• دول البلطيق معرضة لأن تُمحى من الخريطة في حال الغزو الروسي لها في ظل الخطط الدفاعية الراهنة للناتو. • تأتي قمة الناتو في مدريد هذا العام بالتزامن مع تنامي التهديدات الروسية لليتوانيا، على إثر التصعيد الليتواني في كالينينجراد الروسية ببحر البلطيق، والتي قد تتسبب في اتساع نطاق الصراع بين الناتو وروسيا. اتفق حلف الناتو على إصلاح مخططاته بالحرب؛ من أجل توفير حماية أفضل لحلفائه بشرق أوروبا، متجاوزًا بذلك مخططاته السابقة التي تسببت في تخلي الحلف عن دول البلطيق وتعريضهم لخطر الغزو الروسي. فقد صرح الأمين العام لحلف الناتو "ينس ستولتنبرج" لصحيفة فايننشال تايمز بأن مخططات الحلف الجديدة سيتم إقرارها في القمة السنوية المنعقدة هذا الأسبوع، وبموجب تلك الخطة سيتم العمل على تعزيز القدرات الدفاعية للجزء الشرقي من الحلف؛ لتحقيق الدفاع الكامل عن أراضي الحلفاء وليس مجرد ردع التهديدات الروسية. وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء الأستوني إلى أن دول البلطيق معرضة لأن تُمحى من الخريطة في حال الغزو الروسي لها في ظل الخطط الدفاعية الراهنة للناتو قبل أن يشن الحلف هجومًا مضادًا لتحريرها بعد (180) يومًا. وبالعودة لتصريحات الأمين العام لحلف الناتو، فقد أشار إلى أن الحلف لن يفصح عن مخططاته العملياتية، إلا أنه أكد أن الحلف عمل على ضمان حماية الدول الواقعة على الحدود الروسية لعقود من الزمان، وأن الحلف بصدد تعديل وجوده وتمركزه في ضوء تقييمه للتهديدات. كما سيتم إقرار "المفهوم الاستراتيجي" للحلف خلال قمته المنعقدة في مدريد هذا الأسبوع، وبموجبه سيتم تعريف أهداف الحلف وتوجهاته خلال العقد القادم، بالإضافة لمخططات تعزيز القدرات الدفاعية لدول شرق أوروبا والتي ستتطلب جهودًا من دول غرب أوروبا من أجل تعزيز قدرتهم على الاستجابة السريعة لأية هجمات روسية خلال الساعات الأولى من شنها. وتلك التوجهات الجديدة للناتو تُعيد للأذهان مخططاته السابقة ضد الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، ويمكن من خلالها للحلف معرفة أية تهديدات محتملة سريعًا من أجل التعامل العاجل معها، ويُعد الخطر الروسي هو المهدد الرئيس لدول الحلف. تأتي قمة الناتو في مدريد هذا العام بالتزامن مع تنامي التهديدات الروسية لليتوانيا، على إثر التصعيد الليتواني في كالينينجراد الروسية ببحر البلطيق، والتي قد تتسبب في اتساع نطاق الصراع بين الناتو وروسيا. أما عن الموقف الدفاعي الحالي لحلف الناتو في دول البلطيق، فيوجد حوالي (8000) جندي من قوات الناتو لردع أي غزو محتمل، ولم يعد ذلك النهج متناسبًا مع التهديدات الروسية المتنامية. ومن ثم، سيعمل الناتو على اتخاذ قرارات ضخمة ومهمة في القمة الحالية؛ لتعزيز الدفاع الجماعي عن كل شبر من أراضي الناتو.