يلتقي اليوم الخميس في إسلام آباد قادة أحزاب المعارضة الباكستانية التي حصدت أغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية. ويناقش الزعماء تشكيل حكومة ائتلافية وسط تكهنات بأنها قد تجبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف على الاستقالة من منصبه. ومن المتوقع أن يلتقي زعيم حزب الشعب الباكستاني بالوكالة آصف زرداري مع زعيم حزب الرابطة الإسلامية-جناح نواز شريف للتباحث في أسس تشكيل الحكومة الجديدة بعدما فاز الحزبان بأكبر حصة من أصوات الناخبين الباكستانيين في الانتخابات. الإطاحة بمشرف وأعلن رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف في وقت سابق أن هدفه هو الإطاحة بالرئيس مشرف الذي انقلب عليه ونفاه خارج البلاد عام 1999. من جانبه قال آصف زرداري إنه يريد أن يشكل حكومة مع حزب الحركة القومية المتحدة وهو حزب إقليمي صغير شارك في الحكومة السابقة ومعروف بارتباطه بالرئيس مشرف. واستبعد زرداري أن يتولى منصب رئيس الوزراء. وقال زرداري إن حزبه سيختار مرشحا آخر لقيادة الائتلاف الحكومي الذي يتوقع أن تشكله الأحزاب المعارضة. ويعد زرداري شخصية مثيرة للجدل في باكستان، إذ قضى بضع سنوات في السجن بتهم الفساد المالي، كما أنه ليس عضوا في البرلمان، ما يعني أنه غير مؤهل لتولي منصب رئاسة الوزراء. لكن البعض في الأوساط السياسية الباكستانية لا يستبعد أن يصير زرداري عضوا في البرلمان بعد إجراء انتخابات فرعية. وجاءت تصريحات زرداري بعد لقائه بأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين راقبوا الانتخابات الباكستانية والسفيرة الأمريكية في إسلام آباد, كما تأتي كخلاصة لاجتماع لقيادة الحزب خصص لبحث رؤيته للفترة المقبلة. وقال زرداري الذي خلف زوجته بينظير بوتو في زعامة الحزب إنه ذاهب إلى اجتماعه مع شريف بهدف إيجاد حلول لمشاكل باكستان، وأوضح أن البرلمان سيقرر أي رئيس يمكن العمل معه أو أي رئيس لا يمكن العمل معه. وأيد شريف إعادة القضاة الذين أقصاهم مشرف عندما أعلن حكم طوارئ لمدة ستة أسابيع يوم 3 نوفمبر الماضي. وقال زعيم حزب الرابطة الإسلامية الذي جاء في المرتبة الثانية بعد حزب بوتو إنه ليست هناك فرص لإظهار أي مرونة حول مسألة إرجاع القضاة إلى عملهم. اتفاق المعارضة خطر على مشرف ويتوقع محللون أنه في حال اتفاق زرداري وشريف في مباحثات اليوم فإن ذلك سيشكل خطرا على المستقبل السياسي للرئيس مشرف الذي قد يترك السلطة طواعية أو يجر البلاد إلى مزيد من الأزمات، خصوصا أن البرلمان الجديد قد يسعى إلى إسقاطه على أساس أنه انتهك الدستور عندما فرض حكم الطوارئ. من جهة أخرى يقول محللون إن آمال الرئيس مشرف منعقدة على فشل لقاء أحزاب المعارضة والذي يمكن أن يحدث بسبب تاريخ من العداء وانعدام الثقة بين حزبي الشعب والرابطة الإسلامية جناح نواز شريف. يذكر أن الرئيس الباكستاني أكد أمس أنه غير مستعد للاستقالة رغم الخسائر التي مني بها في الانتخابات العامة هذا الأسبوع. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قال من جهته إن الانتخابات في باكستان نزيهة وانتصار للشعب وأنه يأمل أن يكون المسئولون المنتخبون حديثاً أصدقاء للولايات المتحدة. كما أعلنت المفوضية الأوروبية استعداد أوروبا للمساعدة في العملية الديمقراطية بباكستان.