اتهمت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، اليوم السبت، روسيا بنشر "أخبار مضللة" حول الأزمة الأوكرانية. جاء ذلك خلال كلمة هاريس أمام إحدى جلسات اليوم الثاني من مؤتمر ميونخ للأمن. وقالت نائبة الرئيس الأمريكي: "نتلقى تقارير عن الاستفزازات الروسية"، موضحة أن موسكو تدعي أنها تسعى للحوار وتضيق السبيل إلى ذلك في نفس الوقت. وأشارت إلى أن "حدود الأوطان لا يجب أن تتغير بالقوة". ومضت في حديثها: "ردنا على الهجوم الروسي لأوكرانيا لن يتوقف على العقوبات الاقتصادية ولكن سنعزز وجود قوات الناتو في شرق أوروبا". وتابعت نائبة الرئيس الأمريكي: "أفعال روسيا تتنافى مع أقوالها". ووجهت رسالة تحذيرية: "لا ينبغي الاستهانة بقوتنا وقوة حلفائنا". في المقابل، طالب وزير الخارجية الصيني وانج يي ببذل مزيد من الجهود وبناء علاقات دولية على أسس العدالة لضمان السلام العالمي. وأضاف: "نعارض أي محاولة تؤدي إلى انطلاق حرب باردة جديدة.. بلادنا تدعم سبل الحوار التي تهدف للمضي قدما". وتابع: "الصين مستعدة للحوار مع أوروبا للوصول إلى أرضية مشتركة.. لا يجب أن يتم ضمان الأمن الإقليمي عن طريق إقامة كتل عسكرية". ودعا إلى احترام مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية خاصة مع اختلاف خلفياتنا الثقافية. وقال وانج: "حلف الناتو كان من إنتاج فترة الحرب الباردة التي انتهت منذ زمن.. اتفاقية مينسك هي السبيل الوحيد لحل الأزمة في أوكرانيا". وحث على أن تكون أوكرانيا جسرا يربط بين الشرق والغرب وليست جبهة حرب. لكنه طالب باحترام مخاوف روسيا فيما يخص الأزمة في أوكرانيا. وتواجه أوروبا أزمة دبلوماسية وأمنية خطيرة بسبب حشد روسيا قوات على حدود أوكرانيا. وشكك الغربيون في صحة الإعلانات الأخيرة عن انسحاب وحدات روسية مشيرين إلى أن موسكو تبقي قواتها على الحدود الأوكرانية. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وجه اليوم السبت، بالبدء في إجراء تدريبات لقوات الردع الاستراتيجي النووية. فيما ذكر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون أن التهديدات الروسية ضد أوكرانيا، لا تؤدي سوى إلى تعزيز التزام حلفاء حلف شمال الأطلسي(ناتو)، للوقوف على أهبة الاستعداد لدعم بعضهم البعض. وقال جونسون، في مؤتمر ميونخ للأمن "إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يعتقد أنه من خلال هذه الأفعال، يمكنه دفع الناتو للوراء، سيجد أن العكس هو الصحيح"، في إشارة إلى مخاوف بأن روسيا تستعد لمهاجمة أوكرانيا وهو ما تنفيه موسكو. وتابع جونسون "هذه التجربة، رغم كونها مروعة، ربما تفعل المزيد لتوحيد القارة" مشيرا إلى أن هجوما على أوكرانيا، سيسفر عن عقوبات صارمة على روسيا وحتى إصرار أكبر للناتو للدفاع عن جناحه الشرقي. وتابع "المؤشرات قاتمة، لذلك يجب أن نقف بقوة معا. يتعين أن نجهز أنفسنا لاحتمال أزمة ممتدة". فيما وصف المستشار الألماني أولاف شولتس السبت، اتهامات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب "إبادة جماعية" ضد المدنيين في المناطق الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا بأنها "سخيفة". وصرّح شولتس الذي التقى أخيرا الرئيس الروسي في موسكو، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن "قال (بوتين) إنه تم ارتكاب شكل من أشكال الإبادة الجماعية في منطقة دونباس الانفصالية، وهو أمر سخيف جدا". وبعد تلك المحادثات التي عقدت بين الزعيمين في العاصمة الروسية، استخدم بوتين مصطلح "الإبادة الجماعية" الذي تستخدمه موسكو بانتظام حول دونباس وهي المنطقة التي يقاتل فيها الجيش الأوكراني الانفصاليين الموالين لروسيا بدعم من موسكو منذ ثماني سنوات. وتابع المستشار الألماني في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن "لنكون واضحين، إرسال أكثر من 100 ألف جندي روسي ونشرهم حول أوكرانيا هو أمر لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال". فيما أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج السبت، مجددا الالتزام "الثابت" لأعضاء الحلف بحماية بعضهم البعض محذرا روسيا من أنها "ستحصل على المزيد من (قوات) الناتو" في سعيها لخفض وجود الناتو" على حدودها. وقال ستولتنبرج خلال كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن "تحاول موسكو دحر التاريخ وإعادة إنشاء مجال نفوذها، لكننا جميعا حلفاء في حلف شمال الأطلسي وسنقوم دائما بما هو ضروري لحماية أنفسنا والدفاع عن بعضنا البعض".