اضطرابات السودان وغياب الرقابة والانقلات الأمنى.. أبرز أسباب الأزمة "كلنا جعانين".. تدعو لمقاطعة شراء اللحوم فى العيد بهدف تخفيض الأسعار تراجع أسعار "المجمدة" بعد توقف الفنادق والمطاعم السياحية عن الشراء الكيلو ب70 جنيها بالمناطق الشعبية.. ووصل ل80 فى الأماكن الراقية.. ولا عزاء للمواطنين! جزارون: ارتفاع أسعار الأعلاف والنقل أدى إلى الركود العام فى سوق اللحوم تتوالى الأزمات الاقتصادية تباعا منذ انقلاب 3 يوليو، فما بين فشل حكومة الببلاوى فى التصدى للارتفاع الجنونى فى الخضراوات والفاكهة ووضع تسعيرة جبرية، فها هى أزمة ارتفاع أسعار اللحوم مع حلول عيد الأضحى المبارك على مستوى محافظات مصر تطل برأسها على السوق المصرية من جديد. تصاعدت الشكاوى من الارتفاع الكبير فى أسعار اللحوم، خاصة فى أسواق التجزئة التى تصل إلى المستهلك العادى، حيث اشتكى المواطنون من غياب الرقابة، الأمر الذى أدى بهم إلى العزوف عن شراء اللحوم، وهو ما تسبب فى حالة من الكساد. وعود لم تنفذ أثرت تظاهرات السودان -احتجاجا على زيادة أسعار الوقود - فى تراجع تجارة الإبل بين مصر والسودان، فقبل اندلاع الأحداث فى السودان كان يصل ما يقرب من أربعة آلاف وعشرة آلاف من الإبل، لكن العدد تراجع منذ اندلاع أحداث العنف، مما تسبب فى ارتفاع أسعارها ليصل ثمن الرأس إلى قرابة 18 ألف جنيه مصرى، فضلا عن توقف حركة القطارات فى مصر عقب الانقلاب. وعلى الرغم مما أعلنت عنه حكومة الانقلاب من استعدادات لاستقبال عيد الأضحى المبارك بافتتاح مزيد من شوادر اللحوم، وتكثيف الحملات الرقابية والتفتيشية من مفتشى الوزارة ومباحث التموين وجهاز حماية المستهلك على الأسواق، فما زالت الأزمة الشرسة تضرب سوق اللحوم، وهو ما يقوده الببلاوى وفريقه إلى الفشل. نقص المعروض وكشف تقرير صادر عن الغرفة التجارية أن أسعار لحوم الأضاحى حققت ارتفاعا يتجاوز 25% منذ عام 2011 حتى الآن، خاصة فى شهر أغسطس، حيث بلغ سعرها 70 جنيها فى غالبية المناطق الشعبية، بينما ترتفع الأسعار إلى 80 جنيها فى الأماكن الراقية أو الأحياء المميزة. وأرجع التقرير ارتفاع الأسعار فى هذا القطاع إلى نقص فى المعروض من الثروة الحيوانية، بسبب صعوبة الانتقال من محافظات الصعيد إلى القاهرة بعد فقدان الحالة الأمنية، وتوقف مربى الماشية عن نقل أى حمولات إلى مختلف المحافظات، تخوفا من سرقتها وتعرضهم للخسائر بآلاف الجنيهات، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار فى الأسواق. اللحوم المستوردة وأوضح انخفاض أسعار اللحوم والكبدة المستورة "المجمدة" خلال الفترة ذاتها رغم استمرار أسعار صرف الدولار المرتفعة فى السوق السوداء، ويرجع السبب الرئيسى فى هذا الانخفاض لتوقف غالبية الفنادق والمطاعم السياحية عن شراء اللحوم، بالإضافة للتظاهرات والاعتصامات وحظر التجوال, وقيام التجار ببيع الكميات المتراكمة من اللحوم المستوردة فى الثلاجات. وبلغ سعر الكندوز المجمد 29 جنيها، وكباب الحلة البرازيلى 30 جنيها للكيلو، والبتلو 33 جنيها، والكبدة 16 جنيها, حيث اتجه غالبية التجار ومستوردى اللحوم لتخفيض أسعارها لتحريك السوق، والتغلب على حالة الركود الشديد التى تسيطر على غالبية قطاعات السوق. "كلنا جعانين".. هذا الارتفاع المتوحش فى الأسعار عامة وأسعار اللحوم، خاصة دفع المواطنين إلى تدشين حملة على الفيس بوك وتويتر تحت مسمى "كلنا جعانين"، وطالبت الأهالى بمقاطعة شراء اللحوم البلدية بسبب ارتفاع أسعارها، وللحد من جشع تجار الماشية والجزارين، ودق ناقوس خطر للحكومة لكى تتحرك تجاه الانفلات غير المبرر لأسعار كافة السلع والمواد الغذائية. ودعت الحملة المواطنين إلى تربية الطيور والدواجن بالمنازل، للحد من عمليات الشراء أو شراء الأسماك، كما طالبت الحملة الحكومة بتفعيل الرقابة التموينية على الأسواق وتطبيق القانون على التجار الجشعين. وطالبت الحكومة بتنفيذ قراراتها بمنتهى الحسم؛ حفاظا على حق الفقراء الذين يمثلون أغلب فئات الشعب، خاصة أننا مقبلون على عيد الأضحى. ركود تام رصدنا الأزمة عن قرب وانتقلنا إلى السوق، فيقول يوسف السيد -صاحب محل جزارة بباب الشعرية-: إن أسعار اللحوم هذا العام مرتفعة جدا عن العام الماضى, على الرغم من ضعف الإقبال غير مسبوق للمواطن على الشراء, وأرجع السبب إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والركود العام. على فرج جزار آخر، يؤكد أن أسعار اللحوم ارتفعت بصورة كبيرة، حيث إن سعر اللحم الضانى فى محلات الجزارة وصل إلى 75 جنيها، أما سعر اللحم البتلو وصل إلى 90 جنيها، موضحا أن سبب الغلاء يرجع إلى غلاء وسيلة النقل؛ لأن بعض المواشى تجلب لنا من الصعيد فيضطر التاجر إلى غلاء المواشى، فنضطر إلى رفع سعر اللحوم على المواطنين. وتوقع أحد الجزارين أن يتجه المستهلكون إلى شراء الدواجن فى عيد الأضحى؛ لرخص ثمنها فى مقابل اللحوم الحية والمستوردة، مرجعا الأزمة إلى عدم الاستقرار الأمنى الذى تشهده البلاد.