قال الخبير والباحث السياسي علاء بيومي إلى أن سياسات القمع وسحق المعارضة التي يتبعها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ستؤدي لنتائج سيئة على مستقبل مصر السياسي، يتمثل في عزوف الكثيرين من أبنائها عن العمل السياسي، بالإضافة إلى اتجاه آخرين التشدد وربما العنف. وقال بيومي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن العمل السياسي ليس بكل هذه التكلفة في الدول المحترمة، المتظاهر أو المعارض لا يتم سجنه أو تعذيبه أو اعتقاله، معتبرا أن العمل السياسي في الدول المحترمة سهل للغاية، القوانين واضحة والمعارض يحترم ويتم التعاون معه والاستجابة لمطالبه. وأضاف أن ما يحدث في بلادنا تهريج أو عبث سياسي لن يؤدي إلا إلى "تطفيش" كثيرين من العمل السياسي و"راديكالية" أو "تشدد" من يتبقى. ويرى الباحث أن مبارك أو السيسي كان أمامهم اختيارات كثيرة للتعامل مع معارضيهم، ولكنهم أصروا على أسوأ الخيارات وأكثرها تشددا، فالسيسي لم يكن مضطرا "لسحق معارضيه" في الشوارع، وفي النهاية لن يؤدي ذلك إلا إلى مزيد من "تطفيش" بعض أصحاب الخبرات غير الراغبين في تحمل التكلفة الباهظة للغاية للعمل السياسي، أو "تشدد" من يتبقى في ظل الضغط المستمر من النخب الحاكمة العلمانية المتشددة، ومن أمثال السيسي والببلاوي وغيرهم. ويخلص بيومي في تدوينته إلى أن النتيجة هي أن بلادنا تخسر بعض أفضل أبنائها هذا أولا، وتدفع دفعا نحو التشدد والراديكالية وربما العنف بسبب موقف أصحاب السلطة الذي يبادر ويبدع في استخدام التشدد والراديكالية والعنف، وهذا ثانيا، متسائلا: كيف نكسر هذه الدائرة المهلكة، كيف نبطل سياسات التطفيش والتشدد التي يتبعها السيسي وأعوانه؟