تظاهر آلاف الفلسطينيون من سكان قطاع غزة ليل الأحد في الشوارع احتجاجاً على قيام سلطات الاحتلال الصهيونية بتنفيذ قطع جزئي للتيار الكهربائي وشحنات الوقود. وبموجب هذا القطع أصبحت مناطق غزة تتلقى إمدادات الكهرباء خمس ساعات فقط في اليوم، الأمر الذي يعيد للأذهان أزمة الكهرباء التي عاشها القطاع قبل أسابيع قليلة. مسيرة بالشموع وبدأت التظاهرة التي نظمتها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، مساء الأحد ضمن سلسة فعاليتها بمسيرة للشموع، شارك فيها المئات من الأطفال والكبار وحمل آلاف الأطفال الذين تجمعوا من كافة مناطق مدينة غزة، وتجمهروا قرب مقر السرايا الحكومي وسط شارع المختار غرب مدينة غزة، العلم الفلسطيني، وشموعهم الصغيرة، أضاءوها متحدين الظلام بسبب قطع الاحتلال الصهيوني كهرباء القطاع، عبر تقليص كميات الوقود المزودة لمحطة الكهرباء الوحيدة. ورفع المشاركون اللافتات المنددة بالحصار باللغتين العربية والإنجليزية، مطالبين العالم الحر والعالمين العربي والإسلامي بالعمل لكسر الحصار، وفتح المعابر المغلقة في وجع الفلسطينيين، كما عزفت الفرقة الأناشيد المشيدة بصمود الفلسطينيين في وجه الحصار. وردد المحتشدون شعارات منددة بالصمت العربي والدولي إزاء ما يحدث في القطاع، وهتفوالا لحصار غزة، ستنتصر غزة وينكسر الحصار، الحصار من خلفكم والبحر من أمامكم، نريد أن نعيش مثل أطفال العالم. مشاركة الفصائل وشارك في التظاهرة عدد من رجال فصائل المقاومة الفلسطينية، كما شارك المهندس جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار والنائب المستقل في المجلس التشريعي المواطنين غضبهم على هذا الحصار، وحمل شمعة تحدياً للظالم وتأكيداً على صمود الشعب بكافة مستوياه وأطيافه وأحزابه في وجه الاحتلال. وشدد الخضري، على أن الحصار والإغلاق وقطع الكهرباء ما زال متواصلاً، داعياً المواطنين إلى الصبر، وقال: نضيء شمعة ولا تنكسر الإرادة. ومضى الخضري يقول أمام مئات المحتشدين: قضيتنا ليس الحصار وإنما قضية تحرر لنيل الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال. وأشاد الخضري بالتحرك الشعبي التضامني في العديد من الدول العربية والغربية مع قطاع غزة، لكنه طالب بضرورة تواصل وتفعيل هذه النشاطات في مختلف دول العالم، لكشف آثار الحصار، والتضامن مع الشعب في غزة. حملة صهيونية وتأتي عملية قطع الكهرباء ضمن حملة التصعيد الصهيونية التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ،والتي يزعم أن هدفها احتواء إطلاق صورايخ المقاومة الفلسطينية على جنوب الأراضي المحتلة. وكانت دعوات صهيونية قد تزايدت لتصفية المقاومة ورموزها ،وعلى رأسهم إسماعيل هنية،كما دعا الصهاينة أولمرت بشن حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة. فقد وصلت مطالب وزراء صهاينة إلى حد المطالبة باغتيال رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية. واعتبرت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني أن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين مستحيل طالما بقيت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحكم غزة. وقال وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك صباح أمس أثناء زيارته لسديروت حيث استقبل بهتافات معادية، سنواصل مهاجمتهم، دون أن يوضح ما يعنيه. في حين دعا وزير الإسكان الصهيوني زئيف بويم الأحد إلى إمكانية تصفية هنية، واعتبر ذلك جزءا مما سماه قواعد الحرب. من جهته قال حاييم رامون نائب رئيس الحكومة لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن كل المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر فيما وصفه بجرائم الحرب ضد مدنيين (صهاينة) مستهدفون من قبل الجيش الإسرائيلي. أما وزير الداخلية مئير شتريت فذهب للتهديد بجرف أي قطاع في غزة تنطلق منه صواريخ ضد الإسرائيليين، وأضاف في تصريح للإذاعة العسكرية الصهيونيية لا بد من تحذير السكان الفلسطينيين ليغادروا منازلهم ثم الدخول وجرف الحي تماما. عندها سيفكرون مليا قبل إطلاق الصواريخ مجددا. المطالبة باستقالة أولمرت من جانبهم أغلق عشرات من سكان بلدة سديروت الصهيونيية المدخل الرئيسي لمدينة القدس أثناء الجلسة الأسبوعية للحكومة احتجاجا على استمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية على بلدتهم. وقد وصل المتظاهرون إلى مدخل مدينة القدس بسيارات وحافلات للاحتجاج أمام مقر الحكومة، وطالبوا في احتجاجهم باستقالة رئيسها إيهود أولمرت وإيجاد حل لإطلاق الصواريخ من داخل قطاع غزة. استبعاد غير أن رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت استبعد شن عملية عسكرية برية واسعة على قطاع غزة. وقال لا يمكن تجاهل مشاعر سكان سديروت والبلدات المجاورة وشعورهم بالإحباط، نتفهم غضبهم وإنه شعور طبيعي، لكن الغضب لا يمكنه أن يشكل خطة عمل، علينا التحرك بشكل منظم ومنهجي على الأمد الطويل، هذا ما نفعله وسنواصل فعله.