يواصل الاقتصاد المصرى نزيف الخسائر مع الأحداث التى تمر بها البلاد وشهد قطاع السياحة تضررا كبيرا، فقررت شركة «توى» الألمانية أكبر شركة للسياحة فى أوروبا إلغاء جميع رحلاتها إلى مصر حتى 15 من أكتوبر المقبل. ويأتى قرار الشركة على عكس منافستيها «دير توريستك» و«توماس كوك» الألمانيتين اللتين أعلنتا منذ أيام عزمهما إعادة برامجهما السياحية إلى مصر اعتبارا من 30 سبتمبر الجارى. وذكرت شركة «توى» أنه لم يتضح بعد متى ستغير الخارجية الألمانية تقديراتها بشأن السفر إلى مصر، وإلى الآن توصى السلطات الألمانية بعدم السفر إلى مصر. ويشمل قرار«توى» شركات أخرى تابعة لها، وهى «1-2 فلاى» و«آير تورز» و«ديسكاونت ترافل». ولم يتضح بعد موقف شركة «ألتورز» الألمانية للسياحة من برامجها لمصر، حيث تلغى الشركة حتى الآن جميع رحلاتها إلى هناك حتى نهاية الشهر الجارى. أما شركتا «إف تى آى» و«شاوينزلاند» فلا تزالان تعرضان رحلات سياحية إلى المناطق المطلة على البحر الأحمر فى مصر. جدير بالذكر أن العديد من الحكومات الأوروبية طلبت من السياح الابتعاد عن منتجعات البحر الأحمر، ما دفع الكثير من شركات السياحة إلى وقف الرحلات إلى مصر بعد الانقلاب العسكرى الذى عزل الدكتور «محمد مرسى» فى الثالث من يوليو الماضى. ونصحت هيئة السياحة الروسية (روستوريزم) الشهر الماضى الشركات المنظمة للرحلات بالتوقف عن تنظيم رحلات سياحية إلى مصر ورد الأموال إلى العملاء. وتراجع عدد السياح بمصر إلى 9.5 ملايين عام 2011 قبل أن يرتفع عددهم إلى 11.2 مليونا عام 2012، وزاد عددهم بالأشهر الخمسة الأولى من 2013 بنسبة 12% مقارنة بالعام السابق. وفى الشأن ذاته، كشف حسن عزيز، رئيس الاتحاد المصرى للنقل الجوى، عن حجم خسائر شركات الطيران الخاصة والذى وصل إلى 100 مليون دولار، وما يقرب من 23 شركة مصرية وعالمية قامت بتصفية أعمالها بالسوق المحلية مؤخرا، بالإضافة إلى توقعات بإغلاق 3 شركات خلال الفترة الراهنة. وحذر «عزيز» -فى حوار له بجريدة المال- أنه فى حال استمرار تعنت مسئولى وزارة الطيران وإلحاق الأضرار بالشركات الخاصة نتيجة الممارسات الاحتكارية ستقوم هذه الشركات بتحجيم نشاطها، وتسريح العمالة لعدم القدرة على دفع الرواتب، واللجوء إلى القضاء المصرى ومخاطبة الدولة. ولفت إلى أن الركود السياحى أدى إلى إلغاء المشروع الذى كانت الشركة التى يترأسها بصدد إنشائه وهو فتح خطوط منتظمة بين مدينتى الغردقة وشرم الشيخ وموسكو بروسيا؛ إذ إنها من أكبر الدول المصدرة للسياحة لمصر وتبلغ 4 ملايين راكب سنويا، ولكن نتيجة الأحداث الجارية والخسائر التى تكبدتها الشركة توقف المشروع. يذكر أن «الاتحاد المصرى للنقل الجوى» يشارك فيه نحو 40 شركة وطنية خاصة.