بعد فقدان سلطات الانقلاب سيطرتها علي المحافظات ربما بشكل تام حيث السيطرة التامة للثوار وتسيير المظاهرات اليومية النهارية والليلية التي تتحدي حظر التجول الامر الذي وضع الانقلاب وممثليه في المحافظات في موقف غاية في الصعوبة حيث لا تواجد لقوات الشرطة الا في محافظة او اثنيين وكذلك ابتعاد الجيش عن المواجهة بقي للانقلابيين محافظة القاهرة التي ظنوا زورا وبهتانا انهم سيطروا عليها وارحوا يقاتلون معركتهم الاخيرة بها في محاولة لغلقها تمام وتكتيفها امنيا من كافة الجهات ودليل ذلك التواجد الامني الكثيف للجيش والشرطة في مناطق عديدة الشئ الاخر انهم لم يتورعوا من منع اقامة الصلاة في بيوت الله ومنها مسجد الفتح ورابعة بحجة اعادة صيانتها اما في مسجد التوحيد بغمرةو النور بالعباسية فلا نعرف ما السبب الشئ الاخر تنفيذ حظر التجول بشراسة في مناطق بقلب القاهرة ولم يستثني من ذلك حتي الصحفيين الذين يعفيهم القانون من حظر التجول ومحاولة استبدال كارنيه النقابة بتصريح مسبق من السلطات العسكرية وغيرها من الاجراءات الاخري التي لم تفلح في منع العديد من الفاعليات لحركات سياسية ضد الانقلاب ففي هذا السياق استطاعت طلاب ضد الانقلاب تنظيم وقفة احتجاجية ضد الانقلاب احتجاجا علي اعتقال زملائهم الطلاب ونظمت الوقفة امام وزارة التعليم العالي بشارع القصر العيني وهي منطقة حيوية ولها خصوصية امنية نظرا لقربها من مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشوري وعدد اخر من الوزرات ومثل هذا تحدي لسلطات الانقلاب من ناحية واصرارهؤلاء الشباب علي توصيل رسالتهم مهما كلفهم ذلك من ثمن ونفس الشئ بالنسبة لحركة" صحفيين ضد الانقلاب "حيث نظموا وقفة امام نقابتهم الخميس الماضي وحضرها عدد من معقول الصحفيين بالصحف الحكمومية وغير المحسوبيين علي اي تيار سياسي فضلاء عن زملاء اخرين في صحف حزبية ومستقلة احتشدوا جميعا رفضا لممارسات سلطات الانقلاب ومنددين بمقتل زميلهم تامر عبد الرؤوف بمكتب الاهرام بالبحيرة واصابة الزميل حامد العبد مدير مكتب للجمهورية بدمنهور وتحويله للقضاء العسكري عقابا له لتكذيبه لرواية الجيش لاحداث كما طالبت الوقفة بفتح التحقيق في استشهاد عدد من الزملاء الصحفيين والاجانب اثناء فض لعتصام رابعة وشهدت هذه الوقفة زخما ثوريا واعلاميا كبيرا وكانت بمثابة كسرا وخرقا لمحاولات الانقلابيين منع اي صوت بهذه المنطقة التي تمثل حساسية شديدة لامن الانقلاب حيث قربها من منطقة الاحداث برمسيس والتي حاول الانقلابيين تحزيمها امنيا بقوات ومدرعات ودبابات الجيش والشرطة وكان هذا هو النجاح الحقيقي لهذه الوقفة التي كانت نقلة نوعية ونفسية لمعارضي الانقلاب من وجهة نظري علي الاقل وكذلك تحدي وصفعة لاجهزة امن الانقلاب وما يؤكد ذلك ما قامت بها حركة "شباب ضد الانقلاب " من تظاهرة مميزة ومعبرة ايضا في منطقة وحساسة وهي محطة مترو "الشهداء اي منطقة رمسيس وهذا تحدي من نوع اخر من جانب هؤلاء الشباب حيث كانت التظاهرة علي مسافة بسيطة من مسجد الفتح الذي تحول والمنطقة المحيطة به الي ثكنة عسكرية ايضا هناك فاعلية اخري ومهمة سبقت هذه الفاعلية وهي الوقفة التي نظمها طلاب جامعة القاهرة ايضا ومكان اعتصام النهضة و ما يحمله ذلك من رسائل تحدي الي اجهزة الامن ورسالة له بان هؤلاء الشباب ومن خلفهم الشعب لن يركع رغم القتل والاعتقال والملاحقة وتكميم الافواه والحرب الاعلاميةو غيرها من الحملات الاخري التي يشنها قادة الانقلاب كل هذه الفاعليات وصلت رسالتين الاولي لقادة الانقلاب مفادها لن تقهرونا وان القاهرة سوف تسقط ايضا مثل باقي المحافظات والرسالة الثانية للشعب المصري باننا سوف نكمل المسيرة ولن نتراجع مهما كان الثمن علي الطرف الاخر وفي اماكن اخري بالقاهرة واصل الشعب وسكان العاصمة تحديهم لسلطات الانقلاب ونظم العديد من المشسيرات والتظاهرات في العديد من الاماكن حتي لو وصفت بالاطراف الا انها مهمة ومؤثرة ومربكة ايضا لاجهزة امن الانقلاب اولا تكشف التحدي لحظر التجول في اماكن مهمة مثل المعادي والتجمع الخامس وحلوان ومدينة نصر والمطرية وعين شمس وهي مناطق او بعضها يقع به اماكن ومؤسسات مهمة وهذا يعني ان حظر التجول فشل حتي في القاهرة رغم التكثيف الامني في قلب القاهرة الا ان استمرار الفاعليات والاستجابة لدعوات التحالف الوطني للتظاهر خاصة جمعة "الشهيد " جاءت كالصاعقة علي راس الانقلابيين فبعد حملة الاعتقلات الشرسة علي قيادات الاخوان وبعض قيادات التحالف الا ان الجماهير خرجت باعداد كبيرة ومثال ذلك ما حدث في مسيرة المعادي التي كانت " الشعب " متواجدة بها فقد وصفت هذه التظاهرة بانها تاريخية من قبل عدد كبير ممن شاركوا فيها باعتبار انها الاكبر مع مراعاة ان حي المعادي حي راقي في معظمه وهذا يعني ان جميع شرائح هذا الحي تحركت خاصة اذا عرفنا ان المظاهرة تواجدت لفترة طويلة في اماكن توصف بالراقية بعد ان طافت بالاماكن الشعبية الشاهد ان هذه المسيرة كانت نموذجا لتلاقي طبقات الشعب المصري من ناحية ومكوناته الساسية من ناحية اخري ومؤشر ذلك نوعية الرموز التي شاركت فيها حيث شارك فيها ناشطيين ساسيين معروفيين مثل د محمد شرف عضو جبهة الضمير ودعلاء االروبي نلئب رئيس حزب التغيير فضلا عن صحفيين بالاهرام والمصري اليوم واليوم السابع وحضروا للتضامن وليس للتغطية الصحفية الامر الذي يعكس تمدد واتساع الفريق الرافض للانقلاب ليشمل كافة فئات المجتمع المصري نفس الشئ تقريبا حدث في حلوان التي توصف ب"سويس " القاهرة نظرا لصمودها واستمرارها في الفاعليات مثلمل فعلت محافظة السويس اثناء ثورة يناير وصمودها يومي26و27يناير وللافت ان تظاهرات يوم جمعة الشهيد يمكن ان نطلق عليها المظاهرة المزدوجة بمعني بدات عقب صلاة الجمعة واستمرت طوال فترة ما قبل الحظر ثم اكملت فاعلياتها بعد صلاة المغرب لتكسر حظر التجول رغم الجهد الكبير والعناء الذي تكبده المتظاهرين الا انه كان هناك اصار وتحدي في عيون الثوار وفي نطاق مايمكن ان نطلق عليه تكتيك الكماشة فمن تظاهرات جنوبالقاهرة بحلوان والمعادي كانت هناك في المقابل وعلي الطرف الاخر شمال القاهرة بالمطرية وعين شمس والزيتون والالف مسكن حيث احتشدت العديد من المسيرات التي تحركت من المرج وعين شمس والتحمت ببعضعها مع القادمة من الزيتون والاف مسكن بحيث كونت في النهاية مسيرة حاشدة وكبيرة ولافتة للجميع الامر الذي اصاب جهات امن الانقلاب بالانزعاج الشديد وطافت هذه المسيرة المناطق العديدة ولفترة زمنية طويلة مرددة الهتافات المنددة بالانقلاب ومطالبة بعودة الشرعية والقصاص للشهداء وظلت الفاعليات علي قوتها وحيويتها دون اي محاولة من جانب البلطجية او الامن الاحتكاك بها ربما لاعدادهاالكبيرة ايضا لم يتوقف الامر علي شمال القاهرة بل امتد الي شرقها حيث مدينة نصر والتجمع الخامس حيث خرج الالاف في مظاهرات حاشدة رافعة مطالب التحالف الوطني بعودة الشرعية والافراج عن الرئيس مرسي وعودته للمارسة مهام منصبه وكذلك التنديد بالافراج عن مبارك مما يعني الاجهاز علي ثورة 25 يناير ومطالبين بالقصاص للشهداء ومحاكمة السيسي ومحدمد ابراهيم يتبقي هنا غرب القاهرة ليحكم الثوار والمتظاهرين قبضتهم علي العاصمة ومحاصرتها من الجهات الاربع وهنا يمكن اعتبار تظاهرات شبرا تاتي في سياق انتفاضة الغرب حيث خرجت اكثر من مظاهرة علي مدار اكثر من يوم كما يمكن اعتبار تظاهرات مسجد اسد ابن الفرات الذي لا يبعد سواي مئات الامتار من كوبري قصر النيل مدخل القاهرة من ناحية الغرب الي ميدان التحرير وكذلك تظاهرات مسجدالاستقامة وقربها من كوبري عباس المدخل الي منطقة المنيل والتي تمثل ايضا المدخل الغربي للقاهرة وبالتالي يكون هناك حصار لغرب القاهرة ايضا وبعد استعراض هذه الفاعليات في الجهات الاربع لمدينةالقاهرةجنوبا بحلوان والمعادي وشمالا بالمرج وعين شمس والمطرية وشرقا بمدينة نصر والتجمع الخامس والالف مسكن يمكن القول ان الثوار يحاصرون العاصمة وقواتها الامنية وجيش وشرطة الانقلاب داخل العاصمة وانه عاجلا ام اجلالاسوف يحدث الزحف علي قلب العاصمة والسيطرة عليها ونقل التظاهرات مرة اخري الي التحرير ورمسيس والمناطق الحيوية الاخري مثل دار القضاء العالي والقصر العيني ويتم كسر القبضة الامنية علي العاصمة مثلما حدث بالمحافظات وهذا ما يزعج سلطات الانقلاب ازعاجا شديدا