لأول مرة.. صرخة المجتمع المدني المصري لوقف الحرب الروسية الأوكرانية

وكالات الأنباء العالمية والمحلية تشيد بهذا الحدث المدني من قاهرة المعز
تداعيات سياسية واقتصادية وأمنية خطيرة باتت تهدد دول العالم مع تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية وعدم التوصل الى حلول سياسية على الرغم من الجولات العديدة من المفاوضات بين الجانبين الروسى والاوكرانى، والتى لم تحرز أى تقدم يدفع نحو وقف اطلاق النار والتهدئة حتى الآن بل زادت وطأة الحرب لتنذر بسيناريوهات كارثية اقتصادية ونووية وانسانية تعيد صياغة خارطة العالم وتشكل موازين القوى من جديد .
وازاء الازمة الروسية الاوكرانية المتصاعدة وتداعياتها جاء انعقاد المؤتمر الرابع حول التداعيات الاقليمية والدولية للأزمة الروسية الاوكرانية "مبادرة المجتمع المدنى المصرى.. معًا لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية"، والذى نظمه مركز الفارابى للدراسات والاستشارات والتدريب بالتعاون مع مؤسسة النهار للصحافة والنشر بمشاركة القائم بأعمال السفارة الأوكرانية بالقاهرة روسلان نيتشاى وعدد من سفراء الدول الاجنبية وهى بولندا وليتوانيا وكذلك دبلوماسيون من كولومبيا والمملكة المتحدة والبرتغال وسنغافورة وإيطاليا وألمانيا وفرنسا ومشاركة الكاتب الصحفى أسامة شرشر رئيس مجلس ادارة مؤسسة النهار للصحافة والنشر، ود. مدحت حماد رئيس مركز الفارابى، والدكتور مختار غباشى نائب رئيس المركز، والسفير الدكتور يوسف الشرقاوى رئيس وحدة الشئون الخارجية والعلاقات الدولية بمركز الفارابى، والدكتور علاء عز الدين منصور رئيس الهيئة العلمية العليا، وحامد محمود رئيس وحدة دراسات الأمن الإقليمى والعربى بالمركز، والدكتورة فاتن عوض رئيس وحدة دراسات الطاقة وشرق المتوسط بالمركز ولفيف من المفكرين والخبراء السياسيين والاستراتيجيين.
وناقش المؤتمر تأثيرات الأزمة الروسية الأوكرانية فى جوانبها السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية .
كما شهد المؤتمر إطلاق مبادرة فى ختام أعمال المؤتمر وهى الأولى من نوعها فى مصر والعالم العربى حيث تتضمن رؤية المجتمع المدنى المصرى حول متطلبات تسوية الأزمة وجاءت تحت عنوان "معًا لحل الأزمة الروسية الأوكرانية."
أسامة شرشر: نتطلع لإطلاق مفاوضات مباشرة فى شرم الشيخ لحل الأزمة بين روسيا واوكرانيا
أكد الكاتب الصحفى أسامة شرشر، رئيس مجلس ادارة مؤسسة النهار للصحافة، الأهمية البالغة للمؤتمر الرابع حول التداعيات الاقليمية والدولية للأزمة الروسية الأوكرانية والذى ينظمه مركز الفارابى للدراسات والاستشارات والتدريب ومؤسسة النهار للصحافة والنشر وانطلقت اعماله بمشاركة القائم بأعمال سفارة أوكرانيا بالقاهرة السفير روسلان نيتشاى وعدد كبير من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة .
واستهل شرشر كلمته بمطالبة الحضور بالوقوف دقيقة حدادا على ضحايا الحرب فى أوكرانيا.
وقال شرشر إن السيد عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية حملنى رسالة بتوجيه تحياته للقائم بأعمال سفارة اوكرانيا بالقاهرة وللسفراء وممثلى السفارات الاجنبية من الحضور والمشاركين بالمؤتمر .
واوضح ان المؤتمر يعرض رؤية حيادية ازاء الحرب الراهنة حيث طالما فكرنا ان الحرب العالمية الثانية هى نهاية الحروب لكن ما يحدث فى اوكرانيا من إبادة إنسانية وضرب البنية التحتية أمر مثير للقلق فى ظل التداعيات الخطيرة لها اقليميا وعالميا، ولذلك نحن هنا من القاهرة كمجتمع مدنى مصرى نطرح مبادرة فى هذا المؤتمر تعبر عن رفض الشعب المصرى هذه الحرب التى تأتى فى توقيت بالغ الصعوبة بعد تفشى جائحة كورونا، وأتساءل: لماذا لم يتصل الرئيس الامريكى بايدن بالرئيس الروسى بوتين لوقف هذه الحرب الشرسة فهل هذه لغة المصالح والصفقات؟!
وقال ان التداعيات السلبية لهذه الحرب تأثرت بها كل شعوب العالم وكل بيت فى بلدان العالم وآن الأوان لإطلاق مفاوضات مباشرة للعمل على وقف هذه الحرب بأى طريقة لأن الخاسر فيها هو الانسان خاصة الشعب الأوكرانى من حيث البنية التحتية والنووية والتكنولوجية والإنسانية، حيث ضربت هذه الحرب بمواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولى عرض الحائط .
ومن مصر اقترح شرشر ان يتم تنظيم مفاوضات للسلام بين الجانبين الروسى والأوكرانى فى مدينة شرم الشيخ التى طالما استقبلت رؤساء العالم فى مباحثات ومشاورات فاعلة وناجعة .
د. مدحت حماد يدعو لوقف الحرب فى أوكرانيا
أكد الدكتور مدحت حماد، رئيس مركز الفارابى للدراسات والاستشارات والتدريب، أهمية مواصلة الجهود لوقف الحرب فى اوكرانيا محذرا من التداعيات الخطيرة اقليميا ودوليا للازمة الروسية الاوكرانية، موضحا اهمية انعقاد المؤتمر الرابع حول التداعيات الاقليمية والدولية للازمة الروسية الاوكرانية والذى يسلط الضوء على كافة جوانب الأزمة ويستعرض رؤى السفراء المشاركين حول الأزمة والسيناريوهات المستقبلية لها موجهًا الشكر للسفراء من الدول الاجنبية المشاركين بالمؤتمر، مؤكدا أهمية المبادرة التى يطلقها المركز بالتعاون مع مؤسسة النهار للصحافة والنشر من أجل التسوية السياسية للأزمة الروسية الاوكرانية.
سفير بولندا بالقاهرة يفند «أكاذيب روسيا» فى حربها على أوكرانيا
أعرب سفير بولندا بالقاهرة ميهاو وابيندا سفير بولندا بالقاهرة عن امتنانه للمشاركة فى المؤتمر الرابع حول الأزمة الروسية الأوكرانية.
وشدد على أن أوكرانيا دولة مستقلة وذات إرادة وتقرر بنفسها المنظمات التى تريد أن تكون عضوا فيها والتى لا تريد أن تكون عضوا فيها موضحا ان روسيا تطبق معايير مزدوجة فى هذا السياق.
ولفت الى ان بيلاروسيا، وهى دولة مجاورة لبولندا وغيرها من دول حلف الناتو، عضو فى منظمة معاهدة الأمن الجماعى، لكن لا تتعامل بولندا ولا أى دولة أخرى فى حلف الناتو مع هذا كذريعة للحرب، على الرغم من أن التدريبات العسكرية الهجومية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعى تجرى أحيانًا على الحدود البولندية-البيلاروسية. كما أن روسيا، خلافًا لجميع التزاماتها، تعمل على توسيع إمكاناتها العسكرية، خاصة الهجومية، فى جيب كالينينجراد المتاخمة لبولندا ولتوانيا."
وتناول السفير البولندى بعض ما طرحته وجهات النظر والادعاءات المطروحة من قبل الجانب الروسى حول الحرب الراهنة .
وقال ان هناك ادعاءات بأن الناتو هو الذى دفع روسيا للعدوان على أوكرانيا بعد محاولة لاستقطاب أوكرانيا للناتو ولا شك أنكم تعلمون ان أوكرانيا مستقلة والأمر يشبه بشكل عام محاولة دولة الخروج من جامعة الدول العربية وبالتالى فإن الخروج والدخول فى تحالفات منوط دائما فى هذا الاطار بإرادة كل دولة وسيادتها، وفى حالة مثل روسيا البيضاء وهى دولة مجاورة لبولندا فإن روسيا لها انشطتها العسكرية ونحن نحترم سيادتها واتجاهاتها فى ان تتحالف مع من تشاء .
الكذبة الاخرى هى ان روسيا لم تبدأ الحرب ولكنها تقوم بعملية عسكرية روسية ضد اهداف عسكرية اوكرانية، لكن وسائل الاعلام المحايدة تظهر مآسى انسانية واعتداءات على الأسر والمدنيين الاوكرانيين وهناك مشاهد مصورة للاعتداء على المستشفيات والمدارس والملاجئ وهى لا تعتبر اهدافًا عسكرية .
كما ان الادعاءات الروسية تشير الى ان تلك العملية العسكرية هدفها انقاذ الابرياء فى دونباس والمتحدثين باللغة الروسية وهنا الفت النظر الى ان اوكرانيا عضو فى العديد من المنظمات التى لم تكشف عن اى تجاوزات اوكرانية .
ولكم ان تتخيلوا ان الرئيس الاوكرانى زلينيسكى هو ايضا يتحدث الروسية وليس هناك اتجاه لانقاذه ولم نسمع عن اى اقليات روسية تعرضت لاى اعتداءات فى اوكرانيا.
وقال ان روسيا تدعى ان عملياتها العسكرية هى من أجل تحرير الارض من الاستعمار وبولندا ايضا تعرضت للاستعمار وما نراه من الرئيس بوتين هى افعال ليست للتحرير من الاستعمار اطلاقا .
كما تدعى روسيا ان اوكرانيا تحت وطأة ضغوط امريكية طورت اسلحة بيولوجية تؤثر على خصوبة النساء وبالتالى فهى غير مقبولة ولا يمكن تطبيقها على الأمة والشعب لكن نقول ان هذه الامور تناقش سياسيا وليس عبر الاسلحة والحروب كما يحدث حاليا.
وحتى على فرضية وجود اسلحة بيولوجية تحت سيادة اوكرانيا "وهو امر غير صحيح" فكيف لمنظمات تنتمى اليها اوكرانيا ان تقبل بذلك؟!.
ونبه الى ادعاءات روسيا فيما يتعلق بالعقوبات الاوروبية والامريكية المفروضة عليها بأنها مسبقة، مضيفا: علينا ان نتبين ان هذه العقوبات جاءت بناء على قيام روسيا بالحرب على اوكرانيا ولم تكن سابقة على ذلك .
سفير ليتوانيا: أغراض الناتو دفاعية ونحترم إرادة أوكرانيا فى الانضمام للحلف
دعا اتوارس جايليوناس سفير ليتوانيا بالقاهرة، إلى ضرورة وقف الحرب فى اوكرانيا، والعمل على اطلاق مفاوضات سلم مع الحفاظ على حقوق الجانبين.
وأشار فى كلمته امام المؤتمر إلى أن توقف أوكرانيا عن الدفاع عن نفسها يعنى نهاية أوكرانيا، لافتا إلى هناك ادانة دولية لما تقوم به روسيا وهناك140 دولة من بينها دول عربية صوتت بجلسات الامم المتحدة جميعا بقرارات تدين روسيا وتطالب بوقف الصراع الحالى.
وقال جايليوناس: إذا كنا نطالب بمفاوضات بناءة، فعلينا أن نعرف ان أوكرانيا دخلت الحرب دفاعا عن نفسها وامنها القومى، وذلك طبقا لقوانين الامم المتحدة ومواثيق القانون الدولى، وعلينا أن ندرك أننا أمام حرب عالمية شرسة .
وأضاف أن الحكومة الاوكرانية طلبت عام 2000 الانضمام إلى حلف الناتو، والسؤال: هل أدى ذلك الى توسع الناتو.. هل أثر ذلك على الناتو؟.
وأشار إلى ان الإمبراطورية الروسية تفككت وخرج من رحمها العديد من الدول ومنها ليتوانيا، وانضمت ليتوانيا بعد ذلك الى حلف شمال الأطلسى، وجاءت أوكرانيا بعد ذلك لتطلب الانضمام ولكن لأسباب جيو سياسية تعرقل انضمام أوكرانيا الى حلف الناتو.
ونوه الى أن ليتوانيا حصلت على قوتها من خلال انضمامها لمجموعة من المنظمات، مؤكدا اهمية انضمام اوكرانيا للمفوضية الأوربية معتبرا ذلك أنه سيشكل قوة كبيرة لأوكرانيا.
روسلان نيتشاى: روسيا تقود حربًا دموية شرسة ونراهن على قوة الجيش ومفاوضات تحمى أمننا
أكد القائم بأعمال سفارة أوكرانيا فى مصر روسلان نيتشاى أهمية تكثيف الجهود لوقف الحرب الروسية ضد بلاده، والتى خلفت عواقب وخيمة على كل دول العالم وتداعيات اقتصادية انعكست آثارها على ارتفاع اسعار وتدفقات السياحة الى دول العالم وخاصة الى مصر .
وقال نيتشاى فى كلمته امام المؤتمر: اننا نسمى العملية العسكرية الروسية التى تشن ضد بلادنا بأنها حرب حقيقية ودموية ضد اوكرانيا والشعب الاوكرانى، وهناك معارك مستمرة تحدث حاليا حول المدن الاوكرانية وجاءت اشارات اولية ايجابية بعد اطلاق الجولة السادسة الجديدة للمفاوضات فى اسطنبول، نأمل ان تسهم فى الدفع قدمًا نحو الحل حيث يواجه الجيش الاوكرانى صراعا شديدا مع الجانب الروسى ونامل ان يتغير الوضع الروسى مع هذه المفاوضات.
وقال انه منذ بداية هذه الحرب الوحشية صرح رئيس اوكرانيا زلينيسكى بأنه لا سبيل لإنهاء الحرب الا من خلال المفاوضات السلمية والدبلوماسية .
وقال نيتشاى: نحن حقيقة ليس لدينا اى ثقة تجاه التزامات الجانب الروسى فى المفاوضات ونحن نركز حاليا على ضرورة وجود الضمانات الحقيقية والامنية من قبل الدول الصديقة .
واشار الى اتفاقية بودابست 1977 وضماناتها التى لم تعد فاعلة ولابد من ضمانات حقيقية لغياب عدم الثقة مع الجانب الروسى خاصة على مستوى الاتفاقات الثنائية.
واشار الى احتلال القوات الروسية محطتين نوويتين فى اوكرانيا مما يهدد بكارثة نووية عالمية .
ولفت نيتشاى الى التعاون الوثيق مع الجهات المعنية والسلطات المصرية والجامعة العربية خلال الأزمة الراهنة موجهًا الشكر للحكومة المصرية لدعم اوكرانيا وتصويتها فى الامم المتحدة ازاء ما يحدث حاليا .
وقال انه فى بداية الحرب كان هناك 20 الف سائح اوكرانى فى مصر ونسقنا مع الجهات المعنية فى مصر لإعادتهم للوطن عبر دول الجوار وتم رجوع 9 الاف اوكرانى عبر مصر للطيران الى الدول المجاورة لاوكرانيا كما تم التعاون والتنسيق لاجلاء الطلاب المصريين وارجاعهم الى ارض مصر .
وقال اننى أخاطب المجتمع المدنى المصرى والدول العربية الصديقة حول عواقب الحرب الحالية فنحن فى ظروف بالغة الصعوبة حيث تداعيات الحرب وعواقبها من حيث ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء، فاوكرانيا لها دور عالمى فى تأمين غذاء العالم فهى تصدر %10 من انتاج القمح العالمى والذرة 15% وزيت عباد الشمس 55٪، وبالتالى لابد من العمل على وقف هذه الحرب وانقاذ الشعب الاوكرانى والعالم.
كما ان قطاع السياحة يشكل اهمية كبيرة للجانب المصرى وخلال العامين الاخيرين كانت اوكرانيا الدولة الاولى من حيث عدد السائحين الوافدين الى مصر وهناك 1.3 مليون اوكرانى زاروا مصر العام الماضى وفى ظل هذه الحرب لا يوجد سائحون سواء من اوكرانيا او روسيا نظرا للحرب التى تتعرض لها بلادنا والعقوبات التى تواجه روسيا ايضا .
وطالب روسلان نيتشاى الشعب المصرى والمجتمع الدولى بوقفة جادة لإدانة العدوان الروسى ضد اوكرانيا ولتجنب العواقب المترتبة عليها، وقال: لابد من العمل على وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من اراضى اوكرانيا واجراء مفاوضات سلمية ودبلوماسية لإنهاء هذه الحرب.
واعتبر نيتشاى، القائم بأعمال السفير الأوكرانى فى القاهرة، أن العقوبات الاقتصادية على روسيا مهمة للغاية لوقف استمرار الحرب على أوكرانيا، حيث تم منع وصول السفن الروسية الى الموانى الأوكرانية، بالإضافة لمنع التعامل مع المصارف الروسية.
جاء ذلك فى رده على سؤال "النهار "خلال المؤتمر .
وأكد نيتشاى ان الواقع تناقض مع ما قالته وسائل الإعلام الروسية بأن القوات الروسية ستسيطر على العاصمة كييف خلال أسبوع، وما يحدث على أرض الواقع غير ذلك من حرب شرسة تستهدف البنى التحتية والمدنيين والمستشفيات، لافتا الى مواصلة مقاومة الجيش الاوكرانى للقوات الروسية ومراهنة بلاده على صمود هذا الجيش ودعم الدول الصديقة له .
واوضح ان روسيا تستخدم اسلحة متطورة فى حربها ضد أوكرانيا وهناك نزيف فى رأسمال روسيا مما ادى لتراجع الموقف الروسى، لافتا الى ان بلاده تتطلع لحلول عاجلة عبر المفاوضات .
السفير يوسف الشرقاوى: الحرب كشفت ان القانون الدولى لم يعد يُحترم !
أكد السفير الدكتور يوسف الشرقاوى، رئيس وحدة الشئون الخارجية والعلاقات الدولية بمركز الفارابى للدراسات والاستشارات والتدريب، اهمية العمل على وقف الحرب الروسية الاوكرانية مقترحًا اطلاق مفاوضات مباشرة بين الجانبين الروسى والاوكرانى فى مدينة شرم الشيخ باعتبارها رائدة فى هذا المجال.
وقال الشرقاوى فى كلمته امام المؤتمر: انه منذ اندلاع الحرب الروسية فى اوكرانيا تتواصل لغة الحرب ليس فقط العسكرية بل النفسية والمعلوماتية والاعلامية بين روسيا والدول الصديقة لها والغرب وامريكا .
ولقد قامت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بجهود حثيثة للوساطة وايجاد حل سلمى وقامت فرنسا بدور كبير فى هذا الاطار كرئيس حالى للاتحاد الاوروبى ورغم مضى حوالى 6 جولات من المفاوضات الا انها دون جدوى وان كنا نرى مؤشرات ايجابية فى الجولة الاخيرة فى تركيا ووجود قوة اوكرانية صامدة وتراجع فى موقف القوى الروسية.
وقال انه من المستغرب ان تحدث الازمة فى العالم المتحضر وتكشف ان الاوروبيين سواء اتحاد اوروبى او ناتو او امريكا لم يتمكنوا من وقف هذه الحرب وان القانون الدولى الذى يجب ترسيخه لم يعد يُحترم وانه لابد من العمل على اصلاح الامم المتحدة ومجلس الامن للاضطلاع بدورهما فى حفظ وحماية الامن والسلم الدوليين.
ولفت السفير الشرقاوى الى ان الازمة الراهنة وضعت الأمن الاوروبى على المحك كما انها تؤثر على الامن الاقليمى العربى والدولى وهذه الحرب الروسية ادت الى ان يتوارى الاهتمام بقضايانا العربية الخطيرة وفى صدارتها القضية الفلسطينية التى يجب ان تحل وفق حل الدولتين واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967، وكذلك العمل على حل الازمات فى سوريا وليبيا واليمن خاصة فى اطار الاعداد للقمة العربية المقبلة فى الجزائر.
ولفت الى الازمة الانسانية للحرب الروسية وتزايد اعداد النازحين لأكثر من 5 ملايين نازح اوكرانى على الساحة الدولية .
وقال انه يجب العمل على وقف عاجل لاطلاق النار ونقترح ان تكون مدينة شرم الشيخ محطة رائدة لمفاوضات مباشرة بين الجانبين الروسى والاوكرانى وصولا لحل سلمى ووقف اطلاق النار والتوصل لاتفاق متعدد الاطراف بضمانات متفق عليها .
اللواء علاء منصور: أوكرانيا لها الحق فى استقلال القرار الوطنى وحماية سيادتها
تناول اللواء الدكتور علاء عز الدين منصور، رئيس الهيئة العلمية العليا لمركز الفارابى، فى كلمته، مبدأ السيادة الوطنية والمخاوف الأمنية وازدواجية المعايير فى ظل الأزمة الراهنة وكذلك المقارنة بينها وبين الموقف من القضية الفلسطينية تحديدا والمحددات التى ترسم سياسات الدول فى تعاملاتها وحقوقها فى حماية سيادتها الوطنية .
وفيما يتصل بالنقطة الأولى حول ازدواجية المعايير والمصداقية أوضح منصور ان بعض الدول التى انتقدت السلوك الروسى تجاه اوكرانيا "بغض النظر عن صوابه او خطئه" وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والتى هى سلوكها تجاه ما حدث فى فيتنام والعراق وليبيا وافغانستان وسوريا، وكافة الدول التى تدخلت فيها بحق او بغير حق ارتكبت فيها فظائع اكثر من التى تنتقدها الآن بل أعظم من ذلك وبالتالى يخلق ذلك حيرة لدى المراقبين والدول التى تسعى للسلم والأمن الدوليين.. هل تصدق الولايات المتحدة الامريكية ام تصدق دولة ارتكبت العديد من الفظائع خاصة فى ظل ما نراه من دعم مطلق لإسرائيل تجاه الجرائم التى ترتكبها بحق الشعب الفلسطينى؟!.
أما لو كانت تنتقد هذا السلوك دولة لها خط واحد وسلوك واحد وقيم ثابتة فى التعامل مع الابرياء وحقوق الانسان والاعتداء على الدول فبالتأكيد كان الأمر اختلف وسيكون هناك اجماع حقيقى وليس تحت اى ضغوط مع هذه الدولة التى تنتقد الحرب وتهاجم الحروب وتتدخل فى شئون الاخرين .
النقطة الثانية هى حق السيادة الوطنية وحرية واستقلال القرار الوطنى وهو حق مكفول لكل دول العالم ولا يستطيع احد ان يتحدث خارج هذا الاطار وبالتالى فأوكرانيا لها حقها فى استقلال القرار الوطنى تجاه ما تراه ازاء الاخرين ولها الحق فى حماية السيادة الوطنية ضد اى اعتداءات خارجية ولكن احيانا بعض الدول يفرض عليها الوضع الجيوسياسى محددات تدفعها لسلوك واجب تجاه المجتمع الدولى، ولتوضيح المقصود هنا أشار الدكتور منصور الى قناة السويس التى تمر فى ارض مصرية والملكية خالصة لمصر ولكن هناك محددات فى التعامل مع دول العالم لا تستطيع مصر ان تمنع عبور اى سفينة تابعة لأى دولة الا فى حالة وجود حرب مع هذه الدولة، بينما فى ذات الوقت تستطيع مصر منع عبور اى سفينة فى نهر النيل الذى يمر فى الاراضى المصرية حتى لو كانت تلك الدولة من دول حوض النيل، وهذا المثال ينطبق ايضا على اوكرانيا فالوضع الجيوسياسى لاوكرانيا يضعها فى محددات الا تكون دولة تماس بين روسيا وحلف الناتو وهذا يتأتى من خلال اتفاقيات امنية واقتصادية بين اوكرانيا وروسيا من جهة وبين اوكرانيا ودول الاتحاد الاوروبى او اى دول اخرى، بما يوفر لها حرية استقلال القرار الوطنى وحماية السيادة الوطنية فالوضع الجيوسياسى لأوكرانيا يفرض عليها ان تتعاون فى هذا الامر حماية للشعب الاوكرانى وحماية لشعوب العالم أجمع المتأثرة بهذه الازمة .
د. فاتن عوض: العالم يترقب نتائج إيجابية لجولات المفاوضات لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
حول تطورات الموقف السياسى للأزمة الروسية الأوكرانية تحدثت الدكتورة فاتن عوض، رئيس وحدة دراسات الطاقة وشرق المتوسط بمركز الفارابى للدراسات والاستشارات والتدريب.
وقالت الدكتورة فاتن انه رغم فشل الدبلوماسية فى نزع فتيل الأزمة، ومنع وقوع الحرب، إلا أن العالم يترقب جولات المباحثات الأحدث بين روسيا وأوكرانيا فى إسطنبول، وسط أجواء متوترة للغاية، ويأمل فى نجاحها لإنهاء الأزمة التى انعكست تداعياتها على العالم أجمع.
ولفتت الى ان هناك ملفات صعبة جدًّا بين الجانبين طرحت خلال المفاوضات، لكن أن يصلا إلى وقف إطلاق نار سواء مؤقتًا أو دائمًا أو الاتفاق بشأن المساعدات الإنسانية، سيكون نجاحًا ملموسًا، يترتب عليه الجلوس لمناقشة القضايا الخلافية بين الطرفين على مستوى القمة.
واوضحت ان أهداف المباحثات بين روسيا وأوكرانيا تتمثل فى: وقف إطلاق النار بين الطرفين، والحفاظ على وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة وإقامة ممرات آمنة لمغادرة المدنيين والأوكرانيين المسلحين بشرط إلقاء أسلحتهم ومناقشة موقف أوكرانيا من الانضمام لحلف الناتو وما يهدد الأمن القومى الروسى،
وتسوية الخلاف بين البلدين فيما يخص شبه جزيرة القرم.
ونبهت الى انه وبهدف التوصل إلى اتفاق، سيتعين على الطرفين تقديم تنازلات مؤلمة، للتوفيق والتوازن بين الضمانات الأمنية لروسيا، واحترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وعلى الطرفين تحمل المسئولية لوضع حد لهذه المأساة. فالعالم كله ينتظر من الطرفين أخبارا جيدة خلال المفاوضات التى سوف تستمر بين الوفدين خلال الفترة المقبلة.
ودعمًا للوصول إلى حل الأزمة، يطرح مركز الفارابى وجريدة النهار المصرية مبادرة التسوية السياسية لحل الأزمة الأوكرانية الروسية.
تكريم نيتشاى وعمرو موسى
على هامش أعمال المؤتمر الرابع حول التداعيات الاقليمية والدولية للأزمة الروسية الاوكرانية تم تقديم دروع تكريم لكل من السيد روسلان نيتشاى القائم بأعمال السفير الأوكرانى بالقاهرة تقديرًا لجهوده فى اثراء المؤتمر واستعراض الأوضاع فى اوكرانيا فى ظل الحرب الراهنة ضد بلاده، كما تم منح درع تكريم، تقديرا للسيد عمرو موسى الامين العام الأسبق لجامعة الدول العربية والذى رعى المؤتمر الثالث حول الازمة الروسية الاوكرانية واعرب خلاله عن تطلعه لإنهاء الأزمة الراهنة فى اسرع وقت وتجنيب دول العالم تداعياتها الخطيرة.
مركز الفارابي ومؤسسة النهار يطلقان أول وثيقة مجتمعية في مصر والعالم لحل الأزمة الروسية- الأوكرانية
أطلق مركز الفارابى للدراسات والاستشارات والتدريب ومؤسسة النهار للصحافة والنشر مبادرة المجتمع المدنى المصرى "معًا لحل الأزمة الروسية الاوكرانية"، التى تعبر عن دعم المجتمع المدنى المصرى لجهود التسوية السلمية الرامية لحل الأزمة الروسية الاوكرانية.
وتلا بنود المبادرة الدكتور مدحت حماد رئيس المركز فى ختام المؤتمر الرابع حول تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية الذى عقد بالقاهرة، بمشاركة القائم بأعمال السفير الأوكرانى بالقاهرة السيد "روسلان نيتشاى"، وبحضور تسعة من السفراء الأجانب فى مصر وفى مقدمتهم سفراء بولندا وليتوانيا، فضلًا عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا ولاتيفيا، وكذلك كولومبيا وسنغافورة إلى جانب العديد من الخبراء والمفكرين السياسيين والعسكريين والأمنيين والقانونيين.
وفيما يلى نص المبادرة :
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن مركز الفارابى للدراسات والاستشارات والتدريب، ومؤسسة النهار للصحافة والنشر إذ يؤكدان على ضرورة مراعاة كافة المواثيق الدولية والأممية الخاصة بسيادة واستقلال الدول ووحدة وسلامة أراضيها، وفى مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة، وإذ يؤكدان رفضهما اللجوء إلى القوة المسلحة لحل الخلافات والنزاعات بين الدول، إلا فى حالة تعرض أمنها القومى ومصالحها الحيوية للتهديدات الوجودية، وإذ يؤكدان على حق الشعوب والدول فى الدفاع عن نفسها بكافة السبل والوسائل ضد أيّة اعتداءات، وإذ يحذران من مَغبِّة امتداد رقعة الصراع والحرب فى أوكرانيا، وإذ يحذران أيضًا من احتمالية وجود نوايا لدى بعض دول حلف الناتو لخلق بُؤَر جديدة للصراع والحرب فى النطاق الجغرافى المباشر لروسيا الاتحادية، إذا ما حُلَّت الأزمة وتم وقف إطلاق النار فى أوكرانيا، فإنهما يؤكدان على ما يلى:
1) ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار وعودة جميع اللاجئين والمشردين الأوكران.
2) عقد مؤتمر قمة يضم قادة دول حلف الناتو: أمريكا، إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، وكذلك: الصين وروسيا وأوكرانيا، (وفقًا لصيغة 5+3) من أجل وضع الترتيبات النهائية الدائمة بشأن:
أولًا.. إعلان ضمان حياد أوكرانيا، مع ضمان أمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها من الجانبين "الروسى"و "الأوروبى_الأمريكى".
ثانيًا.. وضع الآليات اللازمة لضمان تحقيق الاعتبارات الأمنية الخاصة بروسيا والوصول إلى حل دولى نهائى بشأن إقليم دونباس.
ثالثًا.. رفع العقوبات الاقتصادية والسياسية التى فرضت على روسيا من جانب أمريكا والاتحاد الأوروبى.
رابعًا.. البدء فى عقد مؤتمر دولى عاجل، لحل بقية الأزمات والحروب المشتعلة فى سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان، وكذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والسورية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
خامسًا.. تقديم الشكر والتقدير لكافة الدول الأوروبية وخاصة ليتوانيا وبولندا على ما قامت به من جهود ضخمة للحد من التداعيات الإنسانية للأزمة والحرب فى أوكرانيا، من خلال استيعاب واحتواء اللاجئين الأوكران، وكذلك تقديم كافة السُبل والضمانات الخاصة بأمنهم وسلامتهم خاصة الأطفال والنساء والشيوخ.