اعّتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحديث عن استئناف المفاوضات المباشرة بمثابة غطاء للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.ورّجحت مصادر سياسية إسرائيلية رسمية أن تستأنف محادثات التسوية المباشرة في غضون الأيام القليلة المقبلة، فيما رجح رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات أن تستأنف خلال الأسبوع القادم.وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري: إن الذهاب إلى مفاوضات مباشرة سيكون له نتائج كارثية على صعيد القضية والحقوق الفلسطينية، وسيشكل طوق نجاة للاحتلال من الملاحقة الدولية.وأكد أبو زهري في تصريح صحفي له الأحد أن حركة فتح تسعى من خلال جهودها طوال المرحلة الماضية للبحث عن مبررات لاستئناف المفاوضات وليس لتحسين شروط التفاوضات.وبشأن البيان المتوقع أن تصدره اللجنة الرباعية لدعم المفاوضات المباشرة، قال أبو زهري: هذا البيان سيشكل غطاًء دوليًا لسلطة فتح للذهاب إلى المفاوضات ويخرجها من الحرج أمام الرأي العام.ومن المتوقع أن يصدر الإثنين بيان للجنة الرباعية يتسم بالتوازن بين موقف الاحتلال والمفاوض الفلسطيني وألا يتضمّن أية شروط مسبقة لإطلاق المفاوضات، حسب إذاعة الاحتلال.الى ذلك وصفت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعه لحماس المفاوضات مع اسرائيل بانها لهث خلف سراب وبيع الأوهام، والخيار هو الاتفاق على إستراتيجية وطنية موحدة على قاعدة الحقوق والثوابت.وانتقدت الكتلة في بيان لها توجه السلطة نحو المفاوضات المباشرة، بالرغم من أن الانتقال إليها كان مرتبط بالتقدم والانجاز في المفاوضات غير المباشرة، وهذا لم يتحقق البتة.واعتبرت أن فريق المفاوضين الفلسطيني ليسوا مخولين من الشعب ولا يعبرون عن نبضه الحقيقي، وإن أي اتفاق لن يكون ملزما وبينت أن الغطاء العربي للمفاوضات المباشرة والاملاءات الدولية ما كان لها أن تكون لولا ضعف موقف المفاوض الفلسطيني واستسلامه لهذا الخيار وعدم التحاقه بالشعب والبحث عن خيارات بديلة.الى ذلك قال الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب الدكتور مصطفى البرغوثي ان نتنياهو كشف حقيقة نواياه عندما نفى نيته الانسحاب من 90 في المئة من الضفة الغربية باستثناء القدس.واضاف البرغوثي ان نتنياهو يسعى الى فرض امر واقع من جانب واحد على شكل ما يسمى بدولة ذات حدود مؤقتة في اقل من 40 في المئة من الضفة الغربية مع مصادرة 60 في المئة من مساحة الضفة وتحويل فكرة الدولة الى معازل في اطار نظام التمييز العنصري .واكد النائب مصطفى البرغوثي ان نتنياهو يجب ان يدرك انه لا يوجد فلسطيني واحد يقبل باربعين بالمئة من الاراضي كحل نهائي مشيرا الى ان اسرائيل تسوق الحل المؤقت كحل نهائي وحذر من الذهاب الى المفاوضات مع إسرائيل قبل وقف الاستيطان وتحديد مرجعية واطار زمنى لها و قال : انه لا فرق بين المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة إذا واصلت إسرائيل الاستيطان في الأراضي المحتلة.واكد النائب البرغوثي ان وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس يجب ان يكون مقدمة إلى المفاوضات التي يتوجب تحديد مرجعية واضحة لهابانهاء الاحتلال لجميع الاراضي المحتلة قبل الشروع فيها.واضاف النائب مصطفى البرغوثي ان اسرائيل ستستخدم تلك المفاوضات كغطاء لمواصلة الاستيطان، مشددا على ان المستوطنين باتوا يهددون الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين في الضفة والقدس التي تتعرض لتهويد وتطهير عرقي.واعرب النائب مصطفى البرغوثي عن خشيته من ان الذهاب الى المفاوضات المباشرة في ظل استمرار الاستيطان سيقود الى فشل اكبر من فشل كامب ديفيد وان الفلسطينيين اذا ذهبوا للمفاوضات سيتعرضون لضغوط اكبر حيال قضايا اكثر خطورة مثل التنازل عن حقنا في القدس وحق العودة.ودعا البرغوثي الى صد الضغوط الخارجية والسعي لتحقيق المصالحة الوطنية لتغيير ميزان القوى لصالح شعبنا كبديل لمفاوضات لن تفضي الى نتائج مع حكومة المستوطنين.وقال البرغوثي ان نتائج اوسلو مازالت ماثلة على الارض عبر ازدياد عدد المستوطنين 300% وازدياد عدد المستوطنات 100% واننا يجب ان نتذكر الخطأ الذي ارتكب عندما تم القبول بتوقيع اتفاق اوسلو قبل تجميد الاستيطان.