو 400 من مؤيدي الحركة في إسرائيل». وأضاف أن «السودانيين الجنوبيين في إسرائيل ممتنون جداً لرئيس الحركة سلفاكير ميارديت الذي أقنع الحكومة الإسرائيلية بإعادة توطين الجنوبيين الذين فروا من مصر». لكن قرنق نفى صحة البيان، مؤكداً أن «الحركة وحكومة الجنوب ستدرسان هذا الخبر الذي قُصدت منه الفتنة لمعرفة مصادره». وتساءل: «لماذا تفتح الحركة مكتباً في إسرائيل بعد أكثر من 22 عاماً (على تأسيسها) وبعد تحقيق السلام؟». وقال إن بعض من تسللوا إلى إسرائيل على أنهم من جنوب السودان «ينتمون إلى دول أخرى معادية للجنوب، تعمل على إملائهم بعض البيانات الكاذبة». وأشار إلى أن «وجود سودانيين في إسرائيل ينتمون إلى الحزب الشيوعي أو الحركة أو حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) لا يعني بالضرورة فتح مكاتب لهذه الأحزاب في تل ابيب، فهؤلاء لم يهربوا إلى اسرائيل لتشكيل أحزاب». وأكد أن «الجنوبيين لجأوا أيام الحرب إلى كينيا وأوغندا، فما الذي يجعلهم يلجأون إلى إسرائيل؟». وكانت «حركة تحرير السودان» المتمردة في دارفور بزعامة عبد الواحد محمد نور أعلنت الأسبوع الماضي فتح مكتب في إسرائيل، ما اثر ضجة في السودان. ونظمت الخرطوم حملة إعلامية مناهضة للخطوة، واعتبرتها تأكيداً لضلوع دوائر أجنبية في تأجيج الصراع في غرب البلاد.