اتفق د. نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس على ضرورة حشد الجهود العربية والاسلامية والدولية للدفاع عن حقوق الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي .وقال الامين العام للجامعة العربية في مؤتمر صحفي مشترك مع مشعل عقب جلسة مباحثات بينهما هنا بالجامعة العربية ان السياسة الإسرائيلية تمثل أقصى درجات الاستهانة وانتهاك حقوق الإنسان وهي تتعامل بطريقة غير إنسانية وغير آدميةوالجامعة العربية لديها قرارات في هذا الموضوع ولديها تحرك وحوارات مع الأممالمتحدة و لجنة حقوق الانسان مؤكدا اهمية انعقاد اجتماع دولي قريبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث موضوع الاسرى الفلسطينيين والانتهاكات الاسرائيلية اللا انسانية بحقهم .وشدد العربي على أن ما يجري في السجون الاسرائيلية هو امر غير آدمي وغير انساني ويمثل انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان .من جانبه قال مشعل : اننا تحدثنا مع الامين العام في موضوعين اساسيين الاول هو ملف الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ، وهو ملف جرح نازف وخاصة مع بدء الاضراب المفتوح عن الطعام والذي مضى عليه 12 يوما ، وقد اضطر هؤلاء الاسرى الى خوض معركة الامعاء الخاوية من اجل وقف الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة بحقهم .واضاف ان لهم مطلبان اساسيان الاول يتمثل في انهاء سياسة العزل التي تمارس في حق العديد من هؤلاء الاسرى ، مؤكدا أنها سياسة قاسية للغاية وبعض الاسرى امضى أكثر من 12 عاما في زنازين مغلقة في ظل ظروف بالغة القسوة وهذا انتهاك مضاعف لأن صفقة تبادل الاسرى التي رعتها مصر نصت على انهاء سياسة العزل الا ان اسرائيل اخلت بهذا الاتفاق .واضاف : لقد جئنا الى القاهرة والتقينا عددا من المسؤولين ومن بينهم رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء مراد موافي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو بالاضافة الى د. نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية لبحث هذا الموضوع .وقال مشعل : ان المطلب الثاني للاسرى يتجسد في وقف العمل بقانون شاليط الذي ابتدعه الاسرائيليون لتشديد العقوبات عليهم بعد اسر الجندي الاسرائيلي ، مضيفا انه بالرغم من اطلاق سراح شاليط الا ان قانونه مازال معمولا به ضد الاسرى الفلسطينيين .ودعا مشعل الى تضافر الجهود الفلسطينية والعربية والاسلامية والدولية لصالح قضية الاسرى الفلسطينيين ودعم مطالبهم خاصة في ظل تردي اوضاعهم ونقل العديد منهم الى المستشفيات اثر تدهور حالتهم الصحية .ولفت رئيس المكتب السياسي لحماس الى أن هناك تنسيقا فلسطينيا فلسطينيا بشأن هذه القضية مشيرا الى انه اجرى اتصالا مع الرئيس محمود عباس يوم الخميس الماضي وتم التوافق خلاله على توحيد الجهد الفلسطيني في هذا الشأن وقيام السلطة الفلسطينية بتدويل الملف لممارسة المزيد من الضغوط على الجانب الاسرائيلي مؤكدا أن وحدة الجهد الفلسطيني مع الجهد العربي والاسلامي والدولي تصب في مصلحة قضية الاسرى .وقال : اننا معهم في قضيتهم العادلة التي تشكل جزءا من المعركة الفلسطينية الكبرى لانهاء الاحتلال الاسرائيلي .واشار مشعل الى أنه بحث مع د. العربي قضية المصالحة الفلسطينية والتي بدأت برعاية مصرية ، مضيفا : اننا نتابع ملفاتها وفصولها في القاهرة معربا عن امله في أنجازها خلال وقت وجيز من خلال الانتهاء من تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة ابو مازن وفقا لاتفاق القاهرة واعلان الدوحة ، معربا عن قناعته بأن هذه الحكومة ستشكل مظلة وطنية تلقي بظلال ايجابية على مجمل الوضع الفلسطيني الداخلي ، وتسمح بعد ذلك بتهيئة كل الخطوات التي تقود الى اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمصالحة المجتمعية واعمار قطاع غزة .وفي رده على سؤال حول معوقات اتمام المصالحة الفلسطينية اعترف مشعل بتأخر تطبيق اتفاق المصالحة مرجعا ذلك الى وجود تباينات واختلافات في وجهات النظر بين فتح وحماس مع ضغوط خارجية تهدد وتخوف من نتائجها ، الا انه عبر عن ثقته في تجاوز كل هذه المعوقات بمزيد من التواصل الفلسطيني الفلسطيني وجهود مصر والدعم العربي ، مؤكدا أن المصالحة عملية مشتركة وليست مبنية على طرف واحد .وفي رده على سؤال حول المطلوب من رئاسة القمة العربية تجاه دعم القضية الفلسطينية ، لفت مشعل الى أن القمة العربية باعتبارها اعلى سلطة في النظام العربي الرسمي تولي اهمية كبرى للقضية الفلسطينية والتي تتصدر اجندتها باستمرار خاصة في ظل ثورات الربيع العربي التي تطالب بالمزيد من وحدة الصف والتنسيق العربي والبعد عن أي خلافات ، مطالبا بتنفيذ ما اتخذته قمة بغداد الاخيرة على صعيد القضية الفلسطينية .وردا على سؤال حول وجود فيتو لدى بعض قيادات حماس على تولي ابومازن لرئاسة الحكومة... نفى مشعل ذلك .. وقال إن نتائج إعلان الدوحة تم التأكيد عليها في اجتماع المكتب السياسي لحركة حماس في اجتماعاتها بالقاهرة ، كما التقيت الرئيس أبومازن بعد ذلك ، مشددا على أن موقف حماس واحد موحد في مسار المصالحة في تشكيل الحكومة والموافقة على رئاسة أبومازن لها.