أعلنت لجنة الانتخابات الروسية فوز ديمتري مدفيديف رسميا بانتخابات الرئاسة بعد حصوله على 70.23 بالمئة من الأصوات. وتعهد مدفديف في أول كلمة يلقيها بعد فوزه بالسير على خطى الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين. وقال مدفيديف للصحفيين إنه يأمل في العمل بانسجام تام مع بوتين كرئيس للوزراء. وأضاف أنه كرئيس للجمهورية سيقوم بتوجيه السياسة الخارجية واضعا المصالح الروسية نصب عينيه. يذكر أن المرشح الشيوعي جينادي زيوجانوف جاء في المرتبة الثانية بحصوله على 18 في المئة من الأصوات. وقد رحبت وسائل الإعلام المؤيدة للكرملين بفوز مدفديف، فقد قالت صحيفة الأزفستيا إن فوز مدفيديف كان انتصارا للأغلبية التي شيدت جسورا نحو المستقبل. وقد هنأ بوتين مدفيديف بالفوز خلال لقائهما ضمن تجمع جرى في الساحة الحمراء في موسكو ليلة الأحد. وقال مدفيديف في حديث أدلى به للصحفيين انه سيتبع نهجاً سياسياً مكملا لما بدأه بوتين، وحين سئل عن السياسة الخارجية قال : الرئيس هو من يحدد خطوط السياسة الخارجية وفقا للدستور. يذكر أن مدفديف حظي بتغطية واسعة من التلفزيون الروسي منذ البداية. مخالفات وقالت اللجنة الانتخابية الروسية إن نسبة المشاركة بلغت تسعة وستين بالمئة، إلا أن مراقبين مستقلين شككوا في هذه النسبة. وقالت بعثة المراقبين الغربيين إن الانتخابات الروسية لم تستوف شروط الديموقراطية. وكانت هناك تقارير عن صدور تعليمات للعمال من رؤسائهم بالتصويت لمرشح دون الآخر. كما كانت هناك وعود بتقديم الطعام بسعر مخفض وتذاكر السينما والألعاب لتشجيع الناس على الإدلاء بأصواتهم كما يقول المراسلون. وقال المرشح الشيوعي زيوجانوف بعد إغلاق الصناديق:كانت هناك مخالفات وسنتوجه إلى المحكمة بهذا الخصوص: ونفى الكرملين أي تزييف للأصوات. ولم تحظ الانتخابات الروسية برقابة أوروبية كبيرة. وقالت منظمة جولوس الروسية التي راقبت الانتخابات إن الإقبال كان عاليا جدا في بعض المناطق. انتقال السلطة وبعد أن يتم تنصيب الرئيس الجديد رسميا في السابع عشر من مايو المقبل، سيغادر بوتين الكرملين إلى مقر عمله الجديد في مبنى رئاسة الحكومة المعروف في موسكو باسم البيت الأبيض والذي يبعد بضعة كيلومترات الكرملين. ويرى مراقبون أن بوتين بذلك سيكون لاعبا رئيسيا في السياسة الروسية خاصة وأن رئيس الوزراء يتمتع بموجب الدستور بسلطات تنفيذية واسعة. وكان فوز مدفيديف متوقعا من الجولة الأولى كما حدث في ضوء الدعم الذي قدمه له بوتين. وتميزت فترة حكم بوتين بمحاولة إعادة دور روسيا إلى الواجهة كقوة عظمى في العالم وهو ما أدى أيضا لزيادة شعبيته في الداخل. وأشار المحللون أيضا إلى أن الرئيس الجديد استفاد كثيرا من حالة الانتعاش في الاقتصاد الروسي التي تحققت في عهد بوتين.