يتضمن العدد الثالث من مجلة ذاكرة مصر المعاصرة الصادرة عن مكتبة الإسكندرية تفاصيل زيارتها لمتحف بونابرت الأثري الكائن في بيت السناري؛والذي يتميز بجمال وحسن عمارته وقيمته الأثرية.وكان من ضمن منازل وقصور المماليك التي سكنها الفرنسيين عقب دخولهم القاهرة ،منزل إبراهيم كتخدا السناري، الذي سكنه مجموعة من الرسامين والفنانين من أعضاء البعثة العلمية التي جاءت برفقة جيش بونابرت وهو ما تتناوله المجلة.وعقب جلاء الحملة عن مصر أدخلت لجنة الآثار العربية بيت السناري في عداد الآثار، وبدأت في الإنفاق عليه وترميم ما تصدع من أركانه. وقامت بتأجيره بقيمة إسمية لشارل جالياردو بك، فسكن قسمًا منه وأنشأ في القسم الآخر متحفًا ومكتبة أطلق عليهما اسم متحف ومكتبة بونابرت.وتحتوي مكتبة جالياردو على عشرة آلاف كتاب ،من بينها عدد كبير من الكتب الخطية والمستندات الرسمية والكتب النادرة التي يرجع تاريخ طبعها إلى 500 سنة.وعني عبد الرحمن الجبرتي بوصف البيوت التي سكنتها بعثة بونابرت العلمية والكتابة عن أعضاء البعثة العلمية وأعمالهم ومساكنهم في القاهرة،وتتناول المجلة وصفاً خاصاً لغرف المتحف ومقتنياته المميزة حسب ما وصفها الجبرتي.وتطوف المجلة بخمسة غرف يحتوي أولها على مجموعة صور لوقائع بونابرت الحربية في مصر، مثل نزول العساكر من ميناء تولون، واقعة الأهرام لمصورين مختلفين، وواقعة أبي كبير، بالإضافة إلى صور وقائع بونابرت في الشام وبالأخص واقعة عكا، صورة مارسل، وثورات المصريين على الفرنسيين في القاهرة، كما تحتوي الغرفة على أسلحة فرنسية وتركية ورمانات مما استعمل في حرب بونابرت.أماالغرفة الثانية فهي عبارة عن دهليز موصل إلى الغرفة الثالثة، وتحتوي على صور بعض الإنجليز المعاصرين لبونابرت ومن كانت لهم علاقة به، مثل نلسون وسدني وسميث. وتضم الغرفة أيضًا صور سخرية وكاريكاتير مما صوره الإنجليز للسخرية ببونابرت ورجال حملته على مصر، كما يوجد بها بعض كتب إنجليزية عن الحملة الفرنسية على مصر، و الغرفة الثالثة علقت على جدرانها صور عن الصناعات المصرية وميداليات من أيام بونابرت وقطع رخام وخزف من الفسطاط.وتحتوي الغرفة الثالثة، على قاعة كبيرة مرخمة تضم نافورة، وفي صدرها مشربية مطلة على الحوش. ويعد من أهم محتويات الغرفة مجموعة نفيسة من الكتب عن الحملة الفرنسية على مصر وسوريا، وصور أصلية بأقلام الرسامين الذين عاشوا في بيت السناري، ومنشورات فرنسية، وحجج ملكية، وصور مختلفة لبونابرت وهو عند الأهرام يوم قطع الخليج (فيضان النيل) مع البكري.أما نسخة المخطوطة من كتاب تاريخ الجبرتي، فتوجد في الغرفة الرابعة ،بالإضافى إلى كتاب آخر لم يطبع منه إلا خمسمائة نسخة يحتوي على محاكمة سليمان الحلبي (قاتل كليبر) باللغات الفرنسية والعربية والتركية، وصورة حجرية من حجر رشيد المشهور أهداها المتحف البريطاني إلى جالياردو بك بمسعى اللورد اللنبي، وصورة زيتية ملونة لطابية رشيد التي اكتشف فيها شامبليون حجر رشيد.وتحتوي الغرفة أيضًا على صفحة طُبع عليها تاريخ إنشاء المتحف، وتبين من سكنه من العلماء، وتشير أيضاً إلى أن جالياردو بك قد جمع فيه آثار بونابرت ورجاله تخليدًا لأعمالهم الجليلة وما بذلوه لإظهار مجد مصر القديم، وأن المتحف افتتح في سنة 1917 اعترافًا بجميل مصر على منشئه جالياردو بك، بمعاونة لجنة حفظ الآثار العربية لرئيس مهندسيها باتريكولو بك.وتنتهي الجولة بالغرفة الخامسة التي تضم كتب للعلوم، وبالأخص النباتات وطبقات الأرض والتعدين والأصداف البحرية، ونماذج من المعادن الثمينة والحفريات المصرية.