رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن فوز الرئيس محمد مرسى في انتخابات الرئاسة المصرية له آثار عميقة وسيشكل نقطة تحول لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.وأضافت أن المظاهرات الغاضبة اجتاحت شوارع مدن عربية ضد حكامها المستبدين على مدار عام ونصف ، مطلقة قطار من الأمل واليأس وانتصارات وهزائم.وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني الأحد 1 يوليو إن صعود الرئيس محمد مرسي للسلطة يعد تتويجا لرحلة طويلة استمرت 84 عاما من قبل جماعة الإخوان المسلمين التي كان ينظر إليها الرئيس المصري السابق محمد حسنى مبارك بأنها محظورة واعتقل منها الكثير ومنهم د. محمد مرسى ، الذي أصبح أول رئيس مدني في أول انتخابات ديمقراطية نزيهة تشهدها البلاد منذ عقود.وأضافت الصحيفة انه مهما كانت القيود المفروضة على سلطة مرسى أو التحديات التي تنتظره، فلحظة تأدية مرسى لليمين الدستورية السبت 30 يونيو، تمثل أهمية كبيرة لمنطقة الشرق الأوسط التي لا تزال تكافح وتناضل لتجد طريقها نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت بلبنان هلال خشان قوله هذه المسألة بمثابة نقطة تحول ، ليس فقط في السياسة المصرية ولكن بالنسبة للسياسة في المنطقة بآسرها ، فمصر هي السباقة وقاعدة للعالم العربي وقد تؤثر التطورات في مصر على العالم العربي بأسره.وأشارت الصحيفة إلى أن صعود محمد مرسى أمرا يدعو للفرح والاحتفال بالنسبة للبعض ،وعدم الارتياح للبعض الآخر.وقالت الصحيفة ، إن حالة النشوة التي رافقت سقوط القادة المستبدين في تونس ومصر وليبيا في العام الماضي قد قللت اثر الواقع القاسي وإراقة الدماء في سوريا حيث تندلع انتفاضة شعبية مستمرة منذ 15 شهرا ضد حكم الرئيس بشار الأسد، معربة عن اعتقادها أن دمشق ستنزلق إلى حرب أهلية واسعة النطاق.وأضافت الصحيفة انه من دول الخليج العربي إلى الأردن والعراق ولبنان ، يراقب العديد من العلمانيين والأقليات الدينية الوضع في شمال إفريقيا بموجة من الاستياء وفى ظل ما يقوم به الإسلاميون وبشكل جيد في أول انتخابات ديمقراطية في ليبيا هذا الشهر، فضلا عن الحكومة الفعلية في تونس.واعتبرت الصحيفة أن صعود الرئيس مرسى واستقالته من عضوية جماعة الإخوان المسلمين تمثل لفتة للوحدة الوطنية إلا أن مسألة تنصيب رئيس كان مرشحا للإخوان بدا انه اتجاه ملهم في قلب العالم العربي.وأشارت الصحيفة إلى أن مراسم تأدية الرئيس مرسي لليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا هي إشارة إلى دخول مصر مرحلة جديدة لنضال -إن لم تكن معالمه واضحة - من أجل تحديد مستقبل الدولة المصرية المدنية.وأوضحت الصحيفة أن تأدية الرئيس المصري الجديد لليمين الدستورية وضعته رسميا على قائمة أول رئيس مدني إسلامي منتخب في مصر بعد ستة عقود خضعت فيها البلاد لنظام حكم عسكري.