اتحاد صحفيى شمال سيناء: لا توجد سجون تتسع للكلمة الحرة مسعد أبو فجر: جرائم القوات المسلحة لم يعلن عنها لغياب الشفافية والإعلام الحقيقى الحيادى واصل جيش كامب ديفيد حربه الضروس ضد أهالى سيناء،بهدم منزل الشيخ إبراهيم المنيعى رئيس اتحاد قبائل سيناء، الذى كشف جرائم الجيش خلال حملته على المواطنين بقرى جنوب الشيخ زويد ورفح، عبر اتصال هاتفى مع قناة الجزيرة، مؤكدا أنهم يتبعون سياسة الأرض المحروقة ضد أهالى سيناء ويقتلون الأطفال والنساء والعجائز. ولم تكتف ميليشيات جيش كامب ديفيد بهدم منزل المنيعى فقط، لكنها هدمت أيضا منازل أبنائه وأخوته، فضلا عن ديوانه الخاص والذى كان يستقبل فيه المتضررين الذين فقدوا منازلهم جراء القصف والهدم، واستعملت ميليشيات السيسى فى هدم المنازل مجموعة من البراميل المتفجرة التى ساوت المنازل بالأرض! يذكر أن جيش كامب ديفيد قد بدأ بعد الانقلاب العسكرى على الرئيس محمد مرسى فى الثالث من يوليو الماضى، حملة أمنية فى شبه جزيرة سيناء أسفرت عن هدم عشرات المنازل وقتل عشرات المدنيين العزل فى سيناء، بزعم مكافحة الإرهاب، فيما كشف رءوساء القبائل أن ميليشيات الانقلاب تستهدف أهالى سيناء ولم تقترب حملاتها الأمنية من أوكار الجماعات المسلحة على الإطلاق. من جهة ثانية، كثفت قوات جيش كامب ديفيد مداهماتها الأمنية بسيناء، وكان آخرها ما شهدته قرية التلول غرب العريش بشمال سيناء، وأفادت مصادر أمنية بأن حملة أمنية بالمدرعات ومروحيات الأباتشى توجهت إلى قرية التلول غرب مدينة العريش، لتسفر الحملة عن مصادرة كميات من شباك الصيد ومعداته غير المرخصة! فيما تلقت الصحافة المصرية بشمال سيناء صفعة أمنية جديدة، حسبما وصف بيان اتحاد الصحفيين والمراسلين بشمال سيناء بعد اعتقال صبرى خالد وعزة مغاورى الصحفيين بجريدة الشروق بالعريش. ودان الاتحاد بشدة ما تعرض له الزميلان صبرى خالد المصور بصحيفة الشروق، والزميلة عزة مغاورى المحررة بنفس الجريدة خلال وجودهما فى مقر إقامتهما فى فندق بمدينة العريش وإلقاء القبض عليهما بشكل منافللأخلاق والأعراف والقوانين، بل والتشهير بهما أمام المارة، وإلقاء كارنيه نقابة الصحفيين الخاص بالزميلة والاستهزاء به باعتباره لا يصلح سوى فى القاهرة، وكأن سيناء باتت تحت حكم وقوانين غير مصرية، وبعد ذلك يفرج عن الزميلين بكلمات اعتذار واهية لا ترد كرامة ولا تعترف بخطأ لأنها ضمنت عدم محاسبتها على الأخطاء التى ترتكبها يوما بعد يوم. ويهيب اتحاد الصحفيين والمراسلين بشمال سيناء، كل الصحفيين والمراسلين الأحرار بالوقوف صفا واحد خلف حرية الصحافة وكرامة الصحفيين والعاملين بالمهنة لاسترداد حقوقهم ومحاسبة من تجاوزها بالانتهاكات والقمع، مؤكدين أنه لا توجد سجون تتسع للكلمة الحرة. وفى إطار حملات الحصار المفروض على أهالى سيناء، أكد فتحى جمعة راشد، مدير مديرية التموين والتجارة الداخلية بشمال سيناء، أن المحافظة لم تستلم حصة الأرز التموينى للبطاقات عن شهر سبتمبر، مشيرًا إلى أنه تم استلام 235 ألف كيلو زيت من إجمالى 402 ألف. وقال «راشد»: إن نسبة العجز فى السكر تصل إلى 150 طنًا من إجمالى 550، لافتًا إلى استكمالها خلال الساعات القادمة بالتنسيق مع قيادات الوزارة لتوفير جميع المقررات لمستحقى الدعم من مواطنى سيناء. فى هذه الأثناء، كذب الناشط السيناوى وعضو لجنة الخمسين مسعد أبوفجر، المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة، أحمد على، حول عدم وجود استهداف لمدنيين فى العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة فى سيناء. وقال «أبو فجر»: إن هناك بالفعل استهدافا لمدنيين، وإن الصور التى نشرت على مواقع الإنترنت صحيحة، وهى لأشخاص ليس لهم علاقة بالإرهاب، وإن ما يحدث فى سيناء تجاوزات كبيرة ووحشية لا يمكن القبول بها، على حد قوله. وأكد أبو فجر أنه لديه أنباء موثقة عن تعمد دبابة للقوات المسلحة بدهس مواطن سيناوى تحت الجنازير، مضيفا أن هناك جرائم لم يعلن عنها نظرا إلى غياب الشفافية وعدم سماح القوات المسلحة بوجود إعلام حقيقى وحيادى بتلك المنطقة. وذكر فجر أن ما يقوله المتحدث العسكرى يعبر عن وجهة نظره هو، ويدافع به عما أسماه «مصالحة»، ولكن ليس هى الحقيقة على الأرض وطالب بضرورة السماح بدخول وسائل الإعلام لنقل الحقيقة، وقال لا يمكن إخفاء الحقائق عما يحدث فى سيناء، وخصوصا تلك الجرائم البشعة التى ترتكب. وفى المقابل، نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن مصادر أمنية فى مطار القاهرة الدولى أن مبعوثا إسرائيليا وصل إلى القاهرة فى زيارة استغرقت عدة ساعات، التقى خلالها مع مسئولين أمنيين كبار قبل عودته إلى تل أبيب، مشيرة إلى أن الجانبين تطرقا إلى التطورات الحالية فى سيناء خاصة فى «المنطقة ج» التى تتطلب وجود قوات الجيش المصرى فيها تنسيقا مع الجانب الإسرائيلى وفقا لاتفاقية السلام المبرمة قبل نحو 30 عاما بين البلدين. فى غضون ذلك، قال المتحدث العسكرى لجيش كامب ديفيد، فى تصريح لقناة العربية السعودية، إن الجيش الأمريكى حليف لنظيره المصرى، والاتصالات بينهما شبه يومية وهناك تنسيق دائم بين كلا الجيشين، مؤكدا أن علاقة التعاون العسكرى بين وزارتى الدفاع المصرية والأمريكية هى علاقة استراتيجية تاريخية طويلة، ولم تنقطع أبدا ولم تتأثر بالأحداث الجارية. وأوضح المتحدث العسكرى أن الولاياتالمتحدة هى التى أمد الجيش المصرى بأجهزة الكشف عن الأنفاق فى الماضى، وما زالت القوات المسلحة المصرية تعمل بها حتى الآن. وفيما اعتبر دليلا كبيرا على التطبيع العسكرى بين جيش كامب ديفيد بقيادة السيسى وجيش العدو الصهيونى، قال على إن هناك اتصالا وتنسيقا مع إسرائيل حول وجود القوات المسلحة المصرية فى سيناء تنظمه الاتفاقية الأمنية بين البلدين، «وليس هناك دولتان متجاورتان ليس بينهما تنسيق لحماية أمن حدودهما، وما يحدث ليس تهديدا لمصر فحسب، وإنما للمنطقة بالكامل (يقصد إسرائيل)»، منوها فى الوقت ذاته إلى أن تعديل اتفاقية كامب ديفيد غير مطروح الآن، وأن ما يشغل الجيش المصرى هو تطهير سيناء مما أسماه الإرهاب. جدير بالذكر أن محلل الشئون المخابراتية والاستراتيجية فى صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية «يوسى ميلمان» كشف النقاب عن أن جهاز الأمن العام (الشاباك) أسس مؤخرا وحدة خاصة باسم «وحدة سيناء»، يقودها عميد، وتعمل فى إطار المنطقة الجنوبية، وتركز عملها فى شبه جزيرة سيناء بهدف إحباط العمليات الإرهابية. وأوضح أن سيناء كانت هدفا لشعبة المخابرات العسكرية (أمان) بعد توقيع معاهدة السلام، وعودة سيناء إلى مصر، واستمر ذلك الوضع حتى قبل عدة أعوام، حين انتقلت إلى «الشاباك»، مضيفا أنه رغم توقيع معاهدة السلام، والتعاون المخابراتى المثمر بين مصر وإسرائيل فى عصر حسنى مبارك، فإن مصر وجيشها، الذى بقى أكبر وأقوى الجيوش العربية، ظلا هدفا للمخابرات الإسرائيلية.