form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" enctype="multipart/form-data" method="post" action="/mail/InboxLight.aspx?n=750072495" div id="mpf0_readMsgBodyContainer" class="ReadMsgBody" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);" تتأرجح فكرة السلمية لدى النخب الشريفة في مصر، فهم مابين مواصلة التظاهرات والاعتصامات السلمية حقناً للدماء وكسباً للتعاطف الدولي، والتفكير في الانتقال للمواجهة الميدانية ابتداءً بالعصيان المدني الموسع – وقد بدأت بوادره – إلا أن طول فترة الاعتصامات والتصعيد الذي ينتهجه الانقلابيون والتباين في المعاملة بين أفراد الشعب هو من يحدد استمرارية السلمية أو الانتقال للمواجهة النوعية. لاشك أن الوضع الحالي في مصر يعتبر فتنة واضحة حيث القتل العشوائي والمنظم، و التلاعب بدستور مصر – رغم أنه وضعي – ليتم التدليس على الناس بقول أن شريعة الدولة هي الاسلام والهوية علمانية أو العكس، أم أن الفتنة في نظرهم هو المطالبة السلمية بعودة الشرعية والشريعة للحكم وحيز التنفيذ، قال تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}. كل تلك الشواهد تدل على أنها "فتنة" والفصل (والأصل) في القول للعلماء الأجلاء، رغم ذلك سكت منهم الكثير وتقوقعوا والباقون أصابتهم ضبابية غير متوقعة، وهذا من الظلم الظاهر للنفس وللغير، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "قال الله تعالى {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} ولوى لسانه: أخبر بالكذب، وأعرض: سكت وكتم الحق، والساكت عن الحق شيطان أخرس". بعد المجازر التي حصلت وتجاوز الخطوط الحمراء لحكومة الانقلابيين على الصعيد الديني والإنساني والقانوني، سارعت هذه الحكومة الغاصبة بلف عجلة التاريخ قسراً حتى أنها أفرجت عن المتهمين بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير وإعادة الهاربين للخارج خوفا من المحاكمات من رجال المخابرات وقيادات جهاز أمن الدولة المنحل ورفع التهم عن الرئيس المخلوع حسني مبارك واحدة تلو الأخرى. في المقابل بدأت في محاكمة الرئيس محمد مرسي (المخطوف) وقيادات جماعة الإخوان بتهمة التحريض على القتل، ولم يسلم المعتصمون من السجن والتنكيل رغم أن الاعتصام حق مشروع كفلته القوانين والأنظمة، ويدندن عليه مدعو الحرية من الليبراليين والحقوقيين وغيرهم وقت حاجتهم له فقط. أعتقد أن الوضع تجاوز مرحلة التأزم وهنا أعني تأزم الحلول وليس تأزم الوضع العام، فالوضع العام غير واضح رغم التفاؤل، تقرأه لصالح الانقلابيين في أخبار الصباح ويعود لصالح المطالبين بالشرعية مع أول خبر عاجل عن اعتصامات جديدة أو أفكار جديدة كما حدث في أكثر من موقف وكان أخرها فكرة اعتصام المترو التي نجحت وزعزعت الانقلابيين مجددا. تأرجح النخب والموقف الباهت للكثير من العلماء من الانقلاب الصريح والفتن المصاحبة له، شكل أحد أهم مصادر القوة للانقلابيين وتهديد للمطالبين بالشرعية والديمقراطية خصوصاً في المرحلة الأولى للانقلاب ومرحلة فض اعتصام رابعة والنهضة، وهو ما جعل مصر وشعبها بين مطرقة الانقلابيين وسندان استجداء أمريكا و الغرب. على الرغم من ذلك إلا أن استمرار الضغط بالتظاهرات السلمية والعصيان المدني المتدرج وتطوير أشكاله ضرورة في هذه المرحلة التي يغلب عليها طابع الاختناق الاقتصادي لحكومة الانقلابيين، ويجب مساندة هذا الضغط بما يشتت شملهم ويشل تفكيرهم وخصوصا في الجانب الاقتصادي والأمني. من ذلك تغيير الخطط مع كل مستجد داخلي أو خارجي والبحث عن الحلول الممكنة وإيجاد البديل الأمثل للتعامل مع حكومة الانقلابيين، وعلى سبيل المثال فمحاولة العودة للاعتصام في رابعة أو النهضة وغيرها يعتبر خطأ استراتيجي حالياً للتواجد الأمني المكثف والتحكم التام على الخدمات في تلك المناطق، ولا يمنع من استخدامها في حال تغيرت الاحوال أو بدأت موازين القوى في التغير. وهذه بعض الأفكار السريعة كان الهدف منها تهييج المشاعر وتحريك العقول لطرح الأفكار العملية ومن ثم التحرك السريع لكل النشطاء على جميع الأصعدة وفي جميع المواقع ومنها التظاهر في يوم 21 سبتمبر القادم: 1. إنشاء حسابات كثيرة جداً في برامج التواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيره من برامج الفيديو مابين حسابات شخصية وأخرى جماعية لتنشط جميعها في نشر نشاطات الثورة وتوجيه المطالبين بالشرعية، وفضح الانقلابيين والتعريف بهم وبخططهم وكل تجاوزاتهم. 2. إنشاء قاعدة بيانات لرجال الأعمال وشركاتهم المساندة للانقلابيين من مسلمين واقباط وعلمانيين وليبراليين وكل الطوائف والفئات دون استثناء، وتشمل أيضا كل منتجات القوات المسلحة، ومن ثم المقاطعة التامة والمستمرة وذلك كفيل بزعزعة الوضع الاقتصادي العام وسوف يؤثر ذلك على الجيش وأفراده المحبطين من عدم رفع الرواتب، وكذلك سيؤدي لخروج البعض من لعبة دعم الانقلابيين خوفاً على مصالحهم. 3. تداول القيادة بين الشباب على مجموعات كثيرة جدا يصعب ملاحقتها وتتبعها، وانتشار التجمعات الاعتصامية في جميع المدن والمحافظات في كينونات صغيرة لا تتعدى الألاف حسب حجم الموقع ليصعب على الجيش والأمن تغطية جميع المواقع. 4. يجب على جميع المشاركين في التظاهرات – الاعتصام السلمي حاليا – المشاركة بنشاط إعلامي للتوثيق والتحفيز كالتصوير بالكاميرات وأجهزة الهاتف النقال والكتابة على الألواح والأوراق ورفع شعار رابعة وكل مايدل على (المقاومة) واحضار مكرفونات لترديد الهتافات التي من شأنها شحن همم المعتصمين وتسريب الإحباط للانقلابيين المخنوقين مادياً ومنبوذين دولياً – مع التحفظ على البهرجة الإعلامية الأمريكية والاوروبية – . 5. تجهيز خطة لكل أسرة لتزود من جميع الاحتياجات ثم البدء في المقاطعة التجارية، وخلال تلك المرحلة على الجميع التصبر والمرابطة فهم في جهاد ضد الخونة والمنافقين، ونشر ثقافة الاحتساب في سبيل الله والتأسي بالصحابة وتذاكر قصص المقاومة ضد الاضطهاد في التاريخ البشري، ومصر مدرسة في ذلك ولها باع وتاريخ مشرف في النضال. 6. عدم دفع رسوم الخدمات بشكل متقطع أو بدفع أجزاء من الفواتير حتى لا تنقطع الخدمات الأساسية، وبناء لحمة شعبية حقيقية بمساندة الجيران وسكان الحي في حالات انقطاع الخدمات، ومساعدة الفقراء والأرامل والأيتام. 7. التدرج بعد ذلك في الانقطاع عن العمل في الدوائر السيادية ثم الخدمية حتى تشمل جميع القطاعات الهامة، ولا شك أن تطبيق هذه الفكرة سيؤدي لموجة من الاعتقالات لكنها ستنتهي بمجرد مواصلة الانقطاع عن العمل، لأن الإعداد سوف تكون أكبر من طاقة معتقلات الانقلابيين والسجون الجديدة المزعومة. 8. تعميم فكرة اعتصام المترو لتشمل جميع المدن والمحافظات لجميع أنواع المواصلات بخطة محكمة ومراعاة التوقيت والتاريخ والمكان فالتنظيم والتخطيط الجيد أساس كل نجاح. 9. على جميع العاملين في السلك القضائي والمحامين الشرفاء التعاون مع المحامين في الخارج بتزويدهم بالمعلومات والمشورة اللازمة لرفع قضايا متعددة حول الانقلاب وكل تجاوزاته، ونشر المطالبات على مستوى الجمعيات الحقوقية والمحافل الدولية والقنوات الفضائية والصحف العالمية والإقليمية. 10. تشكيل حكومة ظل مرتبطة بالحكومة الشرعية والتعاون مع المعارضة الداخلية والخارجية (بحذر) استعدادا لما بعد فشل الانقلاب واستعادة الشرعية، التي هي أساس القضية وتسترد الحقوق الأخرى بعدها ليتم محاسبة كل من شارك في الانقلاب أو التجاوزات التي صاحبته أو لحقت به مثل القتل والسجن والاضطهاد وممارسة العنف وترويع الأهالي وتفاقم الأزمة الاقتصادية وكذلك التحايل على هوية الدستور والدولة. 11. المحافظة على جميع الصلوات بالقرب من المساجد المقفلة حتى لو تم تعطيل السير، لان ذلك يربك الانقلابيين في تنظيم المواصلات والخدمات ويقوي الصلة بالله فيقذف الرعب في قلوب المنافقين. 12. يجب على الجميع تحري الصدق والدقة في جمع المعلومات وتوثيقها، ونشر كل أفعال الانقلابيين سواء الرسميين أو المتعاونين والمأجورين لأن في ذلك تثبيط لعزائمهم وزرع الخوف عند "البلطجية" من المحاسبة مستقبلا، وعدم التهاون في النشر والمشاركة بقدر الاستطاعة. 13. مواجهة الانقلابيين بالصمود والصبر على تبعات كل الخطوات السابقة فهذه المرحلة هي "جهاد" وليست "اعتصام". خاتمة: الاقتتال بين الطوائف والحروب الأهلية وجميع أشكال الإمبريالية والديكتاتورية والاستعباد نهايتها انتصار الحق، والأزمة المصرية الحالية هي حرب بين الإسلام والكفر مهما حاول البعض التلبيس والخداع فما هي إلا ردة وكفر، فلا توقعات ولا تخمين في مثل هذه الحروب فالنصر للمسلمين من عند الله ولو بعد حين، قال تعالى {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}. والله أعلم *كاتب في جريدة البلاد السعودية رئيس تحرير صحيفة المقال الإلكترونية