كشف تقرير لائتلاف لمنظمات حقوقية الخميس أن الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت أسوأ مرحلة لها منذ احتلال الكيان الصهيوني للقطاع في العام 1967. وجاء في التقرير، الذي أعدته ثماني منظمات حقوقية تتخذ من بريطانيا مقراً لها، أن نحو 80 في المائة من بين أكثر من 1.1 مليون نسمة يعيشون في قطاع غزة يعتمدون الآن على المساعدات الغذائية، مقابل نحو 63 في المائة في العام 2006. وكشف التقرير أن نسبة البطالة الإجمالية في القطاع بلغت 40 في المائة، وفقاً للأسوشيتد برس.انقطاع الطاقة وبيّن التقرير أن المستشفيات في القطاع تعاني من انقطاع في الطاقة قد يصل في بعض الأحيان إلى 12 ساعة في اليوم، وأن أنظمة المياه والمجاري تقترب من الانهيار التام. ويأتي التقرير بعد إدانة دولية شديدة للكيان الصهيوني إثر تنفيذها عملية عسكرية الأسبوع الماضي ضد المقاومة الفلسطينية في غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 120 فلسطينياً، بمن فيهم العديد من المدنيين. وأدى القصف الصاروخي على بلدات في جنوب الكيان الصهيوني إلى مقتل 13 شخصاً، وإصابة العشرات بجروح واضطرابات، وكلف الكيان الصهيوني ملايين الدولارات جراء أضرار أخرى نجمت عن تساقط صواريخ المقاومة. ورفضت وزارة الدفاع الصهيونية التقرير، وألقت باللائمة على قيادات حركة حماس، المسيطرة على غزة، معتبرة أنها السبب وراء الظروف الصعبة في القطاع. وجاء في بيان عن الوزارة، قرأه المتحدث باسمها، الرائد بيتر ليرنر المسئول الأساسي عن الأحداث في غزة - منذ انسحاب إسرائيلمنها وإزالة المستوطنات - هو حركة حماس، التي ينبغي أن توجه إليها اللائمة. وقالت مديرة منظمة العفو الدولية في لندن، كايت ألان، إن على إسرائيل حماية مدنييها ولكن بصفتها قوة احتلال في غزة، فإن من واجبها القانوني ضمان إمدادات المياه الصحي والكهرباء والغذاء والرعاية الصحية للمدنيين في القطاع. يذكر أن الكيان الصهيوني أزال 21 مستوطنة من قطاع غزة إثر انسحابه منه عام 2005، ويصر على أنه أنهى احتلاله للقطاع، غير أن منظمات حقوق الإنسان تقول إنه نظراً لأن الكيان الصهيوني مازال يسيطر على الممرات البرية والبحرية والجوية للقطاع، فإنها تعتبر قوة احتلال. وبعد أن نجحت حركة حماس في فرض سيطرتها على القطاع في يونيو الماضي، أغلق الكيان الصهيوني المعابر، وسمحت فقط بدخول شحنات من السلع الحيوية إلى غزة. وشارك في إعداد التقرير، الذي جاء في 16 صفحة، منظمات العفو الدولية وCARE الدولية (فرع بريطانيا) وCAFOD والإغاثة المسيحية وأطباء بلا حدود (فرع بريطانيا) وأوكسفام OXFAM وأنقذوا الأطفال البريطانية وتروكير Trocaire. ودعا التقرير الحكومة البريطانية إلى فرض ضغط أكبر على الكيان الصهيوني ومراجعة سياستها في عدم التفاوض مع حركة حماس.